رئيس التحرير
عصام كامل

هل سقطت «أرض اللواء» من حسابات المسؤولين؟

في ظل اهتمام الدولة بتنفيذ إجراءات وتدابير وقائية غير مسبوقة، للوقاية من من فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19»، ورغم اهتمام القيادة السياسة واستنفار الأجهزة الحكومية للأزمة؛ يبقى بعض المسؤولين في واد آخر..

 

فالدولة تتحدث عن مسؤولية المواطن بمشاركته في تنفيذ تلك التدابير وتسهر قياداتها على ضمان سلامة شعبها، بينما يتعامل بعض المسؤولين مع الأمر على أنه «عادي» أو أنه «لا توجد مشكلة أصلا»، هؤلاء المسؤولون وإن تظاهروا باهتمامهم بتنفيذ الإجراءات المطلوبة، إلا أن حقيقة تعاملهم على الأرض تبدو مغايرة تماما لما يطلقونه من تصريحات.

 

اقرأ ايضا: العدالة الغائبة

 

ففي منطقة أرض اللواء وتحديدا الجزء المعروف بـ «يمين المحور» و«صفطاوي»، بالجيزة تبدو الحياة بعيدة تماما عن «التدابير الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا»، فبينما تشدد الجهات المعنية عل الاهتمام بالصحة والنظافة كونها السلاح الأقوى في الوقاية، تنقطع مياه الشرب عن المنطقة يومين متتاليين (الأربعاء والخميس) وتدخل يومها الثالث، وقت تحرير هذا المقال، وذلك باستثناء ساعة أو يزيد عادت فيها المياه صباح يوم الأربعاء..

 

يحدث هذا وغيره المزيد في تلك المنطقة، التي تعاني ما تعاني، فمرة يتم وضع حاجز حديدي على سور المحور الخرساني، لتبدو المنطقة وكأنها معزولة، وأخرى تترك القمامة فيها دون وضع صناديق كافية؛ للحفاظ على وضع صحي ملائم للحد الأدنى اللازم للحياة، ومنذ أشهر بدأ الحفر في المنطقة وقال العمال المكلفون بالحفر، إنهم يجرون عمليات إحلال للخطوط، ومن تلك اللحظة باتت المنطقة تواجه انقطاعات متكررة للمياه، دون إخطار أهلها.

 

اقرأ ايضا: من يحاسب الرئيس التركي على جرائمه؟

 

وكانت الكارثة في الانقطاع الأخير، هي تزامنه مع حظر التجول المفروض ضمن الاجراءات الاحترازية الوقائية، وبينما أبلغ الأهالي الجهات ذات الصلة، إلا أن «الردود» لا طائل منها، فما جدوى «التطمين» دون حل؟، وما جدوى وجود مسؤول بموقعه لا يدرك حساسية الظروف التي تواجهها الدولة؟

 

اقرأ ايضا: نصائح ذهبية للمعلمين

 

وحال استكمال فترة انقطاع المياه يومها الثالث؛ فمن حق الأهالي أن يزدادوا قلقا على قلقهم من فيروس كورونا، إن كل ما نريده أن يعي كل صاحب موقع في موقعه حيوية دوره، ويراعي طبيعة الأزمة، في دولة يتربص بها الأعداء الدوائر، ويلهث مروجو الشائعات عن معلومة صغيرة صادقة؛ ليبنوا عليها آلاف الأكاذيب.. إن احترام المواطن وحقوقه، لا يكون بإطلاق التصريحات بقدر ما يكون بالتواجد على الأرض.. والله من وراء القصد.

الجريدة الرسمية