رئيس التحرير
عصام كامل

انتحار عبد الحكيم عامر.. أمين هويدي يكشف تفاصيل وكواليس الواقعة

المشير عبد الحكيم
المشير عبد الحكيم عامر

وضعت نكسة يونيو 1967 نهاية لمستقبل المشير عبد الحكيم عامر حيث أعفى من جميع مناصبه، وأحيل للتقاعد، وتم وضعه قيد الإقامة الجبرية فى منزله بسبب التصرفات الارتجالية غير المدروسة فى القيادة والتخبط فى إصدار قرار الانسحاب من سيناء؛ مما أدى الى الهزيمة، وزيادة على ذلك تخطيطه مع مجموعة من الضباط لإحداث انقلاب على السلطة.


وتمر الأحداث إلى أن يعلن فى الرابع عشر من سبتمبر 1967 انتحار المشير عبد الحكيم عامر، وبالرغم من مرور 53 عاما على رحيله، إلا انه مثار جدل متصل فالبعض يدعي أنه قتل والآخر يؤكد انتحاره.. وتحت عنوان (ليلة انتحر فيها المشير عبد الحكيم عامر).

 

يحكى أمين هويدى وزير الحربية ورئيس المخابرات الحربية السابق ـــ رحمه الله ـــ فيقول:

كانت هزيمة 67 وحدها كافية لأن تسهل أمر استبعاد عبد الحكيم عامر من مناصبه، إلا انه رفض التخلى عن قيادة القوات المسلحة، بالرغم من أن عبد الناصر عرض عليه منصب نائب رئيس الجمهورية إلا أنه أصر معتمدا على أفراد من القيادة العسكرية المنتمين إليه، وتمركز مؤيدوه فى بيته بالجيزة وقوات من الشرطة العسكرية والعربات المصفحة تحرس منزله، كما أحضر من بلدته "اسطال" بالمنيا مجموعة من المدنيين لتعزيز حراسته فى منزله لدرجة أنها سدت الطريق الموصل إلى بيته بالرمال.

 


كانت المجموعة المحيطة بالمشير كافية للإساءة إليه بسبب كثرة الإفراط فى اللهو والسهرات الحمراء، وزواج ثلاثة من القيادات بفنانات، فقد تزوج عامر من برلنتى عبد الحميد وعلي شفيق من مها صبري، وعبد المنعم أبو زيد من سهير فخري.


واضاف هويدى: تآمر عامر لقلب نظام الحكم والاستيلاء على القيادة العامة للقوات المسلحة، وصدرت تعليمات الرئيس بتحديد إقامته خاصة أن المخابرات العامة برئاسة صلاح نصر كانت مع المشير، ووضعنا الخطة تحت اسم كودى "جونسون"، واستقر الرأي على الاجتماع بالمشير فى بيت الرئيس، وفى نفس الوقت يقود الفريق محمدفوزى خطة السيطرة على بيت المشير بالجيزة وتطهيره من القوات والاسلحة الموجودة فيه.


وتمت الخطة، وحضر المشير الى بيت عبد الناصر، ووقعت مشادة بينهما فى حضور حسين الشافعى والسادات وزكريا محيى الدين، ودخل المشير دورة المياه وخرج منها وفى يده كأس رماه بطول ذراعه وهو يبتسم، ويقول: (بلغوا الرئيس ان عبد الحكيم خد السم وانتحر). 

 

محاكمة المشير عامر بتهمة التآمر على الحكم

 

 

ويضيف هويدى: كان الرئيس قد طلع الى غرفته ليستريح فأسرعت اليه وأبلغته كلام المشير، فقال: عامر أجبن من ان ينتحر.. لو كان شجاع ماكنش ودانا فى داهية.

 

وحضر الدكتور الصاوى طبيب الرئيس واعطى المشير حقنة، وخرج المشير الى بيت المريوطية محددة إقامته، لكنه غافل الحاضرين وتناول مادة الأكونتين السامة  ممزوجة بقطعة من الافيون، وتم نقله إلى مستشفى القوات المسلحة فى المعادى، وبعد اجراء الاسعافات عاد فى حراسة إلى منزل المريوطية وفى السادسة مساء أعلن عن وفاة المشير ووجدوا أسفل جدار بطنه قطعة من الورق اللاصق تخفى شريطا معدنيا يحتوى على مسحوق الأكونتين السام.

 


وسيطر فوزى وعبد المنعم رياض على الموقف فى الجيزة، وضبطت الشرطة العسكرية 100 بندقية و80 مدفعًا و11 رشاشًا و200 قنبلة يدوية ودفاعية وحوالى 800 طلقة.


الجريدة الرسمية