رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ماذا تريد إثيوبيا من سد النهضة؟! (2)

مصر لا تنكر على إثيوبيا حقها في التنمية دون الإضرار بحق مصر في الحياة. وفي المقابل يجب على إثيوبيا كما يقول وزير الري الدكتور محمد عبد العاطي ألا تمنع المياه عن مصر ، موضحاً أن دراسات سد النهضة التي أجراها الجانب الإثيوبي غير مكتملة، وتنطوي على مواطن قصور عديدة تؤثر على أمان السد وهو ما يمثل تهديداً مباشراً لدول المصب.

 

الدكتور “عبد العاطي” فجر مفاجأة من العيار الثقيل حين أكد أن إثيوبيا قامت بتقليل توربينات توليد الكهرباء من سد النهضة من 16 إلى 12 توربيناً، ما يعني أن السد لن يتولد عنه 6 آلاف ميجاوات كما زعموا، بل سيولّد 1900 ميجاوات فقط.. وهنا يثور سؤال: ما الهدف الحقيقي من وراء هذه الخطوة.. وما نوايا إثيوبيا الحقيقية من إنشاء السد.. وماذا ستقول لشعبها؟!

 

اقرأ ايضا: القرار الأصعب!

 

وزير الري المصري أعاد التأكيد مجددا إن مصر ملتزمة بالدبلوماسية حتى آخر المدى، رغم تعنت الجانب الإثيوبي.. ولمن لا يعلم فإن أزمة سد النهضة أخذت في التصاعد فعلياً منتصف عام 2011 حين استغلت إثيوبيا فوضى ما بعد يناير، وقامت بتحويل مجرى النيل الأزرق الذي تأتي منه 80% من حصتنا المائية، معلنة عن البدء في تشييد سد النهضة الذي يمثل وفق رؤية إثيوبيا وتعنتها خطراً يهدد حصة مصر التاريخية البالغة 55مليار متر مكعب من إيرادات النهر..

 

كما يؤدي لخفض كميات الكهرباء المولدة من السد العالي جنوب مصر .. وفي حال إنهيار سد النهضة سيحدث خلل للسد العالي، كما يؤدي ذلك –لا قدر الله- إلى غرق بعض مدن مصر في الجنوب والوسط.

 

ورغم توقيع إتفاق إعلان المباديء بين مصر وإثيوبيا والسودان عام 2015 بالخرطوم، والذي نص على حماية مصالح دولتي المصب عند ملء خزان السد.. لكن يبدو إن أديس أبابا انقلبت عليه بتوجيه من قوى إقليمية تستخدم المياه كورقة ضغط على القاهرة عبر تحريض إثيوبيا التي على قادتها أن يتذكروا أنه إذا كانت مياه النيل بالنسبة لهم مجرد فرصة للتنمية فإنها حياة مصر ولا حياة بدونها..

 

اقرأ ايضا: الخليفة الموهوم!

 

وأن كل الخيارات بات مطروحة للحصول على حق مصر الشرعي.. ويبقى السؤال: هل ستتمسك أمريكا بموقفها كوسيط محايد وتنتصر للحق المصري حتى النهاية، وتلتزم بمبدأ أقرته هي عبر المرحلة النهائية للتفاوض بواشنطن بأنه لا ملء للسد قبل التوقيع..

 

أما السودان فثمة علامة استفهام كبيرة على تغيير موقفها من مصر وامتناعها عن التوقيع هي الأخرى تماهياً مع الموقف الإثيوبي، رغم موافقة الطرفين عبر جولات التفاوض على المباديء الأساسية ثم نكوصهما عنها الآن.. فعن أي تفاوض يتحدثون.. وأي موقف يخدم الأشقاء السودانيون؟!

 

اقرأ ايضا: شعبنا أذكى من أن يخدعه أحد!

 

وأخيراً ماذا تريد إثيوبيا من سد النهضة.. هل تريد تنمية فعلاً أم تريد تجويع مصر والضغط عليها خدمة لأعداء مصر وجماعات الشر؟.. فعلى أثيوبيا أن تعرف جيداً أن مصر لن تسمح أبداً بالنيل من حقوقها المائية، مهما كانت الضغوط والمؤامرات!

 

Advertisements
الجريدة الرسمية