رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

رحلة سد النهضة والحقائق الغائبة (2)


وقد ذكر الحاضرون في اجتماع "مرسي" الشهير، وخلال مؤتمر الحوار الوطني الذي دعا إليه في قصر الاتحادية، كل الردود التي يمكن لمصر أن تتخذها سريا لعلاج ما يترتب على وجود سد النهضة، لكن بهذا المؤتمر -الذي تم إذاعته وفي حركة كرتونية في نهاية المؤتمر يكتشف الحاضرون وعلى رأسهم "مرسي" رئيس الدولة أن المؤتمر مذاع على الهواء!!


وكأن الإذاعة على الهواء من القصر الجمهوري أمر بسيط لا تراقبه مئات الجهات الأمنية وغيرها، ووقتها اعتذرت الدكتورة "باكينام الشرقاوى" مساعد الرئيس للشئون السياسية وقتها عبر صفحتها على فيس بوك عن "الحرج غير المقصود"!! الذي سببته إذاعة الحوار الوطني بمؤسسة الرئاسة بشأن سد النهضة الإثيوبي على الهواء مباشرة.

والملاحظ أن إثيوبيا لم تتقدم بأي شكوى بعد هذا الاجتماع للأمم المتحدة ولو من باب إثبات الحالة؛ لأنهم كانوا متفقين مع "مرسي" وجماعته على ذلك، فجاء الاجتماع بمثابة إشارة الانطلاق لبناء السد، ولم يتساءل أحد عن سر سعادة إثيوبيا بهذا الاجتماع الذي جاء به أفكار قوية وتحريضية ضد إثيوبيا!

ثم بعد إزاحة الشعب للجماعة الإرهابية وضع الحمل على عاتق الرئيس "السيسي" لرفع أضرار بناء السد عن مصر، فاتخذ سبيل المفاوض الحاذق الذي يقدر احتياج إثيوبيا للتطور والكهرباء، كما يقدر احتياج مصر لنقطة المياه، فكان توقيع وثيقة إعلان المبادئ لسد "النهضة" الإثيوبي، حيث وقع رئيس مصر "عبد الفتاح السيسي" ونظيره السوداني "عمر البشير"، ورئيس وزراء إثيوبيا -وقتها- "هايلى ماريام ديسالين" خلال قمتهم في الخرطوم على تلك الوثيقة التي تؤكد على عدم الإضرار بمصالح مصر المائية، وبدأت المفاوضات.

وبالنظر بداية إلى فوائد وأضرار سد النهضة نجد أن فوائده تتلخص في إمكانية ربط شبكة الكهرباء الإثيوبية بشبكة الكهرباء المصرية، حيث أن الكهرباء المتولدة من سد النهضة تكفى لاحتياجات الشعب الأثيوبي وتكفى لتصدير فائض الكهرباء إلى دول الجوار وخاصة مصر والسودان. وترشيد المياه وذلك عن طريق تقليل كمية المياه التي تتدفق إلى النهر وبالتالي تقليل كمية المياه التي تهدر وتذهب إلى البحر عن طريق مصبي النيل في دمياط ورشيد.

لكن عندما ننظر للأضرار نجد أنها كارثية من أبرزها أنه يتسبب في تقليل كمية المياه عن الكمية التي يحتاجها شعبي مصر والسودان خاصة في السنوات الأولى، وذلك في حالة رغبة إثيوبيا ملئ البحيرة الخلفية لسد النهضة دفعة واحدة. كما سوف يتسبب السد في حجب طمي النيل الذي يتآكل من هضبة الحبشة وتراكمه خلف السد مما يؤثر على خصوبة الأرض الزراعية في مصر والسودان.

وقد يتسبب السد المتراكم خلف سد النهضة إلى التأثير على السد ذاته حيث سيترسب الطمي في قاع البحيرة الخلفية للسد مما سيعطى تأثيرا زائفا لكمية المياه المخزنة وراء السد. وقد يؤدى الطمي المتراكم خلف سد النهضة إلى التأثير عليه وعلى عمره الافتراضي وربما ينهار في عقود قليلة مما ينذر بكوارث غير محدودة الأثر على مصر والسودان.

وسوف يترتب على سد النهضة تقليل كمية الكهرباء المتولدة من السد العالي والسدود السودانية حيث إن كمية المياه التي ستتدفق على السد العالي ستكون قليلة، مما سيتسبب في عجزا كبيرا في الكهرباء وخصوصا في الصيف. وفي حالة انهيار سد النهضة فسوف يترتب على ذلك الانهيار خروج كميات ضخمة من المياه المخزنة في البحيرة الخلفية للسد مما سيؤدى إلى غمر المدن الإثيوبية بالكامل بالمياه، وحدوث موجات عاتية للمياه في المجرى المائي للنيل، محدثة تدميرا متتاليا للسدود المتواجدة في إثيوبيا والسودان..

بالإضافة إلى دخول كميات كبيرة من المياه إلى بحيرة ناصر، مما سيؤدى إلى غرق المناطق المتواجدة خلف السد، وربما قد يصل الأمر إلى حدوث انهيار للسد العالي أو إحداث شروخ به.
وللحديث بقية إن كان في العمر بقية.


Advertisements
الجريدة الرسمية