رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

محمد التابعى يكتب : لا أعرف حتى الآن من أنا؟

الكاتب الصحفى محمد
الكاتب الصحفى محمد التابعى
في مجلة المصور عام 1950 وفى زاوية خصصت فى الصفحة الاخيرة بعنوان "أنا" تركت تحريرها لعدد من الشخصيات الصحفية والأدبية والفنية بحيث يقدم كاتب المقال نفسه وبقلمه.


كتب الصحفى العملاق أستاذ الأجيال الصحفية محمد التابعى الذى لقب بأمير الصحافة العربية، وأمير مملكة النساء الذي رحل فى مثل هذا اليوم 24 ديسمبر عام 1976 مقالا عن نفسه جاء فيه:


رسمنى الأستاذ ادموند صوصة فى صورة زيتية عام 1936، ولما انتهى منها خيل إلى أنها صورة جدى فسألته: من هذا ؟ فقال: إنها أنت، قلت: أهذه صورتى أنا؟ فقال: أنا لم أرسمك أنا درستك وهذه نتيجة الدراسة.

وأعدت النظر إلى صورتى وصورة جدى ، وأذكر أن هذا كان منذ 14 عاما، أى أيام الشباب الذى لا ينكره على ولا " أنكل" فكرى أباظة فرايت أمامى وجها صارما ، توترت فيه عروق الجبهة وضاقت العينان على شيء كثير من حدة التعمق فى التفكير، وأما الظهر فقد كاد أن يتربع.

ثم رسمنى صاروخان صورا عديدة أظهرنى فى بعضها بشكل الرجل العبيط ، وفى بعضها الآخر بشكل الصحفى المشاكس.

وآخرون رسمونى بين بين ، أما صورة اليوم ـ كما أرى ـ فهى فى اعتقادى أرحم صورة رسمت لى حتى اليوم، وعلى كل حال إذا كان الرسامون قد حاروا فى تحليل شخصيتى ، وما الرسم إلا تحليل أو تشريح فإننى أيضا حائر فى فهم من أنا ؟
تعريف الحب عند أدباء ومفكرى الزمن الجميل

أحيانا أسرف حتى السفه ، وأحيانا أمسك يدى إلى درجة البخل الشديد ، وأحيانا أثور لأتفه الاسباب ، وأحيانا أصفح عن الخطأ الشنيع، وكثيرا ما جلست إلى مكتبى وفى رأسى فكرة معينة أريد أن اكتب فيها ..فما أكاد أمسك القلم إلا وأجدنى أكتب فى فكرة أخرى ، وفى رأى آخر ، أنا كما ترون مجموعة من المتناقضات.

بعض أصدقائى وأقرب الناس إلى يأخذون على شدة اعتدادى بنفسى ، وآخرون من القراء يأخذون على النقيض، أو ما يسمونه مركب النقص.

ورأيى أنا أننى أجمع بين الاثنين: مركب النقص ومركب الثقة ..فهل فهمتم من أنا ؟ أما أنا فلم أفهم بعد من أكون أنا ؟ .وتلك هى المصيبة .


والصحفى محمد التابعى من مواليد 1896، حصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة عام1923 واتجه للعمل الصحفى بعد ان عمل موظفا بقسم الترجمة بمجلس النواب، تفرغ للكتابة فى الاهرام بتوقيع "حندس" ثم انتقل إلى العمل فى روز اليوسف بعد المساهمة فى تأسيسها فرفع من توزيعها وارتفع ثمنها من 5 مليمات الى قرش صاغ بسبب مقالاته السياسية .
 أسس مجلة آخر ساعة عام 1934 وبعدها جريدة المصرى مع محمود  أبو الفتح عام 1936 ، انتقلت مقالاته الى جريدة الأخبار وكان الصحفى الوحيد الذى كان يرافق العائلة المالكة فى رحلاتها الطويلة لأوروبا .
أشتهر بعلاقاته النسائية وأحب المطربة أسمهان لكنه لم يثبت أنه تزوجها .

Advertisements
الجريدة الرسمية