رئيس التحرير
عصام كامل

حصاد أول أيام امتحانات الثانوية العامة.. أولياء الأمور يحصنون أولادهم بالقرآن .. الطلاب يطلقون الشماريخ والألعاب النارية بالمرج.. أول حالة غش بطرة الأسمنت.. النحو والبلاغة كلمة السر في صعوبة الامتحان

انتهاء اليوم الأول
انتهاء اليوم الأول لامتحانات الثانوية العامة

بانتهاء اليوم الأول لامتحانات الثانوية العامة، اليوم السبت، بمدارس الجمهورية، وعقب انتهاء امتحان اللغة العربية وبدء الطلاب في تأدية امتحان التربيه الدينية، شهدت المدارس واللجان المخصصة لأداء الامتحانات حالة من الحراك ما بين الغضب والقلق والاستياء خاصة لدى أولياء الأمور الذين أصابتهم حالة من الرعب بعد تأكيد عدد من الطلاب صعوبة امتحان اللغة العربية.


حيث حضر الطلاب أمام مدرسة فاطمة الزهراء الابتدائية بالجيزة، من الثامنة صباحا، استعدادًا لدخول الامتحان، وارتدى معظمهم زيا مخالفا بينما حضر القليل منهم بزي المدرسة الرسمي.

وتواجد بكثافة أولياء الأمور أمام المدرسة لتشجيع أبنائهم والاطمئنان عليهم، فيما شهدت اللجنة تواجدا مكثفا للأمن.

وتجمهر أولياء أمور طلاب الثانوية العامة، أمام البوابة الرئيسة لعدد من المدارس منها مدرسة "إسماعيل القباني" الثانوية بنين التابعة لإدارة الوايلي بـ"عبده باشا" بالقاهرة، ومدرستا "هدى شعراوي" و"المدينة الجامعية" بالدقي، ومدرسة "أبو الهول القومية" بالجيزة ؛ وذلك لاستغلال الوقت بين امتحان اللغة العربية والتربية الدينية للاطمئنان على أبنائهم من خلال فتحات صغيرة من باب المدرسة.

وقالت إحدى أولياء الأمور أمام مدرسة فاطمة الزهراء الابتدائية: إن انقطاع الكهرباء المتكرر تسبب في تعطل نجلتها عن المذاكرة، لافتة إلى أنها كانت تستخدم "الكشاف" كبديل للمذاكرة.

وفي الوقت نفسه، أكد عدد من أولياء الأمور أن هموم الثانوية العامة كثيرة في مصر من انقطاع الكهرباء، لصعوبة المناهج الدراسية وتكاليف الدروس الخصوصية، ولكن كل ذلك يهون فهم يأملون اليوم أن يأتي امتحان اللغة العربية سهلا وفي مستوى الطالب المتوسط.

فيما أوصى عدد من أولياء الأمور أولادهم بألا يرهبهم انتشار القوات المسلحة في محيط المدارس لتأمينها، قائلين لأبنائهم: "لا تفكروا في أي أمر خارج نطاق الامتحان، وابدءوا بالسؤال الذي تعرفون إجابته ولا تتوقفوا كثيرًا أمام الأسئلة التي لا تعرفون إجاباتها.. لا تنظروا كثيرا إلى المراقبين".

وفى سياق ماراثون امتحانات الثانوية العامة، افترش عدد من السيدات الأرض أمام المدراس، وبدأن في قراءة بعض آيات القرآن الكريم لأبنائهن أثناء دخولهم اللجان.

وفي الوقت ذاته، شهدت لجان الامتحانات نفسها الكثير من الأحداث، حيث نشبت مشادة كلامية بين أحد الطلاب ومراقب اللجنة بمدرسة حلوان الثانوية بنين، وفوجئ الجميع بارتفاع الصوت داخل إحدى اللجان قيل إنها بسبب تعنت المراقب ضد الطالب.

على الجانب الآخر، اشتبك الطالب مع ضابط من القوات المسلحة، ومع المراقب حينما أرادا إنهاء امتحانه، مما تسبب في حالة من التشويش على باقي الطلاب، وسرعان ما تمت السيطرة على الموقف بواسطة الأمن وتم إنهاء الامتحان فورا والتحفظ على الطالب لحين انتهاء الامتحان حتى لا يتم التشويش على زملائه.

ولم تشهد المدرسة التأمين الكافي كبقية المدارس وهو ما ساعد على إثارة الفوضى في الدور بأكمله حتى جاء أحد الضباط وحاول السيطرة على الأمور بنقل الطالب إلى إحدى اللجان الأخرى.

كما كان لمدرسة طرة الأسمنت النصيب من ضبط أول حالة غش ضبط بعد بدء امتحان اللغة العربية بأقل من نصف الساعة حيث ضُبط أحد الطلاب أثناء محاولته غش الأسئلة عن طريق الهاتف المحمول عبر سماعات الأذن، مما دفع المراقب إلى طلب الأمن لإنهاء الامتحان واتخاذ ما يلزم من إجراءات لإثبات عملية الغش.

وعلى النقيض سادت حالة من القلق والغضب مدرستا "عمرو بن العاص" بالمرج و"السيدة عائشة" الثانوية بنات بعد أن تسربت أخبار تفيد بوجود 5 مراقبين بكل لجنة من لجان الامتحانات، مما أغضب أولياء الأمور المتواجدين أمام المدرسة، والذين أعلنوا رفضهم لذلك، في حين أكد أحد رؤساء اللجان أن عدد المراقبين في كل لجنة اثنان فقط، وأن ما يثار مجرد شائعات. 

وخضعت طالبات مدرسة صفية زغلول الثانوية العامة بنات لتفتيش دقيق من قبل مراقبي اللجان، حيث قامت المدرسات بتفيش الطالبات وتفيتش الحجاب بالإضافة إلى منع دخول الطالبات بالهاتف المحمول، ووضعها مع المراقب لحين الانتهاء من الامتحان.

ومنع المراقبون وجود أي شنط بداخل اللجان مكتفين فقط بالأدوات المكتبية المستخدمة.

كما قام بعض من طلاب مدرسة علي بن أبي طالب الثانوية بنين بالمرج الغربية بإشعال الشماريخ والألعاب النارية داخل المدرسة بعد أدائهم لامتحان اللغة العربية، مما أدى إلى دفع أولياء أمور الطلاب المتواجدين أمام اللجان إلى مطالبة قوات الأمن بالتدخل ومعاقبة من يقوم بذلك.

وفي نهاية اليوم انتابت طلاب الثانوية العامة موجة من الغضب الشديد، عقب امتحان اللغة العربية، واشتكى الطلاب من طول الامتحان قياسا على وقته، إضافة إلى صعوبة أسئلة الأدب، والتي وصفها الطلاب بغير الواضحة وغير المباشرة، كما اشتكى الطلاب من أسئلة النحو، والتي وصفوها بأنها بعيدة عما تم شرحه لهم في الدراسة.

وفى السياق ذاته، انتابت طالبات لجنة مدرسة المنيرة بالسيدة زينب نوبات من البكاء الشديد، عقب انتهاء امتحان اللغة العربية للصف الثالث الثانوي، ووقع بعضهن في حالات إغماء.
الجريدة الرسمية