رئيس التحرير
عصام كامل

رسائل البابا تواضروس من فرنسا.. المواطنة والمياه وخطايا الإعلام

 البابا تواضروس
البابا تواضروس

يجري قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، حاليًا زيارة لإيبارشية باريس وشمال فرنسا. ومن المقرر أن تمتد جولة قداسة البابا الرعوية لتشمل عددًا من إيبارشيات الكرازة المرقسية بقارة أوروبا.


يرافق قداسة البابا تواضروس خلال الزيارة صاحبا النيافة الأنبا دانيال أسقف المعادي وسكرتير المجمع المقدس والأنبا ميخائيل الأسقف العام لكنائس قطاع حدائق القبة والوايلي والعباسية والقمص أنطونيوس باقي والقس كيرلس بشرى سكرتير قداسة البابا والشماس رامي رزق.
وخلال الزيارة بعث قداسة البابا تواضروس الثاني عدد من الرسائل المهمة التي تعكس فكر ومنهج الكنيسة القبطية الأرثوذكسية..
وحث البابا تواضروس الشباب على أن تكون حياتهم مرتبطة بالانجيل، حيث قال «الكتاب المقدس قديم زمنيًا لكن كلمة الله جديدة في كل صباح لهذا الكتاب المقدس جديد في كل صباح وعندما تقرأه يصل لك حتى في ظروفك المتنوعه».

البابا تواضروس تطرق أيضا إلى الحوار المسكوني بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنائس الأخرى، قائلا «الكنيسة في كل العالم كانت واحدة لقرون حتى انعقد مجمع خلقيدونية عام ٤٥١ م وابتدأ يحدث انقسام لثلاثة أسباب وهي سياسية، لغوية والترجمة، وحب الذات أو تضخمه».

وأضاف «حدثت انقسامات كثيرة بعد هذا، ومنذ نحو خمسين أو ستين سنة بدأت الكنائس تقيم الحوارات المسكونية اللاهوتية ونحن في حوار سنوي مع الكنيسة الكاثوليكية نحن وكل الكنائس الشقيقة -حيث نحن ست أشقاء- أقباط، سريان، أرمن، إثيوبيين، إرتريين، هنود يطلق علينا "oriental orthodox churches" وبيننا حوار مستمر هذه الدراسات كلها دراسة لكن لم نأخذ قرارًا فيها، الدراسة لنفهم بعضنا البعض سيأتي يوم للوحدة بالحوار يتم فيه كل شيء، لنا حوارات مع الكنيسة الروسية والأنجليكانية والبيزنطية، ونحن كنيسة قوية كالجبل ونتحاور مع كل كنائس العالم لنفهم مفاهيم واحدة من خلال الصليب».

ويرى قداسة البابا تواضروس الثاني أن الإعلام السيئ الذي يستخدم في غسل العقول ويقدم اشياء غير هامه مدفوعا بتوجهات من جهات بعينها، أحد أسباب انتشار الخطية في العالم.

و استنكر البابا تواضروس انتشار الإباحية بشكل مفزع في كل مكان وأصبحت طاغية والإنسان لا يشبع منها ابدًا مثل المياه المالحة لا تروى ومن هنا ظهرت مظاهر كثيرة من الضعفات في العلاقات الإنسانية وعلاقة الإنسان بالآخر وفي الزواج وفي الحياة الجميلة التي خلقها الله.

وحذر البطريرك من الاستهانة بالجسد، مشيرا إلى أنه نعمة من عند الله أعطاها لنا ونستخدمها الاستخدام الحسن، الإنسان يستهين بالجسد بمختلف الأشكال يدمره بالعيش في الخطية أو يتناول مشروبات أو مخدرات وفي عادات رديئه، يستخدم الجسد في الأثارة الجنسية على اختلاف اشكالها ويدخل في مجالات تستهين بالجسد مثل العرى وهناك نوادي وشواطئ خاصة بهذا.

وحث البابا أيضا على التدقيق سواء في الماديات مثل مكالمة التليفون التي من الممكن أن تكون مضيعة للوقت، أيضا الدقة في الطعام واستخدام المرافق المياه ووالكهرباء.

وطالب البابا بالدقيق في المعلومات المنتشرة قائلا « لا تصدق كل ما يقال على السوشيال ميديا ويكون عقلك مفرز ويوجد اليوم أخبار كاذبة ويكون كل كلامك محسوب»، كما نادي بحسن اختيار الأصدقاء.

وشدد البطريرك على أن الكنيسة المصرية كنيسة وطنية لا تعمل في السياسة، مشيرا إلى أن كل شخص على أرض مصر هو مواطن مصري له كل حقوق المواطنة، له الحق في أن يقول رأيه في حدود حقه كمواطن.

وقال البابا «مصر بخير والأمور تتحسن ولا تسمعوا إلى كل الأشياء المغرضة، فبعد ثورتين ومتاعب كثيرة وبلادنا تزيد مليوني نسمة كل سنة تقريبًا -وهذا رقم كبير- ونحن دولة اقتصادها محدود، لكن مصر تجتهد الآن في كل ناحية، لا أقول أننا وصلنا للكمال أو وصلنا إلى درجة عالية ولكن مصر تبذل جهدًا سواء من القيادة السياسية أو الحكومة والبرلمان وتحاول أن تنهض وتكبر وتفكر بصورة جديدة من أجل المستقبل وهذا شيء عظيم وبصفة عامة الأمور جيدة ولكن في كل زمان هناك بعض الناس رؤيتها خاطئة وكلامها خاطئ ونظرتها سوداء لا ترى الأمور الجيدة، ولكن بصفة عامة نشكر ربنا الأمور بخير».
الجريدة الرسمية