رئيس التحرير
عصام كامل

من الزلع للكولمان.. حكاية أقدم بائع أواني فخارية بالبحيرة

صناعة الفخار في البحيرة
صناعة الفخار في البحيرة

على أول طريق “دمنهور – دسوق” بمحافظة البحيرة يقع أقدم متجر لبيع المنتجات الفخارية عمره يزيد عن مائة عام حتى قبل إنشاء الطريق وظل إلى يومنا هذا المكان الأقدم والأشهر لإنتاج وبيع المنتجات الفخارية.

فمن القلل القناوي والسمراء مرورًا بالزير والبلاص والطواجن والزلع الفخارية والصواني وأطقم القهوة والشاي وانتهاءً بأواني الزرع وأوعية الحمام والعصافير.

وقال إبراهيم الشرقاوي صاحب المعرض: إن المكان نشأ قبل إنشاء طريق دمنهور دسوق ، وكان يملأ الطريق ، ويكفي أنها مهنة تعد من أقدم المهن في العالم ، والمتحف المصري يزخر بأشكال الأواني الفخارية.

محمد فوزي آخر صناع الحصير اليدوي بالبحيرة: فن يكافح الانقراض والتجاهل

 

 

وتابع: ”الفخار يقدم العديد من الأواني المجهزة للطعام كالبرام  المخصص للسمن والقلل والصواني وأكل الحمام والعصافير وكاشبوهات الزرع ، والمنطقة تحتوي على العديد من أفران الفخار بطول طريق دمنهور دسوق لكن محلنا الأقدم والجميع يعرفه”.

يضاهي أفخر الأنواع العالمية.. مصنع السجاد اليدوي طوق نجاة للمرأة في رشيد | فيديو

 

 

وأضاف: ”أنا بحافظ على الحضارة ، وأشعر براحة نفسية حتى بمجرد النظر للفخار الذي يعود تاريخه لعصر الفراعنة” ، مؤكدًا أن الفخار يختلف من طين لآخر حسب استخدامه ، فهناك الفخار المصنوع من الطين الأسمر والطين الأسواني والطين الأبيض ، وهناك فرق بين النوع والآخر فالقلة الأفضل من الطين الأسمر سواء في تنقية الماء أو الطعم القديم.

 

فتيات رشيد يحولن الجريد والسعف والخيش إلى فنون ومشاريع

وأشار إلى أن “الكولمان الفخار” هو الموضة و”الافتكاسة” نظرًا لكونه يحافظ على المياه وهو يقوم بتنقية الماء بعد 30 دقيقة حيث يقوم بسحب الشوائب وغيرها ، وهناك رواج للمنتجات الطبيعية القائمة على البعد عن الكيماويات التي تتفاعل بشكل قد يكون مضرًا مع الجسم.

 

 

وأوضح أن هناك العديد من الأجانب يأتون إلى المحل لشراء المنتجات الفخارية سواء من إيطاليا أو ليبيا وغيرها من الدول العربية ، لافتًا إلى أن عم “الشحات” مؤسس المحل كان يقوم بتصدير بعض إنتاج المحل لبلجيكا ، مطالبًا بدعم الدولة لتصدير إنتاج الفخار المصري للخارج.

وأكد أن المحل اقتصر علي شراء الإنتاج من المصانع من مختلف أنحاء مصر ، وهناك أنواع مختلفة لكل الأذواق والإمكانيات المادية.

 

ولفت إلى أن التطوير في المهنة وإدخال أنواع مثل أطقم القهوة والشاي والطواجن والكولمان تسبب في رواج تجارة الأواني الفخارية من جديد.

وعن مستقبل المهنة قال إبراهيم: ”المهنة مستمرة فتاريخها الذي يعود للعصر الفرعوني والمتاحف تشهد بذلك بما فيها من أواني فخارية كالقلة والزلع شاهدة ، وهي لم تكن مهنتي ولكن عندما اشترينا المكان قررنا الإبقاء علي طابعه ومهنته“.

الجريدة الرسمية