رئيس التحرير
عصام كامل

تطورات سد النهضة.. مصر تحشد خارجيا وإثيوبيا تغازل داخليا والسودان تزيد الطين بلة

سد النهضة- أرشيفية
سد النهضة- أرشيفية

شهد ملف أزمة النهضة تطورات وتحركات داخلية وخارجية لافتة اليوم الأحد، في العواصم الثلاثة المعنية بملف التفاوض "القاهرة وأديس أبابا والخرطوم".

البداية كانت من مصر بتوجيه رسائل من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى زعماء عرب، كلف وزير الخارجية سامح شكري، بنقلها وقام بتسليم الرسالة الأولى إلى العاهل الأردني، الملك عبد الله بن الحسين، والذي أكد للوزير دعم عمان للقاهرة في ملف سد النهضة، وأكد وقوف الأردن مع الشقيقة مصر في كل ما يحفظ حقوقها وأمنها المائي، مشدداً على موقف المملكة الداعم لمصر في ملف سد النهضة.

المحطة الثانية في الجولة العربية لوزير الخارجية، كانت العراق، وقام شكري بتسليم رسالة الرئيس السيسي، إلى نظيره العراقي برهم صالح، الذي أعرب بدوره عن اعتزاز بلاده بعلاقاتها التاريخية والراسخة مع الشقيقة مصر، مُشيراً إلى تفهم بغداد ودعمها لمساعي القاهرة في الحفاظ على مصالحها وأمنها المائي، لا سيما كون العراق دولة مصب كذلك.

وتشمل جولة وزير الخارجية، كلا من السعودية والعراق والأردن والكويت وسلطنة عُمان والبحرين ودولة الإمارات.

داخليا أيضا عقدت اللجنة العليا لمياه النيل اجتماعا، الأحد، برئاسة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي ومشاركة ممثلي وزارات والمخابرات العامة، "لتقييم الموقف الحالي لمفاوضات سد النهضة، على ضوء المواقف الإثيوبية".

وشارك في الاجتماع وزير الموارد المائية والري، وممثلي وزارات الدفاع والخارجية والمخابرات العامة، "لتقييم الموقف الحالي لمفاوضات سد النهضة، على ضوء المواقف الإثيوبية وتغيبها عن اجتماع واشنطن يومي 27 و28 فبراير 2020".

في الجانب الإثيوبي، أجرى رئيس الوزراء آبي أحمد مناقشة مع سكان منطقة داورو في ولاية شعوب جنوب البلاد دغدغ مشاعرهم خلالها بإنجاز سد النهضة.

واجتمع رئيس الوزراء بأعيان البلاد والشخصيات البارزة في مدينة تيرشا وسكان المنطقة، وخلال المحادثات مع سكان المنطقة، سلط الضوء على كيفية محاربة الفقر والحد من الانقسامات السياسية والعرقية.

وقال: إن شجاعة الشعوب الإثيوبية تتمثل في إكمال سد النهضة الإثيوبي الكبير، وجعل إثيوبيا مصدراً للطاقة لجيرانها.

وأثار السكان في نقاشهم القضايا المتعلقة بتوفير المياه، وزيادة إمدادات الكهرباء، إنشاء وتسجيل تراث داورو؛ وتكثيف البحوث والدراسات لاستكشاف أصول وادي أومو وجذب الاستثمارات إلى المنطقة وخاصة في صناعة الخيزران كوسيلة لتوفير فرص العمل.

السودان بصفتها الدول الثالثة في معادلة السد المعقدة، خرجت ببيان جديد حول سد النهضة، ووضحت خارجية الخرطوم أسباب تحفظها على البند المتعلق بدعم القاهرة في بيان الجامعة العربية الذي صدر مؤخرا.

ونشرت وزارة الخارجية السودانية بيانا مفاده تحفظ السودان على إدراج مصر مشروع القرار الخاص بسد النهضة، في اجتماع الدول العربية على المستوى الوزاري.

وقالت الخارجية في البيان: إن مشروع القرار لا يخدم روح الحوار والتفاوض الجاري برعاية الولايات المتحدة والبنك الدولي بواشنطن للوصول لاتفاقٍ بين الدول الثلاث مصر والسودان وأثيوبيا حول عملية الملء والتشغيل للسد.

وأضاف البيان: "وقد تقدم السودان بمقترح لتعديل نص مشروع القرار بما يتوافق مع هدف تشجيع الأطراف على مواصلة الحوار والابتعاد عن كل ما من شأنه تصعيد الخلاف والاستقطاب الذي لا يخدم الهدف المنشود في الاتفاق على خارطة طريق تخدم المصالح المائية للدول الثلاث وتؤمن لها متطلبات التنمية المستدامة".

العاهل الأردني خلال استقباله سامح شكري: ندعم موقف مصر في أزمة سد النهضة  

وأضاف: "ولكن جمهورية مصر العربية رفضت إدخال أي تعديلٍ على نص مشروع القرار الأمر الذي دفع السودان لإبداء تحفظه".

واختتمت الخارجية في البيان: "يناشد السودان كلاً من مصر وأثيوبيا للعودة للمفاوضات للوصول للاتفاق المرضي، يكرر دعوته لهما بالابتعاد عن كل ما من شأنه التأثير سلبا على عملية التفاوض. هذا وسيظل السودان حريصا على إنجاح مفاوضات سد النهضة بما يصب في مصالح الدول الثلاث".

وكانت جامعة الدول العربية، قد أقرت الأربعاء الماضي، قرارا مهما قدمته مصر بشأن سد النهضة الإثيوبي، يؤكد على حقوق مصر التاريخية في مياه النيل، ويرفض أي إجراءات أحادية إثيوبية.

 

الجريدة الرسمية