اتهام الغرب بتمويل المسلحين فى غرب أفريقيا
قال عمر ولد حماها الرجل الثانى فى جماعة "أنصار الدين"، إحدى الجماعات الإسلامية التى تسيطر بالكامل على شمال مالى منذ نهاية (مارس) الماضى: إن العديد من دول الغرب تدفع مبالغ هائلة للجهاديين فى غرب مالى.
وقال ولد حماها المقرب من مختار بلمختار، أحد قادة "تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى" المتمركز فى شمال مالى ، فى حوار أجرته معه صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية عبر الهاتف من شمال مالى ، إن جمع أموال ضخمة من الفدى التى جمعها المسلحون فى الإقليم" تعد مصدر تمويلنا من الدول الغربية إنهم يدفعون من أجل الجهاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن عمليات الاختطاف تعتبر صناعة مربحة للمتطرفين فى غرب أفريقيا، وتوفر لهم دخلا صافيا يقدر بعشرات الملايين من الدولارات خلال السنوات القليلة الماضية، وهو ما عزز سيطرتهم على شمال مالى وصعب بشكل كبير خطط حملة عسكرية بقيادة أفريقية لاستعادة الأراضى التى يسيطر عليها الإسلاميون.
وذكرت الصحيفة أن المخاطر المباشرة التى يتعرض لها 10 أوروبيين و3 جزائريين لا يزالون محتجزين ، تتمثل على حد قول ولد حماها أنه سيتم فى أول غارة قطع رقاب الضحايا مثل الدجاج، واحدا بعد آخر، وأن أى تدخل سوف يواجه بمقاومة كبيرة.
وتعتبر القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى واحدة من الفصائل التى سيطرت على شمال مالى، ويعتقد أنها حصلت على ما يقرب من 90 مليون دولار أو أكثر من الفدى خلال العقد الماضى، ما حولها إلى واحدة من أغنى وأكثر الجماعات المسلحة.
وقالت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية إن مالى وجيرانها لا يزالون يهرولون من أجل تجميع جنودهم وأموالهم وخطتهم القابلة للتنفيذ من أجل إعادة السيطرة على الأرض التى خسروها.
وفى الواقع فإن مالى والتى من المفترض أن تقود الهجوم الدولى ضد الإسلاميين، ليس لديها حتى الآن حكومة مستقرة، مضيفة أن رئيس الوزراء البلاد استقال أمس الأول الثلاثاء بعد اعتقاله من قبل مجموعة من الجنود يوم الإثنين الماضى.
وأضافت الصحيفة أنه مع مناقشة الأمم المتحدة خطط التدخل العسكرى فى شمال مالى، فإنه يبدو أن الإسلاميين فى الإقليم يعملون على اصطياد المزيد من الرهائن، وأنه منذ ثلاثة أسابيع مضت، تم اختطاف سائح فرنسى فى مالى كما تم اختطاف خمسة عمال فى المساعدات الإنسانية فى النيجر فى أكتوبر الماضى، وذلك بعد فترة هدوء مؤقتة استمرت لأشهر.
وأشارت إلى أن عددا محدودا فقط من الدول مثل أمريكا وبريطانيا والجزائر أعلنت رفضا قاطعا دفع أى فدية للإرهابيين، بينما باقى الدول الأوروبية لا يزال موقفها غامضا، وأنها تقوم بدفع المال لتحرير مواطنيها دون إعلان ذلك حيث إنه فى فرنسا فإن السلطات لم تعلن رسمياً أو علانية حظر دفع الفدى.
