رئيس التحرير
عصام كامل

«الروتين» يغتال أسر شهداء «أطباء كورونا» .. مكاتب «الصحة» لا تعترف بـ«سبب الوفاة» و«المعاشات» و«التأمينات» ترفض اعتبارهم «ضحايا إصابة ع

وزيرة الصحة
وزيرة الصحة
«موت وخراب ديار والروتين السبب».. الوصف الأدق الذي يمكن أن يعبر عن الأزمة التي تواجه غالبية أسر شهداء الأطباء، وأعضاء المهن الطبية، الذين فقدوا ذويهم خلال مواجهة أبطال «الجيش الأبيض» للموجة الأولى لفيروس كورونا المستجد.


وذلك بعدما اصطدموا بالإجراءات التعسفية والإدارية التي تحول دون حصولهم على حقوقهم، والتي تتمثل في عدم تدوين سبب الوفاة بفيروس كورونا في شهادات الوفاة، والاكتفاء بكتابة وفاة بسبب التهاب رئوي أ، فشل في وظائف الجهاز التنفسي، وعدم اعتبار «التأمينات» و«المعاشات» أنها إصابة عمل، رغم وجود قرار حكومي بذلك، وقرار من اللجان الطبية بهيئة التأمين الصحى باعتبار «كورونا من الأمراض المهنية.

سبب الوفاة

يذكر هنا أن حتى الآن لا يتم كتابة سبب الوفاة «كورونا» في شهادة الوفاة، لأن سبب الوفاة يتم اختياره وفقًا لأكواد محددة مسبقًا فيما يتعلق بشهادات الوفاة الإلكترونية في مكاتب الصحة، وليس من بين هذه الأكواد «كورونا»، وهو ما يحرم أسر مئات الأطباء من زيادة المعاش، وعدم حصولهم على حقوقهم، بجانب أن عدم تفعيل صندوق المخاطر الذي صدر به قانون من مجلس النواب، يتسبب في ضائقة مالية لهم.

خاصة وأن أغلب الشهداء شباب صغار السن تركوا أبناء وراءهم في المراحل التعليمية، يحتاجون إلى مصروفات، فضلا عن التعسف الإداري في إنهاء إجراءات أوراقهم، سواء إعلام الوراثة أو الحصول على المعاش الحكومي الذي يعتبر من أبسط حقوقهم.

المعاش

من جانبها قالت الدكتورة إيمان سلامة، عضو مجلس نقابة الأطباء، مقرر اللجنة الاجتماعية بنقابة الأطباء: هناك مشكلة تواجه أسر شهداء أطباء فيروس كورونا وهي أن المعاش الحكومي ضئيل يتراوح في حدود 900 جنيه، بجانب حصولهم على معاش من اتحاد المهن الطبية 900 جنيه، والنقابة والاتحاد منحوا كل أسرة مبلغ تعويض 100 ألف جنيه ومنح دراسية ودعم دراسي للأطفال في عمر المدارس.

وأضافت «د.إيمان»: المعاش الطبيعي لكل الأطباء المتوفين هو فقط ما يحصلون عليه دون أي معاشات استثنائية، مع الأخذ في الاعتبار أنه صدر قرار من هيئة التأمين الصحي باعتبار فيروس كورونا من الأمراض المهنية، واعتبار المتوفي به وفاة بإصابة عمل، مما يجعله يستحق زيادة في المعاش بنسبة 80% إلا أن التأمينات والمعاشات غير معترفة به، ولها فقط ما هو مدون في شهادة الوفاة بأنها وفاة بسب التهاب رئوي، أو فشل في وظائف التنفس.

ويعتبر قرار اعتبار فيروس كورونا إصابة عمل خارج التنفيذ، وشددت عضو مجلس نقابة الأطباء، على أنه « تم اتخاذ خطوات جيدة من الحكومة، إلا أن هناك مشكلة في التنفيذ، وما زالت معاناة أسر الشهداء مستمرة، كما أن التأمينات والمعاشات لا تعتد بنتيجة المسحات التي تثبت إصابة الطبيب بفيروس كورونا، وجميع شهادات الوفاة مدون بها التهاب رئوي»، وتابعت: النقابة واتحاد المهن الطبية تعتد بالمسحات وأى أسرة شهيد تتقدم بتقارير طبية من المستشفي والمسحات التي تثبت الإصابة بكورونا تحصل على التعويض من النقابة.

بينما التأمينات والمعاشات تريد كتابة «كورونا» في الشهادة، والنقابة خاطبت وزارة الصحة لتوجيه مكاتب الصحة بتعديل شهادات الوفاة وإدراج كورونا ضمن أسباب الوفاة ولم يتم حل الأمر حتى الآن لأنه يحتاج إلى لجان لتحديث نظام أكواد أسباب الوفيات في الشهادات المميكنة، كما أن قرار صندوق المخاطر لم تصدر لائحته التنفيذية أو تشكيل مجلس إدارة له، رغم أنه قانون وافق عليه مجلس النواب وتم تحديد موارد تمويله، لكنه لم يفعل!

الروتين القاتل

على الجانب الآخر تواصلت «فيتو» مع عدد من زوجات شهداء الأطباء، حيث كشفت زوجة طبيب متوفي بفيروس كورونا «س.ع»، أستاذة جامعية أن تصريح الدفن لزوجها صدر به وفاة بسبب فيروس كورونا، إلا أن شهادة الوفاة غير مدرج بها أن «كورونا» سبب الوفاة، مضيفة: «كده يضيع حقي أنا وأولادى، فشهادة الوفاة مكتوب فيها أن سبب الوفاة التهاب رئوى».

وأشارت إلى أنها تمكنت من إنهاء إجراءات الأوراق التي تثبت أن زوجها توفى نتيجة «إصابة عمل»، غير أن «المعاشات» رفضت استلام الأوراق، وقرار اعتبار «كورونا» إصابة عمل لا يزال «حبر على ورق» و«نحن لم نصرف حتى الآن سوى المعاش العادى».

وتابعت: زوجى تركنى وأربعة أبناء منهم طالبة كانت في المرحلة الثانوية وقت رحيل والدها، و«الناس كلها بعدت عننا ولم يقف بجوارنا أحد وابنتي بالمهدئات دخلت الامتحان ولم يوجد أي مراعاة لها وهي تبكي وترتدي أسود في أسود ومنهارة واستطاعت بفضل الله أن تحصل على 94 % وبالواسطة استطاعت أن تحصل لها على منحة في الجامعة ، خاصة وأن قرار منح الجامعات لأبناء الشهداء المتفوقين لا ينفذ سوى بالعلاقات والواسطة».

وأكملت: «إحنا موتنا عشان الناس تعيش واتعذبت أنا وأبنائي أنا كنت بدرس أون لاين، وكافة المواطنين يعملون من المنزل، وزوجي كان يذهب إلى المستشفي ومعه أدواته الشخصية ، ولا يمكنه الكشف أون لاين ولم يتخل عن عمله، وأراد أن يتركنا ويعيش بمفرده حتى لا نتعرض لأذي إلا أننى رفضت هذا الأمر.

وظهرت بعض الأعراض على أبنائي ولم نجد معاملة جيدة من أي موظف حتى في إنهاء الأوراق، والمشكلة تخص جميع أسر شهداء كورونا، وكل شخص يحصل على معاش يتوقف على عدد أبنائه، وكل ابن له 500 جنيه كيف يعيش بهم طلاب في الجامعات، ولم يصرف لأبنائي تعويض أو مكافاة نهاية خدمة سوي 50 ألف جنيه أي 10 آلاف جنيه لكل فرد، والمعاش الحكومي لم يصرف إلا بعد 4 أشهر.

وكان رد الموظفين، أنه سيتم الصرف بأثر رجعي فهل يجوز أن أقول لأبنائي هأكلكم بأثر رجعي، مع الأخذ في الاعتبار أن هناك أسرا رحل عائلهم الوحيد ولم تصرف حتى المعاش العادي بسبب تعسف الجهات المختصة في إصدار إعلام الوراثة وغيره».

في السياق ذاته كشفت «د. ل» أرملة أحد شهداء الأطباء، أنهم بعد رحيل زوجها لم يستطيعوا الحصول على أي حقوق له من عمله الحكومي، وحصلوا على تعويضات نقابة الأطباء واتحاد المهن الطبية فقط، مشيرة إلى أنها لم تحصل على المعاش الحكومى حتى الآن من مكان عمله بسبب الروتين والإجراءات الإدارية الصعبة وعدم التيسير عليهم.

وأضافت: الطبيب المتوفي بفيروس كورونا يستحق إصابة عمل ومعاش شهيد نظرا لأن أبناءهم في التعليم، بجانب أن غالبية الأطباء المتوفين شباب صغار السن ومعاشهم الحكومى وفقا لعدد سنوات العمل ضئيل، كما أن معاش اتحاد المهن الطبية الذي يحصلون عليه هو معاش لأى عضو مهن طبية يتوفي وليس مرتبطا بالكورونا، والدولة المصرية لم تتأخر في إصدار قرارات تحسين أحوال معيشة أسر شهداء الأطباء، بإصدار قرار إنشاء صندوق المخاطر إلا أنه لم تصدر له اللائحة التنفيذية حتى الآن.

وكشفت عن أزمة شهادات الوفاة المميكنة التي لا تحتوي على سبب وفاة بفيروس كورونا، مؤكدة رفض مكاتب الصحة كتابتها ويكتبون فشل في وظائف التنفس كأنها شهادة وفاة عادية وليست لشهيد بفيروس كورونا يجب أن يخضع لمعاملة خاصة، وأنهم في جميع إجراءات إنهاء الأوراق يتحركون بتقرير المستشفي والمسحات التي تثبت أن الوفاة بفيروس كورونا.

نقلًا عن العدد الورقي...،
الجريدة الرسمية