رئيس التحرير
عصام كامل

تسييس قضية رياضية!

كلنا نعرف أن أى متهم برئ حتى تثبت إدانته.. ونعرف أيضا أن كل متهم من حقه الدفاع عن نفسه ودفع الاتهام الموجه له وإنكاره.. ونعرف كذلك إن أى متهم ينال حكما يؤيد الاتهام الموجه له من حقه الطعن فى هذا الحكم أمام القضاء لإلغاء هذا الحكم ..


كما نعرف أيضا أن هناك من يلجأون إلى إثارة ضجة إعلامية بين الرأى العام إذا صدرت بحقهم أحكام بالإدانة فى اتهامات موجهة لهم، ليكون الرأى العام ضاغطا فاعلا فى إلغاء هذه الأحكام.
إلا أنا!
كل ذلك نعرفه وصار الكثيرون منا يحفظونه ويكررونه.. لكننا لا نعرف أن صدور قرار من جهة لمعاقبة شخصية عامة هو مؤامرة على البلاد كلها كما قال أحدهم مؤخرا حول قرارا اللجنة الأولمبية بمعاقبة المستشار مرتضى منصور بالوقف والتجميد لأربع سنوات فى مجال النشاط الرياضى!

هذا كلام بلغة العامة واسع، وباللغة الأجنبية أوفر يتجاوز ما قيل بأن معاقبة اللجنة الأولمبية لرئيس نادى الزمالك يستهدف تصفية النادى ذاته!.. فكيف يمكن اختزال مصر فى شخص واحد مهما كانت مكانته المجتمعية ودوره فى البلاد؟!

إن مصر كبيرة جدا وتضم الآن أكثر من مائة مليون مواطن يعيشون على أرضها.. وهناك آلاف منهم يصدر يوميا أحكاما قضائية بحقهم يوميا، وآلاف آخرون صدرت ضدهم قرارات إدارية بمعاقبتهم ولا يقول أحد منهم إن الحكم القضائى والقرار الإدارى الذى صدر بحقه أو ضده هو ضد مصر أو هو جزء من مؤامرة عليها.
انتبهوا!
رجاء. الكف عن ذلك لأنه يلخص مصر كلها فى شخص واحد.. وإذا كان ذلك غير صحيح سياسيا فهو غير صحيح رياضيا أيضا.. إن من حق المستشار مرتضى منصور رفض قرار اللجنة الأولمبية والطعن عليه أمام كل الجهات المتاحة ابتداء من وزارة الشباب والرياضة وحتى اللجنة الأولمبية الدولية والفيفا.. ومن حقه أيضا التعبير عن رفضه بالقول لقرار معاقبته مادام ملتزما بالقانون.. لكن رجاء ارحموا مصر ولا تسيسوا قضية رياضية ولا تقحموا اسم مصر الكبير فى أمر رياضى.
الجريدة الرسمية