رئيس التحرير
عصام كامل

كلنا أحمد الرافعي!

لم نطلق مصطلحي "التأخون اللا إرادي" ولا "التأسلف اللاإرادي" صدفة.. إذ ما ظنكم ببلد كبير وعظيم ترك بالكامل لمتطرفين يؤيدون السلطة ونشروا تطرفهم تحت سمعها وبصرها ومتطرفون ضد السلطة وقد نشروا تطرفهم تحت سمعها وبصرها أيضا؟!

 

ألم يكن الشيخ الراوي أحد المتهمين في قضايا الإخوان المسلحة ضيفا دائما علي شاشة التلفزيون المصري؟! ألم يكن الشيخ شومان ضيفا عليها؟ القائمة طويلة وليس بالضرورة انتماء الباقين لتنظيمات متطرفة إذ يكفي تحدثهم بذات الأفكار والمفاهيم بل والعبارات والجمل!

 

اقرأ أيضا: أخطاء المواجهة الإعلامية لـ"كورونا" !

 

وفي المقابل ألم تكن أشرطة الشيخ كشك في كل مكان؟ تذهب إلي المحلات التجارية تسمعها وتذهب إلي المكتبات فتجدها منظمة ومؤرشفة وبسعر زهيد؟ ألم تكن تعمل وبصوت مرتفع في كافة وسائل المواصلات حتي سيارات النقل العام؟!

 

ألم تمتد هذه الظاهرة الكشكيه إلي الحويني ووجدي غنيم وغيرهم وغيرهم؟! ألم تكن كتب العنف والتطرف ليست فقط في مئات المكتبات بل علي أرصفة ألاف المساجد تحيطها رائحة البخور وأحجبة المس الشيطاني؟!

 

هل يعرف هذا الجيل -الذي تفتح وعيه خلال الثلاثين عاما الاخيرة- شكل المستشار محمد سعيد العشماوي وكتبه المترجمة لأغلب لغات العالم؟ هل رأيتموه في برنامج تلفزيوني واحد ؟! هل رأيتم الدكتور محمود اسماعيل؟! هل رأيتم الدكتور حسن حنفي؟ هل رأيتم عبد الفتاح عساكر؟ هل رأيتم فرج فودة نفسه؟!

 

وهل ترك المتطرفون هؤلاء علي إنزوائهم؟! أم شوهوهم وإفتروا عليهم وأشاعوا الأكاذيب حولهم؟! ولو كنت متطرفا فقد كرهت هؤلاء.. ولو لم تكن متطرفا وكنت عضوا بالحزب الوطني الحاكم لوجدت أن حكومته توافق المتطرفين علي أرائهم وتمنع هؤلاء عن تلفزيونها! فماذا ستفهم؟! ماذا ستعتقد؟! ماذا ستظن رغم أن بعض الظن إثما فما بالكم بالظن كله؟!  

 

اقرأ ايضا: نجوم التفاهة!

 

يا سادة.. الرافعي.. وهو ممثل غاية في الموهبة لم يجد -كما وجدنا وقليلون غيرنا- من يقدم له يد العون والإنقاذ.. ففهم ما فهمه الجيل كله.. ممن لم يقرأوا كتابا واحدا للأسماء التي ذكرناها أعلاه.. لكن أن سمعوا لوجدي غنيم كرهوههم.. ولو شاهدوا الراوي كرههوهم .. ولو قرأوا صحف حكومية رسمية كانت تصدر وقتها ومنها من يتبع الحزب الوطني نفسه.. لكرههوهم !!

 

فكلهم في هذه الحالة. أحمد الرافعي!!  

مثل أحمد الرافعي يحتاج لمن يأخذ بيديه.. لا يأخذه علي يديه.. شرط أن يكون برنامج التثقيف المنتظر لممثل واعد ومدهش أخطأ جدا في فهم دينه المتسامح الذي يرفض العنف والتكفير وإهانة الموتي، ويرفض إهانة بني آدم عموما وقد كرمه الله.. نقول شرط أن يكون برنامج التثقيف لإنقاذ موهبة فذة للجيل كله!

هل نستطيع؟! ذاك هو السؤال! ليس الرافعي من يستحق المحاكمة.. إنما من سمح بهذه الجريمة بحق دين الله العزيز الحكيم وبحق الوطن واهله طوال ٤٥ عاما كاملة!  

 

الجريدة الرسمية