رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

"كورونا" أمريكانى

أؤكد أن السيناريو المرعب لاجتياح فيروس "كورونا" لأغلب دول العالم سوف ينتهي عن قرب، بعد أن يحقق "الامريكان" هدفهم بضرب اقتصاديات دول بعينها، ثم يعلنون عن "عقار" للقضاء على الفيروس، يحقق لهم "مكاسب" تزيد عشرات الاضعاف عن "الخسائر" التي تكبدها الاقتصاد العالمي.

 

فعلى الرغم من عدم وجود دليل دامغ يمكن الإستناد عليه لإثبات صحة الاتهامات التي وجهتها "الصين" رسميا ل"الولايات المتحدة الأمريكية" بنشر "كورونا"، إلا إن المتدبر في أمر الخسائر الاقتصادية الضخمة الناجمة عن انتشار الفيروس، والتي قدرتها مؤسسات عالمية بنحو 350 مليارات دولار، يجد إنها ضربت دول ترغب "أمريكا" في الإضرار بها جميعا، في حين كان تأثيرها طفيف أو معدوم على دول اخرى.

 

وكان الفيروس قد ضرب العملاق "الصيني" الذي يسير بمعدل نمو يبلغ 6% سنويا، في مقابل معدل نمو أمريكي لا يزيد عن ال 3%، مما كان يبشر بقيادة صينية قريبة للعالم وازاحة "الولايات المتحدة الأمريكية".

 

اقرأ ايضا: احتلال فى ثوب شرعي

 

كما ضرب الفيروس كلا من "روسيا" القطب المنافس للامريكان عالميا من حيث القوة، و "إيران" العدو اللدود لها، و"السعودية، والكويت، والعراق" التي تتربع على عرش إنتاج النفط في العالم، حيث ألحق "كورونا" بهم جميعا خسائر فادحة، بعد أن هوت أسعار النفط نحو 30%، وهبط سعر البرميل من 65  إلى أقل من 50 دولارا، متأثرا بانخفاض الطلب العالمي، في هبوط وصف بالأكبر منذ إندلاع حرب الخليج في عام 1990.

 

وقد هوت أسعار النفط في العالم، متأثرة بشكل رئيسي بتوقف عجلة الإنتاج في "الصين" المستورد الأول للنفط في العالم بنحو 11 مليون برميل يوميا، في الوقت الذي كانت كلا من السعودية وروسيا وعدد من الدول العربية، تعتمد في اقتصادها على تصدير النفط بنسبة تتراوح بين 60 و 90 ٪، وتعتمد أيضا على "الصين" بشكل أساسي كمستورد للنفط، خاصة "السعودية" التي كانت تورد لبكين ما يقرب من مليوني برميل يوميا، أي ما يقرب من ربع الإنتاج اليومي للمملكة.

 

كما ضرب قطاع السياحة العالمية في مقتل، بعد أن فقد ما يزيد عن ال 150 مليون سائحا صينيا كانوا يقومون برحلات سياحية سنويا حلول العالم، كانوا ينفقون ما يتجاوز  277 مليار دولارا.

 

اقرأ ايضا: قتلة الشعب السورى

 

وهو ما جعل الفنادق في أغلب دول العالم تبدو "شبه خالية" وتم إلغاء أغلب الرحلات السياحية حول العالم، وأبرزها رحلات السياحة الدينية، بعد أن أغلقت "المملكة العربية السعودية" باب العمرة أمام المسلمين في العالم، وسط توقعات بإلغاء رحلات الحج أيضآ، كما أغلقت كلا من "إيران والعراق" كافة المزارات الشيعية، بعد الإنتشار الكبير للفيروس.

 

كما مني القطاع السياحي في أوربا بخسائر فادحة، بعد إلغاء الرحلات السياحة منها واليها، وبدت كافة واجهات السياحة مثل "البندقية وميلانو واللوفر" شبه مهجورة، وتم أيضا إلغاء معرض السياحة الدولي في برلين.

 

وفي"آسيا" تأثرت الحياة بشكل كبير، بعد فقدان ما يزيد عن ال 100 مليون سائح صيني، حيث تستحوذ الدول الأسيوية على نحو 90 بالمائة من السياحة الصينية حول العالم، حيث تسبب إنتشار الكورونا في توقف جميع رحلات الطيران من وإلى الصين.

اقرأ ايضا: الأسعار يا حكومة

كما أعلنت "جزيرة بالي" الاندونيسية عن إلغاء 40.000 حجز في فنادقها، وتأثرت حركة السياحة في "اليابان" بعد فقدان نحو 32 مليون سائح صيني يزورون البلاد سنويا، وهو ذات الحال في كلا من "تايلاند وسنغافورة وماليزيا وفيتنام وكمبوديا" التي بدت القطاعات السياحية فيها مهددة بالانهيار.

 

 وهو ما دفع حكومة "هونج كونج" إلى منح كل مواطن 10.000 دولار، وأعلنت عدد من الدول عن منح تسهيلات ضريبية ومساعدات مالية لقطاعات السياحة، ولجأت دول اخرى إلى منح تسهيلات في تأشيرات الدخول، وطرح برامج سياحية مخفضة، وتشجيع السياحة الداخلية، لتعويض جزءا من الخسائر.

 

للأسف هكذا بدا الوضع في "الصين، وأوروبا، وروسيا، ودول الخليج، ودول النمور الاسيوية" التي ضربها "كورونا" في الصميم، في حين بدا الوضع في "الولايات المتحدة" وكأن شيئا لم يكن، بإستثناء حديث على استحياء عن إصابات غير مؤكده.

 

إلا أن مؤشرات إخراج السيناريو حتى الآن تؤكد صحة الاتهامات الصينية بوجود مؤامرة "أمريكية" قد يسدل الستار عليها قريبا، بالإعلان عن "عقار أمريكي" يحقق ل"الولايات المتحدة" مكاسب تزيد عشرات الأضعاف عما تكبده العالم من خسائر.. وكفى.

Advertisements
الجريدة الرسمية