رئيس التحرير
عصام كامل

بدون جدل.. أمن مصر فى ليبيا واثيوبيا!

وكأن الدنيا كانت فى سبات عميق، واستيقظت لتنتقم من العالم، يبدو أن كورونا لم تكن كافية لإرباك العالم، لتأتى الأحداث لتزيد الدنيا إرباكا، وتشعل المواقف فى العديد من دول العالم عامة والعربى خاصة .

 

لو نظرنا على عالمنا العربى، نجد الوضع فى العراق يزداد سوء، وسوريا تدمرت وهناك اصرار من الغرب وعدد من الدول العربية عدم إنهاء التدمير للحجر والبشر والتاريخ إلا بعد القضاء ليس على بشار الأسد فقط بل على سوريا كاملة، ليتم اقتسامها بين الأتراك والروس وأمريكا وحليفتها الكيان الصهيونى..

 

اليمن الذى كان سعيدا وكان يطلق على صنعاء "سويد العرب" لم يعد سعيداً، ومن لا يعرف اليمن يعود إلى الكتب والتاريخ فهى "يمن بلقيس" وسد مأرب والحسن بن الهيثم، اليمن أصل العرب عدنان وقحطان والأوس والخزرج.

 

اقرأ أيضا: سد النهضة.. وكورونا.. والغرب متفرجا!

 

أما فى أفريقيا فالجزائر تطرد دبلوماسيا مغربيا وتتهمه بالجاسوسية، ويشتعل الموقف سوءا بينهما، تونس تدور فيها معركة شديدة الوطيس بين المجتمع المدنى داخل مجلس النواب والشارع التونسى فى مواجهة الإخوان وزعيمها الغنوشى وموقفها من أحداث ليبيا فى غاية الصعوبة..

 

ونأتى إلى ليبيا التى تحولت إلى ساحة قتال بين الجيش الليبيى فى مواجهة السراج وخلفه اردوغان بجنوده والمرتزقة التى أرسلها إلى ليبيا من سوريا وجماعات الإرهاب المختلفة..

 

أما جنوبا فنجد قوات إثيوبية تهاجم القوات السودانية وتقتل ضباطا وجنودا. ولم تكتف بذلك بل اعلنت التحدى لمصر والعالم وقالت إنها ستملأ السد بقرار منفرد ولن تضع أى اعتبار لمصر والسودان، وهذا يخالف كل القواعد والقوانين الدولية..

 

اقرأ أيضا: قيادات مبدعة.. أول خطوة لإعادة الروح للتليفزيون!

 

عموما لا أعتقد أن اثيوبيا ستكمل طريق العناد، لأن العالم سيعطى الحق لمصر لاستخدام أى وسيلة للمحافظة على حقها ليس فى المياه ولكن فى الحياة، لان مياه النيل ليس رفاهية، بل هو شيريان الحياة لنا..

 

اكتب هذه الكلمات ولم تنته المباحثات بين مصر والسودان واثيوبيا وجنوب افريقيا كرئيسة الاتحاد الافريقى، والبنك الدولى  كمراقب،  وأتمنى كمصرى وأفريقى أن يصل الجميع إلى حل يرضى الاطراف الثلاثة، بما يحقق مصالح الدول الثلاثة وإلا فإن الايام القادمة لن تكون الأمور فيها على مايرام.

 

"لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"

الشعار الذى تم رفعه بعد يونية 67 و النكسة الكبرى، رفض كل ضباط القوات المسلحة اعتبارها الهزيمة، بل اعتبرت مجرد جولة فى حرب لم تنته بعد، من هؤلاء اللواء محمد عمر واللواء معتز الشربينى، اللواء مجدى بشارة، اللواء ابراهيم الدخاخنى، اللواء محيى نوح، البطل سمير نوح، واللواء نبيل عبدالوهاب واللواء عمر عزالدين وغيرهم.

 

اقرأ ايضا: جمال حمدان والنواب فى مواجهة التخاذل العربى!

 

ذكرت أسماء هؤلاء لأننى أعرفهم منذ سنوات، هؤلاء وآلاف غيرهم أبطال لهم من البطولات بمثابة معجزات فى التاريخ العسكرى، هؤلاء خاضوا معارك الاستنزاف وعبروا القناة وانتصروا فى 73 .

 

فى ست سنوات وبعد حربي الاستنزاف التى تعتبر أهم وأقوى الحروب فى العصر الحديث، وحرب اكتوبر المجيدة، هؤلاء لم يكونوا لواءات فى 67 وكان رتب صغيرة ولكنهم كانوا أبطالا رفضوا الهزيمة وحققوا الانتصار فى الاستنزاف وتوج هذا بانتصار اكتوبر 73.

 

خسرت مصر معركة يونية 67، ولكن بعدها عقد أنجح مؤتمر قمة عربى فى الخرطوم ليجتمع العرب لأول مرة للوقوف فى مواجهة العدو الصهيونى، وتم دعم دول المواجهة لاول مرة، وعادت السعودية والكويت للصف العربى لأول مرة، وكانت معارك الاستنزاف تزلزل كيان العدو الصهيونى..

 

وفى لحظة تاريخية استثنائية اجتمع العرب فى 73، وحققنا الانتصار، ولكن منذ الانتصار العظيم تفكك العرب واكتمل بكامب ديفيد وغزو الكويت وتدمير العراق وسوريا واليمن فأصبحنا لا حول لنا ولا قوة.. أصبحنا الأن فى وضع اسوأ مليون مرة من يوم نكستنا فى 67، فلم يعد العرب عرب بل اصبحوا بلاد متناثرة والمستفيد الاول هو الكيان الصهيونى! لذا على الدول العربية أن تستيقظ من غفوتها.. افيقوا ياعرب.. افيقوا فلم يعد الوقت لصالحكم.

وتحيا مصر عزيزة.. تحيا مصر الإرادة الحرة.. تحيا مصر المنتصرة بفضل الله .

 

الجريدة الرسمية