رئيس التحرير
عصام كامل

"مصر وعُمان.. علاقات قوية وزيارات تاريخية".. تلاقي المواقف بين الدولتين تجاه قضايا المنطقة.. ودعم كامل من السلطنة للقاهرة

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي والسلطان قابوس بن سعيد
18 حجم الخط

شهدت فترة تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم زيارة تاريحية لسلطنة عمان فضلا عن زيارات متبادلة لكبار المسئولين في البلدين لنعزيز العلاقات بين الشعبين الشقيقين. 

وجاءت أبرز المعلومات عن تطور العلاقات ين البلدين والزيارة التاريخية للرئيس السيسي لسلطنة عمان في فبراير 2018 كالتالي: 

 

- العلاقات العمانية المصرية ليست بالعلاقات الحديثة لكنها ضاربة في التاريخ القديم؛ الأمر الذي أدى إلى إنتاج تشابكات تجارية واقتصادية واسعة تطورت مع الوقت بعد قيام سلطنة عمان الحديثة وإنتاج أهداف سياسية وإستراتيجية وروابط اجتماعية وثقافية واسعة.

 

كما ان تلاقي الأفكار والمواقف بين الدولتين تجاه قضايا المنطقة لم يأت من فراغ بل كان للتاريخ والجغرافيا الأثر الكبير في بلورة مواقف مشتركة بين الدولتين. 

 

- تمثل العلاقات المصرية العمانية محور ارتكاز مهم على الساحة السياسية العربية حيث يسعى البلدان دائما إلى سياسة حل كل الخلافات بالحوار والتفاوض كما تدعو إلى إحلال السلام والاستقرار إقليميا ودوليا لكن مع تحفظ مهم أساسه عدم التخلي عن أي من الحقوق العربية عامة والفلسطينية خاصة، لذلك فإن للدولتين رؤية واحدة تستهدف تقديم أقصى دعم ممكن لنضال الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة. 

 

- العلاقات المصرية ـــ العمانية تعكس قدرا غير مسبوق من التفاهم والتنسيق السياسي المشترك والتعاون إزاء مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، وتستمد هذه العلاقات قوتها من تعدد جوانب التعاون بين البلدين الشقيقين وتشعبها وعدم اقتصارها على جانب واحد. 

 

- على المستوى السياسي ترتبط مصر وعمان بعلاقات سياسية قوية فهناك تشاور وتنسيق مستمر بين البلدين في القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ويقدر المسئولون العمانيون على كافة المستويات الدور الذي تلعبه مصر في حل الصراعات والنزاعات في المنطقة من أجل شعوب المنطقة. 

 

- كما يتم التنسيق بين البلدين في كافة القضايا السياسية المطروحة على المحافل الدولية وقد قامت مصر بالمبادرة في هذا الشأن في موضوعات مثل مكافحة القرصنة البحرية ورئاسة الناتو، كما تدعم سلطنة عمان الترشح المصري لعضوية أي مناصب في المنظمات الدولية. 

 

- كما أن عمق العلاقات في كافة المجالات بين البلدين كان دافعا إلى التنسيق بينهما في المجالات السياسية والإستراتيجية والأمنية وأن التشاور والتفاهم قائم بين البلدين في القضايا الإقليمية والدولية. 

 

- بعث الرئيس السيسي برقية شكر للسلطان الراحل قابوس بن سعيد سلطان عمان ردا على برقية التهنئة التي كان قد بعث بها إليه بمناسبة انتخابه رئيسا للجمهورية. 

 

- أشادت لجنة الشئون العربية بمجلس النواب بالعلاقات المصرية العمانية التي ترجمت إلى خطوات عملية من نمو في العلاقات الاقتصادية والاستثمارية في مصر. 

 

- ثمنت اللجنة في بيان صدر في يناير 2017 قرار السلطان الراحل قابوس بالتوجيه لحكومته بتسهيل العقبات التي تواجه العمالة المصرية في السلطنة، وأمر السلطان بدراسة المشروعات المعروضة من الجانب المصري لإنشائها بمصر، ورصدت 250 مليون دولار للاستثمارات في مصر، معربة عن شكرها للسلطان قابوس بن سعيد لمواقفه النبيلة تجاه مصر وشعبها منذ عام 1970 حتى اليوم. 

 

- هنأت اللجنة السلطان الراحل قابوس بحصوله على جائزة الإنسان العربي الدولية لعام 2016 تقديرًا لجهوده العظيمة وإسهاماته النبيلة في مجال حماية ودعم وتعزيز حقوق الإنسان محليًا ودوليًا وعربيًا. 

 

- أشارت اللجنة إلى دور عمان في اتباعها السياسة الهادئة والعقلانية والمحايدة للوساطة في حل القضايا العربية، مطالبة بضرورة تكثيف التعاون والتبادل التجاري بين البلدين. 

 

- جرت العديد من الزيارات المتبادلة بين كبار المسئولين في البلدين خلال فترة حكم الرئيس السيسي، تناولت العلاقات الثنائية وسبل تعميقها في مختلف المجالات والتشاور حول عدد من القضايا الإقليمية المهمة في منطقة الخليج والمنطقة العربية والأوضاع في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام. 

 

- في فبراير 2018، زار الرئيس السيسي سلطنة عمان، وكان في استقباله  فهد بن محمود آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشئون مجلس الوزراء، ويوسف بن علوي بن عبدالله وزير الشئون الخارجية، وعدد من كبار المسئولين العمانيين. 

 

وتوجه الرئيس إلى قصر العلم العامر، حيث كان في استقباله السلطان الراحل قابوس بن سعيد، وأقيمت مراسم الاستقبال الرسمي للرئيس، وتم عزف السلام الوطني واستعراض حرس الشرف. 

 

وتم عقد جلسة مباحثات بين الرئيس السيسي والسلطان الراحل قابوس ضمّت وفدى البلدين، رحّب خلالها السلطان بزيارة الرئيس، مؤكدًا ما تتسم به العلاقات المصرية العمانية من تميز وما يجمع الشعبين والبلدين الشقيقين من تاريخ طويل من المودّة والتعاون المشترك. 

 

وأشار السلطان الراحل قابوس إلى المكانة التي تحظى بها مصر وشعبها لدى الشعب والحكومة العمانيين، مثمّنًا دور مصر باعتبارها دعامة رئيسية لأمن واستقرار دول الخليج والوطن العربي، ومؤكدًا دعم بلاده الكامل لمصر ومساندتها في حربها على الإرهاب. 

 

وأكد السلطان الراحل حرص بلاده على تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر على جميع المستويات، معربًا عن تطلعه لأن تسهم زيارة الرئيس في تعزيز أطر التعاون القائمة ودفعها إلى آفاق أرحب. 

 

وأعرب الرئيس من جانبه عن تقدير مصر، قيادة وشعبًا، للمواقف المقدّرة التي اتخذتها سلطنة عمان الشقيقة بقيادة السلطان الراحل قابوس بن سعيد تجاه مصر وشعبها، مشيرًا إلى ما يحظى به السلطان والشعب العماني من تقدير كبير لدى الشعب المصري. 

 

وأوضح الرئيس تطلع مصر لتعزيز علاقات التعاون الثنائى مع سلطنة عمان في مختلف المجالات، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين. 

 

كما تطرقت المباحثات إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث اتفق الجانبان على أهمية العمل على تطوير التعاون بين البلدين، خاصة على الصعيد الاقتصادي وتعزيز التبادل التجاري بما يرقى إلى مستوى العلاقات المتميزة بين البلدين، من خلال اللجنة المشتركة بين الجانبين والمقرر عقد جولتها المقبلة في مسقط. 

 

وتطرقت المباحثات أيضًا إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، إذ توافقت رؤى الجانبين بشأن أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل لتسوية سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة، وخاصة اليمن.

 

واستمع الرئيس من السلطان الراحل قابوس إلى رؤيته بشأن الأزمة في اليمن وسبل العمل على حلها بشكل يخفف المعاناة اليومية للشعب اليمنى الشقيق، كما تطرقت المباحثات إلى عددٍ من القضايا الأخرى، مثل سوريا ولبنان والعراق، حيث أكد الجانبان أهمية الحفاظ على كيانات ومؤسسات تلك الدول ويحمي وحدتها الإقليمية ويصون مقدرات شعوبها. 

 

وعرض الرئيس على السلطان الراحل قابوس تطورات الأحداث في مصر منذ اندلاع ثورة 25 يناير وحتى الآن، مستعرضًا التحديات التي واجهتها الدولة من ذلك التاريخ وما شهدته مصر من اضطرابات عنيفة على الساحة الداخلية، مرورًا بثورة 30 يونيو التي حافظت على هوية الدولة المصرية، ووصولًا إلى الإصلاح الاقتصادي وانطلاق عملية التنمية الشاملة في كل ربوع مصر وعلى جميع المستويات، مؤكدًا أن ذلك ما كان ليحدث إلا بوعي وصبر الشعب المصرى العظيم، الذي وصفه بالبطل الحقيقي لتلك المرحلة. 

 

وأجرى الرئيس السيسي زيارة إلى جامع السلطان قابوس الأكبر، الذي يعد أكبر مساجد السلطنة وأحد المعالم الدينية والحضارية والثقافية. 

 

ويعتبر المسجد تحفة زخرفية ومعمارية فريدة من نوعها ومركزًا مهمًّا للدراسات الإسلامية ومنبعًا لتعليم العلوم الإسلامية وتخريج الدعاة والمفكرين، ومنبرًا للتواصل الإنساني والحضاري القائم على سماحة الإسلام وروحانيته الداعية إلى الخير والمحبة والسلام. 

 

كما أجرى الرئيس زيارة إلى دار الأوبرا السلطانية، التي تعتبر إحدى المؤسسات الرائدة في مجال الفن والثقافة في سلطنة عُمان، وتعد مركزًا متميزًا في التواصل الحضاري والثقافي والفني يهدف إلى تعزيز التقارب والتبادل الثقافي بين مختلف شعوب العالم، حيث تستضيف العديد من المؤتمرات والملتقيات الثقافية والفنية على كل المستويات المحلية والإقليمية والدولية. 

 

وعقب ذلك أجرى الرئيس زيارة لمتحف قوات السلطان المسلحة، الذي يوثق التاريخ العماني العسكري منذ فترة ما قبل الإسلام إلى عصر النهضة، ويعرض إنجازات القوات المسلحة العمانية، ويبرز مراحل تطورها عبر العصور حتى العصر الحديث، وما وصلت إليه من مستوى عسكري وقدرات متميزة. 

 

وأبدى الرئيس إعجابه بما شهده خلال تلك الزيارات من تطور ورقي، يؤكدان المستوى الحضاري المتميز الذي وصلت إليه سلطنة عمان بفضل القيادة الحكيمة للسلطان الراحل قابوس بن سعيد، وحرصه على تطوير السلطنة في مختلف المجالات. 

 

والتقى الرئيس السيسي فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء العماني لشئون مجلس الوزراء، وجدد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء ترحيب السلطنة بزيارة الرئيس، مؤكدًا حرص السلطان الراحل قابوس بن سعيد وسلطنة عمان على دفع وتعزيز التعاون مع مصر، التي تعد ركيزة أساسية لأمن واستقرار الوطن العربي، وأشار إلى ما يجمع البلدين والشعبين الشقيقين من روابط تاريخية وعلاقات وثيقة ممتدة. 

 

وأكد الرئيس سعادته بزيارة مسقط، مشيرًا إلى اعتزاز مصر بعلاقاتها المتميزة مع سلطنة عمان، وما يجمعهما من روابط أخوّة وتعاون وثيق. 

 

كما ثمَّن الرئيس المواقف المقدرة للسلطان الراحل قابوس بن سعيد تجاه مصر، مشيدًا بما شهده خلال زيارته للسلطنة من نهضة وتقدم بفضل القيادة الحكيمة للسلطان قابوس. 

 

واستعرض الرئيس ما تقوم مصر به من إجراءات لتوفير مناخ جاذب للاستثمارات، مشيرًا إلى المشروعات القومية التي تنفذها مصر، التي تتيح فرصًا استثمارية واعدة ومتنوعة في العديد من المجالات الأمر الذي يجعل منها سوقًا ضخمة لرجال الأعمال. 

 

وأعرب عن التطلع لتعزيز التعاون بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين. 

 

وأشاد نائب رئيس الوزراء العماني بخطوات الإصلاح الاقتصادي التي اتخذتها مصر خلال الفترة الماضية، مؤكدًا حرص بلاده على تطوير التعاون مع مصر في تلك المجالات، وتم الاتفاق على دراسة إنشاء صندوق استثماري مشترك بين الجانبين لهذا الغرض. 

 

من ناحية أخرى، أكد نائب رئيس الوزراء العماني تميز الجالية المصرية في عمان، وتمتعها بخبرات كبيرة في عدة مجالات أبرزها التعليم والثقافة، وأن السلطنة تحرص على معاملتهم كسائر المواطنين العمانيين. 

 

ووجه الرئيس الشكر للسلطان الراحل قابوس ونائب رئيس الوزراء العماني على الرعاية التي يتلقاها المصريون من أشقائهم في السلطنة. 

 

وتطرق اللقاء إلى عدد من القضايا الإقليمية، لا سيما سبل التوصل لحلول سياسية للأزمات القائمة بعدد من دول المنطقة، بما ينهي المعاناة الإنسانية لشعوبها ويحافظ على مقدراتها. 

 

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التكاتف والتضامن بين الدول العربية لمواجهة التحديات غير المسبوقة التي تواجهها في الوقت الراهن. 

 

كما عقد الرئيس السيسي لقاء مع عدد من كبار رجال الأعمال ورؤساء كبرى الشركات من مختلف التخصصات والمجالات بعمان على هامش زيارته للسلطنة؛ لبحث تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، ودعمها لبناء قدرات المؤسسات المصرية العاملة في مجالات الصناعة والتجارة الخارجية. 

 

وشهد اللقاء حوارًا مفتوحًا مع رؤساء كبرى الشركات الحاضرين الذين أبدوا اهتمامًا بالعمل في مصر أو التوسع في مشروعاتهم القائمة، كما يقوم وزراء التخطيط والتجارة والصناعة بالرد على استفساراتهم ومناقشة خططهم للاستثمار بمصر ومقترحاتهم للتعاون في عدد من المجالات. 

 

وتم استعراض الفرص الاستثمارية الواعدة أمام المستثمرين العمانيين بمصر، في ضوء التطورات الاقتصادية الإيجابية التي شهدتها مصر خلال الفترة الأخيرة، ومن بينها تهيئة المناخ الجاذب للاستثمارات الأجنبية، والسير قدمًا بخطوات جادة لتيسير الإجراءات والتراخيص الحكومية ذات الصلة بالاستثمار، وتشجيع القطاع الخاص على المشاركة في العديد من المشروعات. 

 

وأقام السلطان الراحل قابوس بن سعيد مأدبتي عَشاء بقصر العلم وببيت البركة؛ تكريمًا للرئيس السيسي والوفد المرافق له. 

 

بعد ذلك ودَّع السلطان الراحل الرئيس، متمنيا له طيب الإقامة فيما تبقى من زيارته وعودًا حميدًا إلى بلاده بإذن الله تعالى ولجمهورية مصر العربية الشقيقة كل التقدم والرخاء والازدهار. 

 

وأعرب الرئيس عن شكره وامتنانه لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي أحيط بها ووفده المرافق خلال فترة زيارته. 

 

- وأكد الرئيس السيسي، أنه لن ينسى قيادة السلطان الراحل قابوس بن سعيد بن تيمور، الحكيمة ومواقفه الثابتة القوية وعلاقته الأخوية الوطيدة والتاريخية بمصر وشعبها الذى يدعو له بالرحمة والمغفرة جزاء ما قدم لشعبه وأمتيه العربية والإسلامية، جاء ذلك خلال برقية تعزية ومواساة بعثها الرئيس السيسي إلى سلطان عمان هيثم بن طارق بن تيمور في وفاة المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور. 

 

وأعرب السيسي عن تلقيه بكل الحزن والأسى نبأ وفاة السلطان الراحل بعد رحلة عطاء طويلة وعامرة بالنجاح والإنجازات، حقق خلالها المغفور له للسلطنة وشعبها النهضة والعزة والازدهار. 

 

- كما بعث الرئيس السيسي برقية تهنئة إلى السلطان هيثم بن طارق آل سعيد وذلك بمناسبة توليه مقاليد الحكم سلطاناً لسلطنة عمان الشقيقة. 

 

وأعرب الرئيس السيسي - في البرقية - باسمه واسم شعب وحكومة جمهورية مصر العربية عن أطيب التمنيات بالتوفيق للسلطان هيثم بن طارق آل سعيد في استكمال جهود البناء ومسيرة التنمية التي حققها المغفور له السلطان قابوس بن سعيد. 

 

وأكد الرئيس السيسي في البرقية متانة أواصر العلاقات الأخوية الممتدة بين البلدين والتطلع لمزيد من التعاون المثمر القائم بينهما لصالح الشعبين الشقيقين ولخدمة قضايا الأمة العربية، متمنيًا لسلطنة عمان وشعبها كل تقدم وسلام وازدهار.  

الجريدة الرسمية