رئيس التحرير
عصام كامل

منتصر عمران يكتب: متى يكون الأطباء وطواقمهم الجيش الأبيض؟

منتصر عمران
منتصر عمران

المعركة الدائرة الآن على وسائل "السوشيال ميديا" حول الأطباء.. والبعض يرى أنه لا داعي لأن نسميه الجيش الأبيض.. لأن كل دولة ليس لها إلا جيش من نوع واحد وهو الجيش العسكري الذي يقوم بحماية الوطن والشعب ، حيث أن النفس من المقاصد الشرعية التي يتم الحفاظ عليها.

وإذا أردنا ان نطلق على الأطباء الجيش الأبيض بحق فلابد أن تكون وزارة الصحة مؤسسة تنطبق عليها كل الشروط والضوابط التي تجعلها مؤسسة منضبطة بكل حزم وحسم.. فيكون الطبيب كالضابط يؤدي دوره بكل اهتمام وانضباط دون خلل أو تهاون.

لماذا أقول إن البعض يرى أنه ليس هناك جيش ثانٍ؛ لان وزارة الصحة ليس هي وزارة الدفاع وليس الأطباء هم الضباط والجنود؛ فمنظومة الصحة لا بد أن نعترف انها  لا تؤدي دورها كالقوات المسلحة من حيث المسئولية والانضباطية!

فإذا أردنا أن نجعل من منظومة الصحة جيشا حقيقيا فلابد أن نوفر لها كل الإمكانيات مع إلزام الأطباء وطواقمهم المساعدة بكل صفات الجندية المقاتلة بمعنى أنه بمجرد دخولهم الى حرم المستشفى كأنهم داخل كتيبة القوات المسلحة.

ولكن للأسف وحتى نكون صرحاء مع أنفسنا فإن بعض الأطباء في المستشفى يكون مختلفا تماما عن الطبيب في عيادته الخاصة من حيث الأمانة وأدائه المهني  وهذا ما رأيته من خلال تجربة شخصية لي.. وللأسف أيضا هذا أصبح سمة الكثير من الأطباء إلا من رحم ربي، حتى أصبحت مهنة الطب المقصود من ورائها في نظر الأطباء هو الربح والربح الوفير.. فالطبيب بمجرد تخرجه وإنهاء تكليفه يبحث عن هدف واحد وهو كيف يفتح عيادته وكيف يتربح منها المال الوفير في أقل وقت ممكن حتى أصبحت العيادة لدى بعضهم ما هي إلا مشروعا تجاريا بحتا ليس فيه مكان للمقاصد النبيلة التي هي  اصل أصيل من مهنة الطبيب.

فالطبيب من هؤلاء يبحث عن الشقة الفاخرة والسيارة الفاهرة من خلال زبائنه في عيادته الخاصة وفي طريق تحقيق ذلك قد ينسى مبادئ مهنته.

لابد من المصارحة والمكاشفة إذا أردنا أن نجد حلولا لمشاكل الطبيب.. فأنا مع ان نوفر للطبيب كل الامكانيات الطبية في جميع أماكن عمله وأيضا إعطائه مرتب مجزٍ مقابل ان يتحول الطبيب الى جندي في مكان خدمته، ولا يسمح له بفتح عيادة خاصة أم غير ذلك.. فلا جدوى من جميع المسكنات!

الجريدة الرسمية