رئيس التحرير
عصام كامل

ترامب يلجأ إلى الله!

اليوم الوطنى للصلاة هو أحدث اختراع سياسي للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فقد حدد يوم الخامس عشر من شهر مارس الجارى يوما وطنيا للصلاة، وتوجه للأمريكيين يدعوهم للصلاة في أي مكان واللجوء إلى الله بحثا عن الحماية والقوة كما قال!..

لقد ظل الغرب والأمريكان منذ عدة قرون مضت يتباهون بأنه ليس لديهم خلط بين الدين والسياسة، ويطالبون غيرهم بأن يقلدوهم ويفعلوا ذلك.. ولكن هاهو الرئيس الأمريكى يرتدى رداء رجل دين، ويحدد يوما وطنيا للصلاة، بعد أن صار فيروس كورونا يهدد أمريكا، بل ويقال إنه يهدده هو شخصيا وبعض أفراد أسرته، لدرجة أن ابنته ومستشارته صارت لا تذهب إلى مكتبها بالبيت الأبيض وتمارس عملها من بيتها.

 

اقرأ أيضا: استغلال سياسي لفيروس كورونا

نعم رغم إصرار الأمريكان على فصل الدين عن السياسة إلا أنهم سعوا وبقوة لتمكين جماعة دينية هي منبت تيار الإسلام السياسي بكل فروعه في منطقتنا، من حكم بلادنا.. فعلوا ذلك بشكل براجماتى بحت، عندما تصوروا أن ذلك سوف يحقق مصالحهم، كما حدث حينما استغلوا هذا التيار في ملاحقة الاتحاد السوفيتى السابق والسعى لإخراجه من أفغانستان، وكما تخفوا وراء شعار تصدير الديمقراطية لنا لغزو العراق..

لكنهم ظلوا دوما يتمسكون بفصل الدين عن السياسة في بلادهم، ولا يخلطون بينهما ويترجمون ذلك في أفعالهم وسلوكهم.. إلا إن الرئيس ترامب بسبب خطر وباء كورونا تخلى عن ذلك، وتصرف وكأنه رجل دين، وليس رئيس أكبر دولة في العالم..

 

اقرأ أيضا: استدعاء الرموز القديمة خطر!

 

وهذا يعنى الكثير.. يعنى أولا أن الاستغلال السياسي للدين لم يعد قاصرا علينا نحن العرب، وإنما بات متاحا في الغرب وأمريكا على راْسه.. والأهم يعنى إن كل البشر بمن فيهم رئيس أكبر دولة في العالم كان منذ أيام يتباهى بقوة دولته عسكريا واقتصاديا، يشعرون بلا استثناء بالضعف أمام الكوارث الطبيعية والأمراض.. ولذلك لا يجدون أمامهم سوى الله يلجئون إليه.  

الجريدة الرسمية