رئيس التحرير
عصام كامل

شيشة السيارات بمصر الجديدة!!

الدولة خلال أقل من ستة أشهر أحدثت طفرة غير مسبوقة في منطقة مصر الجديدة، شملت تطوير كل شوارعها الرئيسية، وإقامة مجموعة كباري ضخمة للقضاء على أزمتها المرورية، وتسهيل حركة المرور من وإلى الطرق المؤدية للمدن الجديدة والعاصمة الإدارية.


وبمنتهى الأمانة والصراحة ما حدث إنجازا كبيرا يفوق الخيال وفي زمن قياسي، والحكومة لم تبخل بالأموال حيث أنفقت المليارات على منطقة مصر الجديدة حتى تعيد إليها رونقها وجمالها، ولكن الخوف من سيطرة الفوضى والعشوائية وانتشار الكافيهات، الذي يضيع جهود وإنجازات الحكومة وكأنها أنفقت المليارات لتوسعة الشوارع من أجل رواد المقاهي والبلطجية (السياس).


لقد رأيت مشاهد لا أظن أنها موجودة في أي دولة أخرى، وهي "شيشة السيارات"، نعم "شيشة السيارات"، وهي باختصار شديد بدلا من ذهاب الشباب صغار السن (صبيان وبنات) إلى الكافيهات تم تطوير الأمر بحيث تنتقل إليهم الشيشة وهم جالسون في سيارتهم، التي تحتل الشوارع وتعطل حركة المرور أمام مرأى ومسمع وتواطؤ المسئولين في الشرطة والحكم المحلي، يحدث هذا في شارع الميرغني بعد أمتار قليلة من القصر الجمهوري.

اقرأ ايضا: فرج عامر عن تربح الكافيهات وخسائر المصانع: "اللى بيمشي غلط هو اللي بيكسب"


هذا المشهد كله مخالفات، أولا تقديم الشيشة غير المصرح بها إلا في الفنادق والمطاعم السياحية، ثانيا تقديمها للشباب الصغير تدمير مستقبلهم، ثالثا احتلال الشوارع والأرصفة، رابعا تلويث البيئة وتعطيل المرور .


كتبنا كثيرا في ظاهرة انتشار الكافيهات بشكل مخيف واحتلالها للشوارع والأرصفة واستغلال مرافق الدولة المدعمة، وأنها أصبحت تجارة رابحة جعلت رجال الأعمال يستثمرون أموالهم فيها، بدلا من الاستثمار في مجالات مفيدة للبلد مثل الصناعة والزراعة.


مازالت أتمنى أن يأتي اليوم الذي يتم فيه تطهير المناطق السكنية من الكافيهات، وإنقاذ المواطنين من إزعاجها وقبضة البلطجية، وأيضا إعادة فتح الجراجات المغلقة لحل أزمات المرور والانتظار، كما أتمنى تطبيق قانون منع الصبية من التدخين سواء الشيشة أو السجاير ليس من أجلهم فقط بل من أجل مستقبل بلدنا.

واقرأ ايضا: طلب إحاطة حول بلطجة أصحاب الكافيهات "أوكار للفوضى"


بعد أن كان حي مصر الجديدة من أرقى أحياء الجمهورية ويتمتع بالهدوء تعرض لغزو الكافيهات، وانتشرت فيه مثل النيران فى الهاشيم دون أدنى اعتبار أو اهتمام لشكاوى السكان، أو حتى تنفيذ الأحكام القضائية الصادرة بإغلاق الكافيهات المنتشرة في كل شوارع الحي.


ختاما المحليات أول من يتعامل معه المواطن، وهي واجهة الدولة، وإذا قامت بواجبها وصلح حالها ضمنت الحكومة دعم وحب الشارع بالكامل، والله الموفق والمستعان وتحيا مصر 

egypt1967@Yahoo.com 
 

 

الجريدة الرسمية