رئيس التحرير
عصام كامل

د. ماجدة نصر عضو "البحث العلمي" بالبرلمان : وعي المواطنين عن التعليم الفني تغير .. وعائد تطويره سيظهر خلال 3 سنوات ( حوار )

فيتو

قالت الدكتورة ماجدة نصر عضو لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب: إن التعليم الفني يحظى بقدر أكبر من باقى قطاعات التعليم في خطة التطوير، مشيرة إلى أن هناك خطة كبيرة لتطوير التعليم الفني، تتضمن عدة محاور منها تحسين نوعية وطرق التعليم، وإتاحة الفرصة للاستمرار فيه أطول فترة ممكنة.

 

وأضافت نصر فى حوار لـ"فيتو" أن الإقبال الكبير على المدارس التكنولوجية والتعليم المزدوج نتيجة للتطوير ويعكس تغير وعى الشعب نحو التعليم الفني، متوقعة أن يكون هناك عمالة ماهرة وسد للعجز في العمالة المدربة بالمصانع خلال الخمس سنوات المقبلة، وطالبت بسرعة إنشاء هيئة ضمان جودة واعتماد للتعليم الفني، لمتابعة تنفيذ خطوات التطوير وضمان نجاح تلك الخطوات والاستمرار فيها. 


*في البداية كيف ترين خطوات الدولة لتطوير التعليم الفني؟


هناك خطة تطوير كبيرة تقوم بها الدولة حاليا لتطوير التعليم الفني، ضمن خطوات تطوير التعليم، وأرى أن التعليم الفني له حظ أكبر في تلك الخطة.

*وما تلك الخطوات التي يمكن استعراضها ؟


خطة التطوير تشمل عدة محاور منها تحسين نوعية وطرق التعليم الفني، وتحسين نظرة المجتمع إلى ذلك التعليم الفني، وإتاحة الفرصة للاستمرار فيه أطول فترة ممكنة.

*وماذا عن محور تحسين نوعية وطرق التعليم الفني؟


يتضمن محور تحسين نوعية وطرق التعليم الفني، عدة خطوات للتطوير ضمن خطة كاملة، منها زيادة الجانب العملى بشكل كبير، أكبر من النظرى في التعليم الفنى، والتوسع في عمل نظام التعليم الفنى المزدوج الذي يتم بالتنسيق أو التعاقد بين مؤسسات التعليم وجهات العمل والإنتاج مثل المصانع وقطاعات السياحة والفنادق وغيرها.

 

والتي تهدف لإنشاء مدارس فنية داخل المصانع وقطاعات السياحة للجمع بين التعليم النظرى والعملى داخل أجواء تلك المصانع والقطاعات المتخصصة، ليتم التدريب فيها مع حصول الطلاب على مكافآت مالية أثناء الدراسة بالإضافة إلى إتاحة فرص عمل لهم بعد التخرج.

 

كما يتضمن ذلك المحور، التوسع في إنشاء المجمعات التكنولوجية والعمل على تطويرها، وشهدت الفترة الماضية إبرام عدة اتفاقيات وتعاقدات مع جهات أجنبية مثل ألمانيا والصين للتعاون معا وإنشاء المجمعات التكنولوجية، وهو ما يعود بالنفع على طلاب التعليم الفني بتلك المجمعات، من خلال التدريب الجيد في مثل تلك أماكن العمل وعبر ذوى الخبرة الأجانب الذين يأتون للبلاد لتدريب الطلاب وفقا لبنود الاتفاقيات، للحصول على التعليم جيد في تلك القطاعات المتخصصة، مثل مدارس التكنولوجيا والمجوهرات ومدارس مشروع الضبعة.

*وماذا عن محور إتاحة الاستمرار في ذلك التعليم الفني؟


بالفعل يتم ذلك من خلال قانون الجامعات التكنولوجية الذي تم إقراره مؤخرا بمجلس النواب، بهدف استمرار طالب التعليم الفني بعد الثانوية الفنية، في مسار التعليم والتحاقه في الجامعات من خلال إنشاء الجامعات التكنولوجية، التي تسمح لطلاب التعليم الفني بالالتحاق بها، وأيضا لاستكمال دراساتهم العليا من خلالها، للحصول على الماجستير والدكتوراه.

 

*وهل تم البدء في هذه الخطوات؟


بالطبع، تم البدء فيها، وتشهد مدارس التعليم المزدوج والمدارس التكنولوجية إقبالا شديدا من الطلاب عليها، وكذلك أتوقع إقبالا شديدا على الجامعات التكنولوجية والدراسات العليا كلها.


*هل تعنى من ذلك الإقبال أنه حدث تغيير في وعى المواطنين بالنسبة للتعليم الفني؟


بالفعل، يعد ذلك الإقبال الشديد، نتيجة لتغيير الوعى لدى المواطنين بشأن التعليم الفني، وذلك بعد خطوات التطوير الحقيقية التي تقوم بها الدولة للنهوض بذلك القطاع.

*ولماذا ترين أن التعليم الفني له حظ أكبر في خطة تطوير التعليم ككل؟


لأنه لا يعانى من عجز في موازنة أو موارد للتطوير مثل باقى قطاعات التعليم، وذلك نظرا لتوافر الإمكانيات المالية له من خلال الاتفاقيات والمنح المبرمة بين مصر وجهات أجنبية، والتي توفر التمويل اللازم لتطوير التعليم الفني، ما يجعله يحظى بحظ أكبر من باقى قطاعات التعليم الأخرى، لاسيما مع اهتمام بعض الدول الأجنبية بذلك التعليم وبعقد اتفاقيات مع مصر، مثل الصين وألمانيا.

*ومتى سنرى عائد ذلك التطوير في التعليم الفني، من وجهة نظركم؟


سنبدأ في ملاحظة ذلك العائد أو التغيير في التعليم الفني، بدءا من العام المقبل، بعد انتهاء امتحانات الثانوية العامة والتحاق الطلاب في الجامعات الجديدة وكذلك التحاق الطلاب في مدارس الثانوى الفني ، وبالتأكيد ستظهر النتائج أكثر وأكثر خلال السنوات المقبلة الثلاث والأربع سنوات المقبلة.

*ومتى نحصل على عمالة ماهرة في المصانع المصرية ولايوجد عندنا عجز فيها كما هو الوضع الآن؟


أتوقع ذلك خلال الخمس سنوات المقبلة، حيث يكون لدينا عدد مناسب من العمالة المدربة والماهرة في مختلف القطاعات والمجالات لسد العجز الحالى.

*وهل ترى أن خطوات تطوير التعليم الفني، وزيادة الإقبال عليه بالتالى، سيساعد في تقليل الكثافة بالتعليم العام؟


بالطبع، هذه فائدة أخرى من تطوير التعليم الفني، حيث سيعمل الإقبال عليه، على توفير أماكن بالتعليم العام، لتقل الكثافة به ويسهل العمل على تطويره بالتالى.


*وهل ترى أن تلك الخطوات لتطوير التعليم الفني كافية أم هناك خطوات أخرى يجب القيام بها؟


بالطبع هناك خطوة هامة جدا، سبق وطالبنا بها ولكن لم يتم تنفيذها حتى الآن، وهى متابعة آليات تنفيذ خطوات التطوير، حيث لابد من المتابعة والرقابة الشديدة، على خطوات التطوير، وهو ما يأتى بناء على توجيهات الرئيس السيسي بإنشاء هيئة جودة واعتماد منفصلة للتعليم الفني، ولكن حتى الآن لم يتم إنشاؤها.

*وما أهمية تلك الهيئة؟


تضمن استمرار جودة التعليم الفني، من خلال الرقابة الجيدة المستمرة، على مختلف قطاعات وخطوات تطوير التعليم الفني.


*وماذا عن دور مجلس النواب في خطوات التطوير؟


البرلمان ومن داخله لجنة التعليم والبحث العلمى، داعم بشكل قوى لكل تلك الخطوات لتطوير التعليم الفني، ومتابع لتنفيذها على أرض الواقع، فكل الاتفاقيات والمنح التي تم إقرارها، قام المجلس ببحثها جيدا ومناقشتها والموافقة عليها من أجل تطوير ذلك القطاع الهام، باعتباره مصدرا أساسيا في بناء نهضة مصر الإنتاجية في الفترة المقبلة، حيث يعد تدريب العمالة وتوفير فرص عمل ومواكبة الخريجين مع سوق العمل من أهم الملفات التي تسعى لها البلاد.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"

الجريدة الرسمية