رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا بعد «كورونا»؟

جاءت أزمة فيروس «كورونا» بالعديد من المشكلات، وتكبدت الدولة والمواطنون أعباءًا مالية كبيرة، فضلاً عن الضغوط النفسية والإصابات.. إلى آخر تلك المشكلات، ويبقى لنا أن نبحث عن كيفية الاستفادة من تلك الأزمة بعد إنتهائها.

 

وأول إستفادة نرجو أن تتحقق هي المبادرة لتوفير شبكة معلومات واسعة ودقيقة تحت بصر الدولة، فلا نجد اقتصادًا موازيًا، أو ظروفًا إقتصادية وأجتماعية غير مرصودة بشكل دقيق، لتتمكن الدولة من التعامل السريع في الأزمات، خاصة وأن تعاملها مع الأزمة حتى الآن يعيد جسور الثقة بين الدولة والمواطنين.

 

حكاية المجالس العليا مع «سفاسف الأمور»

 

على سبيل المثال لدينا مخازن مسجلة شققًا سكنية، وفي وسط القاهرة، ولا تتوافر بها اشتراطات الحماية المدنية، وهو سبب عدم السيطرة السريعة على الحرائق خاصة في الأماكن المزدحمة المتكدسة بالسكان، وكذا عدم تسجيل العمالة اليومية والتأمين عليها للتفرقة بين عامل اليومية والعاطل، وهو التزام على المواطنين لأن الدولة قد وفرت السبيل لذلك.

 

ولإعادة جسور الثقة يتعين إقصاء من أثبتت التجارب عدم صلاحيته لشغل وظيفة قيادية، وتمكين أهل الكفاءة والخبرة من الشباب، ودعم مبادرات إعداد الصف الثاني، وأن نولي وجهنا شطر التكنولوجيا، والبحث العلمي، وتعظيم الاستفادة من خبرات العلماء وتقدير النابغين منهم ماليًا واجتماعيًا، وجعلهم قدوة للشباب.

 

خدش رونق القضاء.. أم خدش في الخيال؟

 

كما نرجو كذلك المبادرة إلى تفعيل التحول الرقمي توفيرًا للوقت والجهد والمال، ومنعًا للرشوة و الوساطة، ولتحقيق مزيد من الشفافية، والاستفادة الحقيقية بالجهاز الإداري للدولة، وإسناد أعمال حقيقية ومنتجة للعاملين في ضوء الاحتياجات الحقيقية.

 

ومما لا شك فيه أننا بحاجة أيضًا لإعادة النظر في منظومة رعاية المحتاجين بكافة أنواعهم وتوحيد جهات مركزية معنية بكفالتهم وفق ضوابط محددة، و من واقع بطاقة الرقم القومي لمنع ازدواج الرعاية أو الحرمان منها دون مبرر، وذلك في إطار منظومة مميكنة تحدد لنا الأسر الأكثر فقرًا، مع توفير أساليب مختلفة لتوفير دخل دائم وفرص عمل للقادرين عليه.

 

متى نواجه فيروس «بوبوس»؟

 

ونتطلع إلى احياء المبادرات الجادة لتنمية المجتمع، وتدشين مبادرات جديدة لاستعادة الأخلاق الراقية، والبعد عن التدني الأخلاقي سواء في الإعلام والسينما، أو في الشارع المصري، والقضاء على العشوائية في تعاملاتنا، وأفكارنا على حد سواء على أن نتحرك جميعًا في إتحاه واحد، لنُعلن انطلاقة حضارية جديدة قادرة على مواجهة الأزمات المستقبلية وسرعة التغلب عليها.. وللحديث بقية

الجريدة الرسمية