رئيس التحرير
عصام كامل

موقف الإسلام من مشاركة المرأة فى الانتخابات

الدكتورة سعاد صالح
الدكتورة سعاد صالح
بالرغم من صعوبة العمل السياسى إلا ان التاريخ شهد ظهور نساء اشتغلن بالسياسة معتمدات على فصاحتهن وقدرتهن على العمل، وآية ذلك ان ناصرت نساء كثيرات علي بن أبى طالب مثل: هند بنت يزيد الانصارية والزرقاء بنت عدى، وفى العصور التى تلت عصر معاوية ابن أبى سفيان لعبت الخيزران وشجر الدر دورا فى سياسة الدولة الاسلامية، ورغم ذلك هناك دعاوى تزعم ان الشرع يمنع المرأة من المشاركة فى صنع القرار.



تقول الدكتورة سعاد صالح العميد السابق لكلية الدراسات الاسلامية: إن المرأة المسلمة لم تعرف القهر إلا فى عصور انحسار الحضارة الاسلامية وضعف الأمة وخلق تراث ثقافي منحاز للرجل على حساب المرأة.

ثم هبت بعد ذلك رياح التغيير على المجتمع فنالت المرأة المسلمة بعضا من حقوقها، والاصل فى المشاركة السياسية للمراة هو الآية القرآنية الكريمة: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض. يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله. أولئك سيرحمهم الله. إن الله عزيز حكيم)، وهناك آيات أخرى تجمع الرجل والمرأة فى العمل والثواب عليه.

أما الأحاديث النبوية فهى كثيرة منها قول النبى صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)، والى هذا المبدأ يستند المدافعون عن المشاركة العامة للمرأة.

موقف الإسلام من انتهاكات مواقع التواصل الاجتماعى لحريات الآخرين

والقران الكريم لا يوجد به نص قاطع يمنع المرأة من العمل العام والمشاورة السياسية، بل إنه تحدث عن المرأة التى حكمت دولة ونجحت فى إدارتها، وكان لها عرش عظيم. يقول الله، عز وجل على لسان هدهد سليمان: "إنى وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم".

وهذه المرأة هي بلقيس ملكة سبأ، وكانت مع سلطاتها وقوتها تأخذ بالشورى حين قالت في قوله تعالى: (يا أيها الملأ أفتوني فى أمري. ما كنت قاطعة أمرًا حتى تشهدون).

وكما اختلف الفقهاء القدامى فى حق تولي المرأة الأمور العامة، لكن النصوص والآراء التى تثبت المشاركة فى اتخاذ القرار هى الأصدق والأعم.. وإذا كان الإسلام قد أمر بأن تستأمر فى اختيار شريك حياتها، ولابد من موافقتها عند زواجها فهذا دليل على ثبوت حقها في الانتخاب والترشيح.

الجريدة الرسمية