رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى ميلاده الـ 74.. "أحمد الطيب" إمام الإنسانية وزعيم الإخاء وصانع السلام

الدكتور أحمد الطيب
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف

لم يكن الشيخ محمد أحمد الطيب يعلم أن ابنه أحمد الذي ولد فى السادس من يناير لعام 1946، فى قرية "القرنة" فى أقصى جنوب مصر، وبالتحديد فى محافظة الأقصر، سيكون فى يوم ما على رأس أكبر مؤسسة دينية في العالم، وسيقود ثورة تجديد داخل أروقة مشيخة الأزهر.

ويحتفل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، اليوم الإثنين بذكرى ميلاده رقم 74، وذلك في ظل انشغال الشيخ السبعيني بتعزيز نهجه المتواصل نحو خلق مساحات أكبر للتقارب بين الأديان وتعزيز فرص التعايش السلمي والعيش المشترك بين أصحاب الديانات الأخرى.

ولعل أبرز أحداث العام المنصرم وربما الأبرز فى العقد الأخير فى نشاط الأزهر هو توقيع فضيلة الإمام الأكبر لوثيقة "الإخوة الإنسانية" مع البابا فرانسيس بابا الفاتيكان فى الرابع من فبراير عام 2019 فى العاصمة الإماراتية "أبوظبي"، حيث جاءت تلك الوثيقة تتويجا لجهود أكثر من عام ونصف بين الأزهر والفاتيكان، وتكمن أهمية تلك الوثيقة في أنها تؤسس لمرحلة جديدة فى التعايش السلمي والعلاقات بين أتباع كافة الديانات الأخري.

 

وكان آخر تلك الرسائل التى خرجت من الإمام الأكبر، لطلاب الأزهر والتى أكد فيها أن الإسلام هو دين يسر وسماحة ولا يمنع أصحابه من تقديم التهنئة لأصحاب الديانات الأخرى بأعيادهم، خاصة المسيحيين.

وجاء في رسالته: "احترسوا أشد الاحتراس من أي فكر ضال منحرف يدعو إلى الإساءة إلى المسيحيين، أو إلى تكفير المسلمين، أو كراهية الوطن وقادته وجيشه وقوات أمنه.. فكل هذه الأفكار هي أفكار خارجة عن هدي الإسلام وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم، وأحكام شريعته التي أمرت المسلم بالإحسان إلى أخيه المسلم أيا كان مذهبه في الفقه أو العقيدة".

جهود الإمام في عملية التقارب بين الأديان والتأكيد على القواسم المشتركة بين إخوة الجماعة الإنسانية تأتي تأكيدًا على أن الرجل القادم من أقصى صعيد مصر يسعى لتأسيس مرحلة جديدة فى علاقة الأديان بعضها البعض، ويرد بالأفكار العملية على الأصوات التى تتعالى بين الحين والآخر والتى لا تتهم مؤسسة الأزهر بالجمود وانغلاقها على نفسها، كما أنه يؤصل لقواعد مهمة ستتطلب على من يأتى بعد ذلك العمل وفق تلك الرؤية لخلق مساحات أكبر من التعايش السلمى والتعاون بين أتباع كافة الديانات الأخرى.

نشأته

ولد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في السادس من يناير 1946، في قرية "القرنة" التي تحتضنها جبال البر الغربي بمحافظة الأقصر، فهو يتصل نسبه بالحسن بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهما، ألحقه والده بالتعليم الأزهري فتربي منذ نعومة أظافره على منهج الوسطية والاعتدال والتعدد.

 

اشتهر آل الطيب، بالزهد والتصوف، فحفظ الإمام القرآنَ منذ الصغر، وقرأ المتون العلميةَ على الطريقة الأزهرية الأصيلة حتى التحق بجامعة الأزهر وحصل على الليسانس في العقيدة والفلسفة عام 1969، والماجستير في العقيدة والفلسفة عام 1971، ثم الدكتوراه في العقيدة والفلسفة عام 1977.

تدرجه الوظيفى

عمل "الطيب" معيدا بقسم العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر من 2 سبتمبر 1969، ثم مدرسا مساعدا للعقيدة والفلسفة من 5 أكتوبر 1972، ثم مدرس العقيدة والفلسفة من 24 أغسطس 1977، وأستاذ مساعد من 1 سبتمبر 1982، وأستاذ من 6 يناير 1988.

انتدب "الطيب" ليكون عميدا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بمحافظة قنا، اعتبارا من 27 أكتوبر 1990 حتى 31 أغسطس 1991، ثم انتدب عميدا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين بأسوان في الفترة من 15 نوفمبر 1995 وتجدد انتدابه عميدا للكلية نفسها من 9 نوفمبر 1997 حتى 3 أكتوبر 1999، بعدها عين عميدا لكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية العالمية بباكستان في العام الدراسي 1999 2000.

وشغل منصب مفتي جمهورية مصر العربية من 10 مارس 2002 حتى 27 سبتمبر 2003، ثم رئيسا لجامعة الأزهر من 28 سبتمبر 2000، إلى أن صدر القرار الجمهورى في 19 مارس 2010، بتعيينه شيخا للأزهر، كما تولى عددا من المهام الأزهرية الأخرى، منها رئيس اللجنة الدينية باتحاد الإذاعة والتليفزيون، عضو مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، عضو مجمع البحوث الإسلامية، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، عضو الجمعية الفلسفية المصرية.

 

 

بعض من مؤلفاته

1- الجانب النقدي في فلسفة أبي البركات البغدادي.

2- مباحث الوجود والماهيَّة من كتاب المواقف- عرض ودراسة، [ القاهرة 1402هـ 1982م ].

3- مفهوم الحركة بين الفلسفة الإسلامية والماركسية (بحث) القاهرة سنة 1982م.

4- مدخل لدراسة المنطق القديم -القاهرة- 1407هـ1987م.

5- مباحث العلة والمعلول من كتاب المواقف - عرض ودراسة [القاهرة 1407 هـ 1982م].

6- بحوث في الفلسفة الإسلامية بالاشتراك مع آخَرين، جامعة قطر، [الدوحة 1414 هـ 1993 م].

7- تعليق على قسم الإلهيات من كتاب تهذيب الكلام للتفتازاني -القاهرة- سنة 1997م.

 

 

بعض أبحاثه المنشورة في مجلات علمية محكمة

- أسس علم الجدل عند الأشعري (بحث منشور في حولية كلية أصول الدين -القاهرة- العدد الرابع - 1987م)، التراث والتجديد - مناقشات وردود (بحث منشور في حولية كلية الشريعة والقانون والدراسات الإسلامية بجامعة قطر العدد الحادي عشر 1414هـ1993 - أصول نظرية العلم عند الأشعري (بحث) القاهرة 1407 هـ1982.

- مفهوم الحركة بين الفلسفة الإسلامية والفلسفة الماركسية (بحث)، التحقيق - تحقيق رسالة (صحيح أدلة النقل في ماهية العقل) لأبي البركات البغدادي، مع مقدمة باللغة الفرنسية، نشر بمجلة المعهد العلمي الفرنسي بالقاهرة، الترجمـة، ترجمة المقدمات الفرنسية للمعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي، نشر بمجلة مركز بحوث السيرة والسنة، جامعة قطر، العدد الأول 1414 هـ1998م.

- ترجمة كتاب: Osman Yahya، Histoire et classification de l'oeuvre d'Ibn Arabi من الفرنسية إلى العربية بعنوان: مؤلفات ابن عربي تاريخها وتصنيفها، القاهرة 1413هـ 1992م. - ترجمة كتاب: Ptophetie et saintete dans la doctrine d'Ibn Arabi،Chodkiewiez من الفرنسية إلى العربية بعنوان: الولاية والنبوة عند الشيخ محيي الدين بن عربي، دار القبة الزرقاء للنشر، مراكش- المغرب، 1419هـ1998م.

الجريدة الرسمية