رئيس التحرير
عصام كامل

عالم أزهري: الإسلام وضع قواعد المائدة منذ 14 قرنا

الدكتور محمد المسير
الدكتور محمد المسير

وضع الإسلام العظيم آدابا للمائدة علمنا إياها الرسول عليه السلام منذ أكثر من 14 قرنا ، وما يعرف اليوم بالاتيكيت أو فنون التعامل مع الأشياء ومنها الطعام والمائدة له أصول إسلامية تسبق كل من يتشدق به الغرب تحت اسم الحضارة والتمدن .

 

وعن آداب المائدة فى الإسلام يقول الدكتور محمد المسير استاذ العقيدة بكلية اصول الدين سابقا ـــ رحمه الله :لابد أن نؤكد أن المسلم يحرص على الكسب الحلال لإطعام اولاده الحلال الطيب لأنه لا وزن لأخلاق الرجل وعبادته مالم تكن قائمة على الرزق الطيب الحلال .

 

ففى صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا " كما أمر الله تعالى المرسلين فقال تعالى :"يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا "، وقال تعالى "يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات مارزقناكم " ثمذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه الى السماء يارب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذى بالحرام فأنى يستجاب لذلك .

 

وأوضح المسير ان ادب المائدة علمنا اياه الرسول صلى اللع عليه وسلم قولا وعملا ..فالتيمن مطلب شرعى فى كل مايمكن فعله باليمين اكلا وشربا ومصافحة وارتداء للملابس والدخول الى المواضع المباركة ..أما الشمال فلفعل الاشياء المستقذرة ، وكان صلى الله عليه وسلم يحب التيمنفى شأنه كله . يروى عمر ابن ابى سلمى فيقول ــ كما فى صحيح البخارى ــ كنت غلاما فى حجر رسول الله وكانت يدى تطيش فى الصفحة فقال لى الرسول :ياغلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك ، قال عمر : فما زالت طعمتى بعد .

 

 

والمسلم ليس نهما على الاكل بل هو يأكل بلطف ورقة وادب ، وكان رسول الله لا يذم طعاما قدم اليه فإن أعجبه أكل وإلا أمسك ، وعن خالد بن الوليد قال : أتى للنبى صلى الله عليه وسلم بنصب مشوى اهدى اليه ليأكل ، فقيل له :انه ضب فأمسك يده.

 

فقال خالد : أحرام هو ؟ قال : لا ولكنه لايكون بأرض قومى فأجدنى أعافه ، فأكل خالد ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر .

 

اقرأ أيضا: 

علي جمعة: 95% من آيات القرآن تتناول العقيدة والأخلاق

 

وكان رسول الله يحب الحلواء والعسل ويكره الاشياء التى لها رائحة كريهة وقال ــ كما فى الصحيح ــ من أكل ثوما او بصلا فليعتزلنا او ليعتزل مسجدنا " وليس فى هذا تحريم لأكلهما وإنما كراهة ذلك لمن يخالط الناس ويشارك مجالسهم خاصة فى المساجد.

الجريدة الرسمية