رئيس التحرير
عصام كامل

الشرطة ومحاكمات في الشارع !

سألوه حتي يتوصلوا للمخالطين: هل تعاملت مع أحد لديك شك إنه مصاب بكورونا؟ قال لا.. سألوه: كيف أصبت إذن بالمرض في اعتقادك؟ قال: اعتقادي الوحيد من السيدة التي كانت تجلس في المقعد الخلفي في سيارة الأجرة المتجهة إلى مدينة السلام..

 

سألوه: سيارات الأجرة برمسيس؟ قال: لا.. من السيدة عائشة.. سألوه: لماذا تعتقد ذلك؟ قال: كانت علامات نزلات البرد عليها.. صوت نفسها مختنق كما لو كانت تتنفس بصعوبة.. ولم تتوقف عن السعال.. ولم يطلب منها أحد أن تستخدم منديلا.. حتي أنا.. تحرجت أن أطلب منها ذلك!

 

الآن .. وبعد أسابيع من هذه الفوضي تقررت الكمامة كشرط أساسي لاستخدام المواصلات العامة والخاصة.. والمنشآت العامة وعدد كبير من المنشآت الخاصة.. ومع ذلك ورغم الإعلان عن عقوبات فورية للمخالفين تعلن وزارة الداخلية يوميا عن تحرير آلاف المخالفات! نعم.. آلاف المخالفات وليس المئات والأرقام في المحافظات صادمة!

 

اقرأ أيضا: الرهان على "وعي الناس"!

 

لماذا؟ لأن القصة أعلاه كما هي.. يتحرك السائق ومعه الركاب من موقف السيارات مرتديا الكمامة خوفا من الغرامة.. بعد دقائق من تحركة يتحرر من الكمامة فيقلده الركاب وإذا صادف إن أحدهم يحمل المرض في ظل سيارة مغلقة فقولوا على كل ركابها السلام، وكل منهم إلى بيته ينقل العدوى إلى أسرته التي ينطلق أفرادها في فترة حضانة المرض ينقلونه إلى آخرين.. وهكذا!

 

الرقم الذي تعلن الداخلية تحرير المخالفات له يعني أن مجهودا كبيرا يبذل من أجل مواجهة هؤلاء الفوضويين المهملين الخطرين علي أمن وسلامة شعبنا.. كل الدعم لرجال الشرطة بل وندعوهم لترتيب أكمنة في أثناء المسافات وأكمنة مفاجئة وأخرى بالزي المدني حيث توجد فئات بيننا لن يردعها إلا القانون أما الالتزام الذاتي فلن يحدث..

 

وحتى تكتمل جهود الشرطة الكبيرة وهي أعباء إضافية فوق أعبائها ينبغي أن تساعدها الدولة بصلاحيات تتيح لها تنفيذ الغرامات في الحال.. أو منحهم أجهزة كمبيوتر محمولة يسجل عليها أسماء المخالفين وأرقام سياراتهم بحيث يمكن الكشف الفوري على المخالف لتغليظ العقوبة في حال ثبوت إنها تحدث للمرة الثانية أو الثالثة!

 

اقرأ أيضا: العلاج المدغشقري الأفريقي لكورونا!

 

تجربة الالتزام بالكمامات جيدة وإن تم تطبيقها بالشكل الأمثل فسوف تعطي نتائج ملموسة الأيام القادمة وبالتالي مع العودة للعمل وفتح المؤسسات العامة للجماهير بما يعني زيادة الحركة وبالتالي زيادة استخدام وسائل النقل تكون الكمامات الحل الوحيد للسيطرة على المرض وهذا لا يتم إلا بالسيطرة أولا على فئات عديدة من شعبنا وهذا حتى "نجيب من الآخر" لن يتم إلا جبرا.. انسوا حكاية الوعي.. انسوها!

 

الجريدة الرسمية