عفاريت الحكومة .. التعليم عن بعد.. أم البعد عن التعليم؟!.. 11 مليون طالب وطالبة خارج حسابات التربية والتعليم في المنصات الإلكترونية
لا يختلف اثنان على الجهد المبذول من حكومة الدكتور مصطفى مدبولى ولا على نواياها الصادقة المخلصة. ولكن الجهد المبذول مهما كان متدفقًا، عندما يكون في الاتجاه المعاكس لا يثمر خيرًا، والنوايا الصادقة المخلصة وحدها لا تصنع النجاح.
قرارات منفعلة
في مواقف عدة.. بدت الحكومة منفعلة بقراراتها ومشروعاتها التي تعتقد أنها لمصلحة الشعب، قبل أن تكتشف الحكومة نفسها أن الشعب الذي تعمل من أجله غاضب وغير راضٍ، ما يدفعها إلى التراجع خطوة أو اثنتين أو أكثر إلى الخلف؛ لتعيد حساباتها وترتب أولوياتها.
يمكن أن يكون هذا الاندفاع في اتخاذ قرارات غير محسوبة العواقب مفهومًا عندما كانت الحكومة حديثة العهد بإدارة الأمور، ولكن عندما تبقى هذا سمة ملاصقة ومصاحبة لجميع تصرفاتها فإنه يجب أن تكون هناك وقفة، لا سيما بعدما بلغت سن الرشد والحصافة والعقل.القرارات المتصلة بالتصالح في مخالفات البناء لم تكن اللبنة الأولى في سلسلة الأزمات الشعبية التي افتعلتها الحكومة بحُسن نية قبل أن تسعى للبحث عن حلول وترميم لها، بل سبقتها أزمات كثيرة متصلة بملفات التموين والصحة والكهرباء وتقديم الخدمات.
المتابع لأداء الحكومة يخلص إلى أنها تدير مقاليد الأمور بتصدير الأزمات وافتعالها، ما يجعلها مادة دسمة لأهل الشر ومحور الشيطان الذين لا يريدون الخير ولا الاستقرار لمصر، رغم أنه يجب أن يكون في صدارة أولوياتها أن تدرس أبعاد القرار قبل إصداره، وليس تصدير الأزمة وإثارة الغضب، ثم البحث عن حلول، فهذه طريقة ولى عليها الزمان. على الحكومة ألا تحضر العفريب ثم تفكر كيف تتخلص منه.. "فيتو" تتناول هذه القضية بجميع جوانبها وأبعادها في هذا الملف..
التربية والتعليم
خطة طموحة أعلنتها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لإدارة العملية التعليمية في العام الدراسي الجديد 2020/2021، والمقرر أن ينطلق في 17 أكتوبر القادم بسبب الظروف التي خلفها فيروس كورونا المستجد.
وفي ظل الخوف من انتشار موجة ثانية للفيروس مع حلول فصل الشتاء. الخطة المعلنة من قبل الوزارة التي شرح تفاصيلها وأبعادها الدكتور طارق شوقي في مؤتمر صحفي، وتكرر الحديث عن أجزاء كثيرة من التفاصيل في أكثر من مناسبة وعبر أكثر من وسيلة، من الناحية النظرية هي خطة جيدة تعالج الموقف التعليمي بشكل جيد في ظل التحديات التي صنعها فيروس كورونا المستجد.
التعليم عن بعد
وهي تعتمد على نظام التعليم الهجين القائم على التعلم المباشر بين الطالب ومعلمه داخل الفصل المدرسي في جزء من الوقت، والتعلم عن بعد من خلال الوسائل التقنية في باقي الوقت المخصصة للدراسة؛ ولكن الواقع العملي للمدارس المصرية يضع العديد من الألغام أمام الخطة المطروحة من الوزارة، ويؤكد أن الأمور لن تكون على ما يرام وسوف تتفاعل الأزمة مع بداية الدراسة، وحينئذ سوف تبدأ الوزارة فى البحث عن حلول أخرى.
كان الهدف الأكبر لوزارة التربية والتعليم هو تقليل الكثافات في المدارس خوفًا من انتشار فيروس كورونا بين الطلاب، ولحل تلك الأزمة في ظل وجود عجز كبير في أعداد الفصول المدرسية لجأت الوزارة إلى إعادة توزيع الحصص وتعدد مصادر التعلم، وانتهى الأمر إلى رؤية مفادها أن يتم تقسيم الصفوف الدراسية إلى مراحل عمرية،على أن يكون التعليم أولاين قاسما مشتركا فى العملية التعليمية دون النظر إلى مدى إمكانية تنفيذ ذك على أرض الواقع.
التطبيق
الرؤية المطروحة من الناحية النظرية تدعو للتفاؤل؛ ولكن الواقع التعليمي المصري يكشف مأساة كبرى تتمثل في طلاب الأرياف والمناطق البعيدة التي تعاني من نقص حاد في وسائل التكنولوجيا وشبكات الإنترنت التي قد تكون مرهقة للطالب وولي الأمر ولا يمكنه مجاراتها، وتشير إحصائيات وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني إلى أنه يوجد نحو 24 ألفًا و357 مدرسة في المناطق الريفية، وهي تضم نحو 384 ألفأ و789 فصلًا مدرسيًا بها 11 مليونًا و883 ألفًا و580 طالبًا وطالبة في جميع المراحل التعليمية.
وهؤلاء الطلاب والطالبات مهددون بالتأثر بشكل كبير وعدم القدرة على الوصول إلى مصادر التعلم الإلكترونية التي تتيحها الوزارة، وفي محاولة من وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لتعويض مثل هؤلاء الطلاب في حالة عدم تمكنهم من متابعة المنصات التعليمية المتاحة عبر شبكة الإنترنت فإنها سوف تتيح شروحًا للمناهج عبر القنوات التعليمية الأرضية.
نقلًا عن العدد الورقي...،
قرارات منفعلة
في مواقف عدة.. بدت الحكومة منفعلة بقراراتها ومشروعاتها التي تعتقد أنها لمصلحة الشعب، قبل أن تكتشف الحكومة نفسها أن الشعب الذي تعمل من أجله غاضب وغير راضٍ، ما يدفعها إلى التراجع خطوة أو اثنتين أو أكثر إلى الخلف؛ لتعيد حساباتها وترتب أولوياتها.
يمكن أن يكون هذا الاندفاع في اتخاذ قرارات غير محسوبة العواقب مفهومًا عندما كانت الحكومة حديثة العهد بإدارة الأمور، ولكن عندما تبقى هذا سمة ملاصقة ومصاحبة لجميع تصرفاتها فإنه يجب أن تكون هناك وقفة، لا سيما بعدما بلغت سن الرشد والحصافة والعقل.القرارات المتصلة بالتصالح في مخالفات البناء لم تكن اللبنة الأولى في سلسلة الأزمات الشعبية التي افتعلتها الحكومة بحُسن نية قبل أن تسعى للبحث عن حلول وترميم لها، بل سبقتها أزمات كثيرة متصلة بملفات التموين والصحة والكهرباء وتقديم الخدمات.
المتابع لأداء الحكومة يخلص إلى أنها تدير مقاليد الأمور بتصدير الأزمات وافتعالها، ما يجعلها مادة دسمة لأهل الشر ومحور الشيطان الذين لا يريدون الخير ولا الاستقرار لمصر، رغم أنه يجب أن يكون في صدارة أولوياتها أن تدرس أبعاد القرار قبل إصداره، وليس تصدير الأزمة وإثارة الغضب، ثم البحث عن حلول، فهذه طريقة ولى عليها الزمان. على الحكومة ألا تحضر العفريب ثم تفكر كيف تتخلص منه.. "فيتو" تتناول هذه القضية بجميع جوانبها وأبعادها في هذا الملف..
التربية والتعليم
خطة طموحة أعلنتها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لإدارة العملية التعليمية في العام الدراسي الجديد 2020/2021، والمقرر أن ينطلق في 17 أكتوبر القادم بسبب الظروف التي خلفها فيروس كورونا المستجد.
وفي ظل الخوف من انتشار موجة ثانية للفيروس مع حلول فصل الشتاء. الخطة المعلنة من قبل الوزارة التي شرح تفاصيلها وأبعادها الدكتور طارق شوقي في مؤتمر صحفي، وتكرر الحديث عن أجزاء كثيرة من التفاصيل في أكثر من مناسبة وعبر أكثر من وسيلة، من الناحية النظرية هي خطة جيدة تعالج الموقف التعليمي بشكل جيد في ظل التحديات التي صنعها فيروس كورونا المستجد.
التعليم عن بعد
وهي تعتمد على نظام التعليم الهجين القائم على التعلم المباشر بين الطالب ومعلمه داخل الفصل المدرسي في جزء من الوقت، والتعلم عن بعد من خلال الوسائل التقنية في باقي الوقت المخصصة للدراسة؛ ولكن الواقع العملي للمدارس المصرية يضع العديد من الألغام أمام الخطة المطروحة من الوزارة، ويؤكد أن الأمور لن تكون على ما يرام وسوف تتفاعل الأزمة مع بداية الدراسة، وحينئذ سوف تبدأ الوزارة فى البحث عن حلول أخرى.
كان الهدف الأكبر لوزارة التربية والتعليم هو تقليل الكثافات في المدارس خوفًا من انتشار فيروس كورونا بين الطلاب، ولحل تلك الأزمة في ظل وجود عجز كبير في أعداد الفصول المدرسية لجأت الوزارة إلى إعادة توزيع الحصص وتعدد مصادر التعلم، وانتهى الأمر إلى رؤية مفادها أن يتم تقسيم الصفوف الدراسية إلى مراحل عمرية،على أن يكون التعليم أولاين قاسما مشتركا فى العملية التعليمية دون النظر إلى مدى إمكانية تنفيذ ذك على أرض الواقع.
التطبيق
الرؤية المطروحة من الناحية النظرية تدعو للتفاؤل؛ ولكن الواقع التعليمي المصري يكشف مأساة كبرى تتمثل في طلاب الأرياف والمناطق البعيدة التي تعاني من نقص حاد في وسائل التكنولوجيا وشبكات الإنترنت التي قد تكون مرهقة للطالب وولي الأمر ولا يمكنه مجاراتها، وتشير إحصائيات وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني إلى أنه يوجد نحو 24 ألفًا و357 مدرسة في المناطق الريفية، وهي تضم نحو 384 ألفأ و789 فصلًا مدرسيًا بها 11 مليونًا و883 ألفًا و580 طالبًا وطالبة في جميع المراحل التعليمية.
وهؤلاء الطلاب والطالبات مهددون بالتأثر بشكل كبير وعدم القدرة على الوصول إلى مصادر التعلم الإلكترونية التي تتيحها الوزارة، وفي محاولة من وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لتعويض مثل هؤلاء الطلاب في حالة عدم تمكنهم من متابعة المنصات التعليمية المتاحة عبر شبكة الإنترنت فإنها سوف تتيح شروحًا للمناهج عبر القنوات التعليمية الأرضية.
نقلًا عن العدد الورقي...،
