رئيس التحرير
عصام كامل

الأبنودي والنجوم.. وصف منير بـ"قرموط النيل" وجمعته صداقة قوية بـ"الحجار" | صور

عبد الرحمن الأبنودي
عبد الرحمن الأبنودي ومحمد منير

الأغاني ليست مجرد كلمات ونغمات موسيقية ونوتة منقوشة أمام الأوركسترا وإنما هي “عجينة” حكايات عمر كامل يقطفها الكاتب من تجارب حياته ويلحنها الملحن من أنين نبضه ويغنيها المطرب من حنجرة قلبه فتخرج الأغنية محملة بروح الثلاثة وحكاياتهم.

 

وكان الأبنودي الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم واحدا ممن “خبزوا” كلمات قصائدهم في أفران الصباح على شمس الوطن الدافئة ونقش خبز قصائده بروح صداقاته التي كونها في الوسط الفني منذ دخوله إلى عالم الفن والأغنية.

 

الأبنودي والحجار

كان آخر ما قاله الأبنودي عن علي الحجار هو أن أوصى زوجته نهال كمال قبل رحيله بإرسال "قفص المانجة بتاع علي، وكلميه قوليله إني بسلم عليه" فعلاقة الأبنودي والحجار شهدت ما يقارب الـ 200 أغنية، وهو أكبر مما غناه عبد الحليم للأبنودي رغم شهرتهم الواسعة.

 

ويقول الحجار في وصف الأبنودي، في أحد تصريحاته الصحفية: «الأبنودي كان إنسانًا نقيًا رائعًا فيلسوفًا فريدًا، وكان يقول لي: يا علي خليني أشوفك يمكن الزمن ميدنيش الفرصة تشوفني تاني ونشبع من بعض» .

 

ويؤكد الحجار أن الأبنودي كان يعتبر أغنية "ضحكة المساجين" واحدة من أروع إبداعاته بعد أغنية "عدى النهار"، وأنه كان يفتخر بها مشيرّا إلى أن الأبنودي كان أيضًا مغنيًا حيث غنى في مسلسل ذئاب الجبل بصوته أغنية رائعة ولاقت إعجابا كبيرا آنذاك.

 

 

الأبنودي ومحمود درويش

«يا عبد الرحمن علما أنني لست مغدقا في الحب، وعواطفي قليلة ولكن لتعلم جيدا أنني أحبك بشكل خاص» هي آخر كلمات الشاعر الفلسطيني محمود درويش للخال عبد الرحمن الأبنودي، كانت آخر مكالمة هاتفية جمعتهما من على سرير المرض، ليمضي بعدها الدرويش إلى عالمه الأثير، ويلحق به الخال الذي تحل ذكرى ميلاده في مثل هذا اليوم.

 

جمعتهما القصائد رغم المسافة الكبيرة بين الوطنين «مصر وفلسطين» فلم يكن الأبنودي يعرف درويش إلا سمعًا بقصائده وشعره، وكان درويش كذلك ولم يكن الشاعران قد التقيا حتى ستينيات القرن الماضي عندما خرج درويش من فلسطين للمشاركة في مهرجان الأدباء بموسكو، فالتقى هناك الصحفي عبد الملك خليل مراسل الأهرام، فسأله عما إذا كان يعرف شاعرا مصريا يدعى الأبنودي، فقال خليل إنه أخ وصديق فاضل، فرد درويش قائلا: «أريد عندما أزور القاهرة أن أمكث في منزله ويستضيفني فيه».

 

لم تكن الأقدار يسيرة إلى هذا الحد، فعندما وصل درويش إلى القاهرة وجد قوات الأمن في انتظاره، والتي رفضت جلوسه في بيت الأبنودي، وفرضت عليه الإقامة في فندق «شيبرد»، فاتصل درويش على الأبنودي وعرفه بنفسه وقال «أريد أن تكون أنت أول وجه أراه بالقاهرة، وأن أراها بعينيك»، وبالفعل توجه إليه الأبنودي مع صافيناز كاظم ليأخذا درويش في جولة بالحسين والغورية.

 

ومنذ هذا الوقت كبرت علاقة الصداقة بينهما، وكان درويش دائم التردد على منزل الأبنودي، لذلك يدعوه الخال دائما فيقول «أنت ابن بيتنا».

 
 

 

الأبنودي والكينج

لم تكن علاقة الأبنودي والفنان محمد منير بالعلاقة والصداقة العادية وإنما كانت علاقة أبوية ربطت "الكينج" بـ"الخال" حيث كان منير يصف الأبنودي بالأب الروحي له، بينما وصفه الأبنودي في آخر حديث له بـ"قرموط النيل الشقي".

 

وعلى الرغم من كون التعاون الفني بين منير والأبنودي كان ٩ أغنيات فقط، إلا أنها كانت الأغنيات الأكثر شهرة في تاريخ الكينج، كان آخرها في ألبوم "أهل العرب والطرب" بأغنيات "قلبي ميشبهنيش"، "يا حمام" ،"يا زمان". وربما تعتبر أغنية "يونس" الأغنية الأكثر شهرة في مسيرة هذا التعاون.

 

 

الأبنودي وحليم 

علاقة بدأت باختطاف الأبنودي من الاستوديو، حيث وجد رجال أشداء يقفون له على باب الاستوديو مع بليغ حمدي، ويأمرونه بالمجيء معهم، فظن أنه سيتم اعتقاله.. ليفاجأ فيما بعد أن الرجال اقتادوه إلى بيت عبد الحليم حافظ، وعندما اكتشف الأبنودي أنه في بيت العندليب قال: "أمال مين ولاد الجزمة دول اللي سيبوا ركبي؟" وبدأ بالركض خلفهم في الشقة لينتقم منهم، ولم يفصله عنهم سوى حليم.

 

وكان حليم قد أحضره بتلك الطريقة الغريبة، لأنه رغب في مقابلة الأبنودي لتلحين أغنية له، وأحضره بهذه الطريقة، لينضم لهم بعدها كمال الطويل ويستمر النقاش ساعات بخاصة بعد رفض الأبنودي أن يخون صديقه صلاح جاهين في غيابه لعلاجه بالخارج ولأن عبد الناصر كان ينتظر أغنية عن ثورة يوليو من حليم، أخرجهم الأبنودي من ذاك المأزق، بأن يعد لهم نصا من مجموعة قصائد جاهين الذي عاد من رحلة علاجه بأغنية "أهلا بالمعارك".

 

 

الجريدة الرسمية