رئيس التحرير
عصام كامل

من "سيدة الكرم" إلى "فتاة المنصورة" و"عصافير الجنة".. حكايات الـ"تريند" والـ"هاشتاج" في "بر مصر"

فتاة المنصورة
فتاة المنصورة

ربما كانت المسافات التي تفصلها عن العاصمة سببًا في ابتعادها قليلًا عن الأحداث الساخنة، واكتفائها بما يجرى داخلها دون عبور الحدود إلا فيما ندر، غير أنه تزامنًا مع الثورة التكنولوجيا، والتطور الهائل الذي شهدته وسائل التواصل الاجتماعى (سوشيال ميديا)، أصبحت محافظات الجمهورية، على مقربة من كل ما يحدث.

 

ليس هذا فحسب، لكنها تحولت في بعض الأوقات إلى بطل واقعة ما دفعتها لاحتلال «الترند» على «سوشيال ميديا»، أو حتى أن تكون مسئولة عن «هاشتاج» ما.

بمرور الأيام أصبحت المحافظات (الدلتا أو الصعيد) أو حتى المحافظات الساحلية، فاعلًا في الأحداث، ليس هذا فحسب، لكنها سقطت هي الأخرى في فخ «تغيير الوضع القائمة» بنقرة على زر في لوحة المفاتيح «كيبورد»، أو حركة محسوبة من «الماوس».

سيدة الكرم

«سيدة الكرم»  في بداية عام 2017، ظهر هاشتاج باسم #لسه_امنا_فى_الكرم_عريانة، وذلك بعد فترة من ظهور هاشتاج #سيدة_الكرم، على خلفية الأزمة التي اندلعت في قرية «الكرم»، التابعة لمركز أبو قرقاص، محافظة المنيا، إثر حدوث مشاجرة بين عائلة مسلمة وأخرى قبطية بسبب انتشار شائعة وجود علاقة غير شرعية تربط بين شاب قبطي وسيدة مطلقة مسلمة.

وتطور الأحداث لتسفر عن حرق منزل أسرة الشاب المتهم وعدد من المنازل المجاورة، وتصاعدت بعد الحديث عن تعرية سيدة مسيحية مسنة، وكانت مثل هذه القضية يمكن أن تمر دون أي ضجة، ويتم التعامل معها كونها حادثا جنائيا على خلفية واقعة مشينة لولا تدخل «الهاشتاج».

راجح والبنا

«راجح والبنا» قضية قد تقرأ تفاصيلها بشكل متكرر في أخبار الحوادث، قتل طفل حدث أحد أبناء قريته في مثل سنه، لولا أن ظهر هاشتاج #حق_البنا، وبعدها تتحول القضية من حادثة جنائية تتكرر بشكل شبه يومي في عدد من المناطق، غير أن قضية مقتل الطالب محمود البنا، على يد محمود راجح، تحولت إلى «تريند Trend»، وأصبحت قضية رأي عام، اندلعت على خلفيتها الوقفات الاحتجاجية أمام محكمة شبين الكوم حيث تنظر القضية، إلى جانب ملايين الدعوات عبر صفحات «سوشيال ميديا».

 

فتاة المنصورة

«التحرش»، كلمة لن تستطيع تجاهلها، حتى أنها باتت ظاهرة تشهدها غالبية البلدان بمختلف ثقافاتها الغربية والشرقية، وأصبحت وثيقة الارتباط بالمناسبات والأعياد، وكلما وجد تجمع من المراهقين وجد التحرش، وكل هذه الوقائع تأخذ ضجتها في حيز زمني لا يتعدى اليوم أو اليومين على الأكثر.

إلا أن تدخل «الهاشتاج» كان كفيلًا بأن يجعل من واقعة صغيرة يمكن التعامل معها بالقانون، قضية رأي عام ومثار حديث لجميع المواقع الإخبارية بمختلف أنواعها «مقروءة، مسموعة، ومرئية»، حتى أن الواقعة التي شهدتها مدينة المنصورة في محافظة الدقهلية أصبحت على قائمة ترند Trend، السوشيال ميديا وكذلك محركات البحث على جوجل.

«فتاة المنصورة» ضحية التحرش، أصبحت على رأس أولويات البحث والحديث على الأصعدة كافة، وتبارت بعدها الصحف لتناول الواقعة بجوانب مختلفة شرط أن تكون كافة المحتويات المقدمة متضمنة الوصفة السحرية العابرة لمحركات البحث «فتاة المنصورة»، فكانت الفتاة بطلة فيديو التحرش الجماعي فقرة رئيسية في المداخلات الهاتفية على عدد من برامج التوك شو، وانفردت بعض الصحف بحوارات مع أسرتها ومعارفها، وكل ذلك بفضل انتشار «الهاشتاج».

عصافير الجنة

وقبل كل ذلك كانت القضية الشهيرة في صبيحة عيد الأضحى من العام الماضي، بعدها أصبحت قرية ميت سلسيل بمحافظة الدقهلية، مؤشر البحث الأعلى تداولا بعد انتشار هاشتاج #عصافير_الجنة، على خلفية مقتل طفلين غرقًا، لتتوالى الأحداث بعدها إلى أن يظهر أن القاتل هو والد الطفلين، واتخذت القضية بعد «سوشيال ميديا» على الخط عدة اتجاهات وتوجهات ممنهجة، لتستغلها الكتائب الإلكترونية في تحريك وتحريض جماعي للمواطنين، مدعين أن جريمة القتل تمت لصالح أحد ذوي السلطة والنفوذ.

الجريدة الرسمية