رئيس التحرير
عصام كامل

طبيب الغلابة: علاج الفقراء متعتي الوحيدة.. واستشرت الأزهر قبل السفر للإمارات «حوار»

فيتو

داخل منزله الذى كان شاهدا على رحلته الممتدة فى أعمال الخير، ومد يد العون لأهالى قريته الصغيرة بمدينة الفشن جنوب محافظة بنى سويف، استقبلنا الدكتور مجاهد مصطفى الطلاوي أو "طبيب الغلابة" كما يلقبه أهالي القرية، والابتسامة لا تفارق وجهه بعد ساعات قليلة من حصوله على وسام الشرف من مبادرة صناع الأمل بدولة الإمارات العربية المتحدة.

وسط فرحة عارمة ومحبة صادقة بدت على وجوه أهالي القرية وقف الدكتور مجاهد يستقبل التهاني من الرجال والنساء الشيوخ والأطفال، وهو يشعر برضا عن مسيرته التى قضاها فى تخفيف الأوجاع عن أبناء قريته، شريط طويل من الذكريات استدعاه الطبيب الستيني وهو يسترجع قراره برفض التعيين فى قصر العيني ويقرر تكريس جل وقته لعلاج أوجاع الفقراء :" بعد تخرجي فى كلية الطب رفضت تعييني في قصر العيني، وفضلت العمل بقريتي وافتتاح عيادة بمدينة سمسطا،  من أجل مواجهة المرض ورفع المعاناة عن الفقراء، لمدة 30 عاما ، وكرست حياتي لمساعدتهم ، والحقيقة علاج الفقراء هو متعتى الوحيدة فى الحياة ، ويوميا استقبل فى عيادتي ما يتراوح بين 150 الى 200 مريض"

 
 

 

رغم ارتفاع تكاليف المعيشة وزيادة متطلبات الحياة لا يزال الدكتور مجاهد محافظا على سعر كشفه المنخفض وحتى أولئك الذين لا يملكون مالا يجدون فرصة للشفاء داخل عيادته :"بفضل الله سعر الكشف كما هو منذ سنوات طويلة 10 جنيهات فقط ، ومن لا يملك سعر الكشف العيادة مفتوحة له ونرحب به وفى بعض الحالات نعطي سعر العلاج وسعر الأشعة والتحاليل  للمريض غير القادر على دفعها وهذا كله من فضل الله وليس منة أو فضل لنا عليه".

 

 

للدكتور مجاهد 7 أبناء ولد وحيد و 6 بنات جميعهن طبيبات ، والولد يدرس فى المرحلة الثانوية :"بفضل الله ربنا أكرمني بست بنات كلهم تخرجوا 4 من كليات الطب و 2 صيادلة وابنى الوحيد مازال فى المرحلة الثانوية وبكرم الله هو من الأوائل وسيلتحق هو الآخر بكلية الطب، وما زرعته من خير بين الناس رده الله لي بركة فى أولادي وراحة فى بيتى فزوجتى كانت خير معين لى فى الحياة ولم تغضب أبدا من حرصي على تنفيذ وصية أبي فى التفرغ لعلاج الفقراء".

 

 

الشهرة الواسعة ، والسمعة الطيبة لطبيب الغلابة فى مدينة سمسطا ، كانت سببا مباشرا فى ترشيحه لجائزة صناع الأمل فى الوطن العربي والتى تنظمها دولة الامارات العربية سنويا، لكنه عرف بترشحه للجائزة بالصدفة:" لم أطلب ترشيح نفسي للجائزة ولم يرشحنى أحد من أفراد أسرتي ، والحقيقة فوجئت بترشيحي للجائزة ، وعلمت فيما بعد أن أحد المرضى المترددين على عيادتى واسمه أحمد سعد من قرية الكوم الأحمر المجاورة لقريتي هو من تواصل مع ادارة الجائزة وأرسل منشورًا عن رحلة حياتي إلى القائمين على المبادرة، منذ شهر رمضان الماضي، وفوجئت بعدها بفترة طويلة  بتواصلهم معي يخبروني بترشيحي للفوز بالجائزة، التي تم تصفية المتقدمين اليها وأنني وصلت للتصفيات النهائية، وتم إختياري ضمن الفائزين، وتلقيت دعوة حضوري لإمارة دبي وفوجئت أثناء الحفل الختامي أنني جالسًا بين الدكتور مجدي يعقوب، والشيخ محمد بن راشد ال مكتوم".

 

 

فكر الدكتور مجاهد كثيرا قبل قبول السفر الى الامارات وطلب من الممنظمين وقتا للرد عليهم :" فى الحقيقة عندما تلقيت اتصالا منهم عدة مرات لم استجب للمشاركة معهم إلا بعد أن أرسلو لى وفدا هنا فى بنى سويف وشرحوا لى أهمية ظهورى والرسالة الايجابية التى ستصل الى الناس، لكنى طلبت مهلة للرد عليهم وفى تلك الفترة حصلت على فتوى من الأزهر الشريف بعدم حرمانية عرض ما أقوم به، وأحاول إخفائه منذ سنوات خوفا من شبهة المجاهرة بعمل الخير".

 

 

 

 

وعبر الدكتور مجاهد، عن سعادته البالغة برفع اسم مصر في سماء الإمارات مؤكدا انه شعربالفخر والاعتزاز وأنه في بلده الثاني خاصة بعدما رأى اعلام مصر مرفوعة عالية في شوارع دبي احتفاءا بتكريمه، قائلا "لا أخفيك سرًا أنني شعرت بالسعادة والفخر حينما رأيت عالما كبيرا بحجم وقيمة الدكتور مجدي يعقوب ذلك الطبيب الانسان الذي مازال يعطي ويخدم الانسانية دون كلل او ملل يجلس بجواري أثناء التكريم وفوجئت به يشد على يدي معبرًا عن سعادته لكوني مصريا مثله لافتا الى انه كان من ضمن احلامه  ان يلتقى الدكتور مجدي لما لمسه فيه من انسانية وحب للوطن.

 

 

لا يحب الدكتور مجاهد الأضواء ويفضل أن يؤدي عمله فى صمت طالبا الأجر من الله:"أنا بطبيعتي لا أحب الظهور الإعلامي ابدا، لدرجة أن احدى القنوات الفضائية حاولت إجراء حوار معي إلا أنني رفضت، فما أقوم به أحب أن يكون بينى وبين الله ولا أريد أن تكون هناك شبهة فى المتاجرة بعمل الخير".

 

 

 

 

 

 

 

وعن رحلته مع البسطاء والفقراء، قال "طبيب الغلابة": "مستمر في خدمة المرضى والعمل الخيري لنهاية حياتي لأني أرى بعيني يوميا ثمرة جهدي وتعبي وأسعد دائما عندما أرى شخصا ساعدته او طفلا عالجته وأجده سعيدا ووصل لمكانة مرموقة".

 

ما زال الطبيب الستيني يتذكر وصية والده التى كانت سببا فيما هو فيه الآن:" أبي أوصاني برعاية الغلابة والمحتاجين وفي إحدى المرات قال لي" وانت طالع من بيتك لعيادتك لا تكذب ولا تسرق حد عشان انت دكتور، المريض بيعطيك نفسه وماله فلابد أن تكون على قدر المسؤولية"، وأمنيتي وأملي في الله أن استكمل مشروع المستشفى الخاص بي، وزرع أمل في الناس اللي معندهاش أمل".

 

 

 

الجريدة الرسمية