رئيس التحرير
عصام كامل

عاش بها مكتشف مقبرة توت عنخ آمون.. استراحة هوارد كارتر شاهدة على ترتيبات اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي.. تضم دولاب وسرير بناموسية وراديو وآلة كاتبة ومعمل تحميض للصور.. وأدوات المطبخ الأبرز "فيديو وصور"

فيتو

تحتفل محافظة الأقصر في 4 نوفمبر بالذكرى الـ97 لاكتشاف واحدة من أهم المقابر الفرعونية في التاريخ المصرى القديم، وهى مقبرة "الملك توت عنخ آمون"، والتي لاقت صدى عالميًا كبيرًا وقت اكتشافها عام 1922، وتهافت على زيارتها ومشاهدة كنوزها ملوك ورؤساء وأمراء العالم أجمع، وكان الفضل في ذلك الاكتشاف التاريخي يعود لرجال الحفائر المصريين الذين عملوا مع العالم الإنجليزي الشهير "هوارد كارتر".




تغيير ميعاد العيد القومي

منذ 4 سنوات تحتفل محافظة الأقصر بعيدها القومى في ذلك التاريخ 4 نوفمبر، وذلك عقب موافقة مجلس الوزراء في مايو 2015 على تعديل موعد الاحتفال بالعيد القومى لمحافظة الأقصر من يوم 9 ديسمبر إلى يوم 4 نوفمبر من كل عام، حيث إن تاريخ 4 نوفمبر هو التاريخ الذي يوافق ذكرى اكتشاف مقبرة "الملك توت عنخ آمون"، والذي يعد أكبر حدث أثرى في التاريخ المعاصر، في حين أن تاريخ 9 ديسمبر ليس له إلا مدلول واحد على الأقصر، وهو صدور قرار جمهورى بتحويلها إلى مدينة ذات طابع خاص.





منزل هوارد كارتر

أجرت "فيتو" جولة داخل منزل العالم البريطاني هوارد كارتر الذي يظل شاهدًا على تاريخ مقبرة الملك توت عنخ آمون وأعمال اكتشاف الكنوز الفرعونية بالبر الغربي، حيث يعتبر منزل هوارد كارتر هو استراحة كانت معدة له في البر الغربي لمتابعة العمل في اكتشاف التاريخ الفرعوني، وأصبحت حاليًا مزارا سياحيا يزورها مختلف السياح الأجانب والمصريون خلال تواجدهم بالبر الغربى، ويوجد في مدخل المنزل ما يشبه أنتريه حديث في مصطبة بمواجهة باب المنزل وبداخلها صورة لـ "اللورد كرنارفون" ممول حملة اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، وكذلك عشرات الصور للعالم البريطاني ومجموعة من الأهالي وعمال الحفائر في البر الغربى خلال العمل في اكتشاف المقبرة التاريخية للملك الصغير.





وصف المنزل
ويضم المنزل ممرًا يؤدى للغرف الداخلية فتوجد غرفة بها نافذة تطل على حديقة المبنى الخلفية، وبداخلها دولاب للملابس وسرير بالطراز القديم ذات الناموسية وكرسى وراديو وغيرها من المقتنيات التاريخية بمنزل كارتر، وكذلك يوجد داخل المنزل غرفة المكتب الخاصة بالعالم البريطاني الذي كان يجهز العمل داخلها ويتشاور مع قيادات العمل للبدء في الحفر وكيفية نقل المقتنيات من داخل المقبرة، ويوجد بالغرفة آلة كاتبة قديمة كان يستخدمها العالم البريطانى في كتابة الرسائل والخطابات المختلفة، وجهاز جرامافون وعدد من الأسطوانات للموسيقى التي كان يستمع إليها العالم البريطانى ومقاعد بمحيط المكتب وشماعة للملابس وقبعات وعصا كارتر الشهيرة، وبجانب مكتبة توجد غرفة لإلقاء المحاضرات والتي كان يتناقش فيها مع مختلف العلماء المرافقين له بالحملات لمتابعة كل جديد في خطط العمل والحفائر المختلفة.



كما يوجد داخل منزل العالم البريطاني الشهير "هوارد كارتر" غرفة خاصة للورد كرنارفون، الرجل الذي مول جملة اكتشاف وإخراج كنوز مقبرة الملك توت عنخ آمون من تحت الأرض للنور، لتجوب كافة أنحاء العالم، ويوجد بداخلها سريران متقابلان ومروحة صغيرة لنقلها من موقعها وخدمة الضيوف، والغرفة الأخيرة بالمنزل صغيرة جزئيًا عن الباقيتين، وبداخلها مجموعة من الصور والأوراق المهمة الخاصة بالعالم البريطانى شاهدة على تاريخ مقبرة الملك توت عنخ آمون، وبداخلها حامل لرسم اللوحات الطبيعية كان يستخدمها العالم البريطانى الذي كان يحب الرسم، كما يوجد بالمنزل معمل تحميض صغير للصور التي يتم التقاطها خلال العمل في المقبرة التاريخية وغيرها من حفائر البر الغربى التي كان يقوم بها هوارد كارتر، ويوجد بالمعمل زجاجات السوائل المستخدمة في عملية التحميض، وبعض الصور التي كان يقوم كارتر بتحميضها وعُلقت بمشابك من الخشب بحبل مشدود بين جانبي الغرفة، في أواخر المنزل يوجد الحمام والمطبخ، كما يوجد دولاب خشبى، وتراصت فيه بعض الأدوات التي كانت تستخدم في إعداد الطعام، منها أوانى فخارية خاصة بالمصريين في البر الغربى وزجاجات للبهارات وغيرها من أدوات المطبخ، وكذلك دولاب بداخله مكواة للملابس ومدفأة كهربائية قديمة.

السيرة الذاتية لكارتر
ويعتبر العالم البريطاني هوارد كارتر هو عالم آثار وخبير بعلوم المصريات، ولد بمدينة لندن مقاطعة كينسينجتون في 1874 ميلادى، قضى طفولته بشكل أساسى في سوافهام، نورفولك حيث عاش مع عماته، واشتهر بسبب اكتشافه لمقبرة توت عنخ آمون بوادي الملوك بالأقصر، وفي عام 1891 وفى سن 17 سنة بدأ هوارد كارتر دراسة النقش والرسم بمصر، عمل بالاكتشافات الأثرية ببنى حسن مقر مقابر أمراء مصر الوسطى، 2000 ق.م، لاحقا أصبح تحت وصاية ويليام فليندر بيترى، واشتهر العالم البريطاني عقب اكتشافه آثار تعود للملكة حتشبسوت في مقبرة بالدير البحري في العام 1899، وعرض المجلس الأعلى المصرى وظيفة على كارتر، وما لبث أن استقال بسبب خلاف بين حراس موقع أثرى مصرى وبعض السائحين الفرنسيين عام 1906، وفى عام 1907 بعد عدة سنوات قاحلة، تعرف كارتر على اللورد كارنارفون، أحد الهواة المتحمسين، والذي كان على استعداد لتمويل بعثات كارتر الاستكشافية، لاحقا أصبح كارتر المسئول عن كل أعمال التنقيب للورد كارنافون.



اللورد كارنافون
ومول اللورد كارنافون بحث كارتر عن مقبرة الملك الصغير توت عنخ آمون، وتم العمل عدة مواسم للوصول لمقبرة الملك الذي كانوا يجهلون أي شيء عنه سوى اسمه وقتها، وفى عام 1922 غضب اللورد كارنارفون من العمل، وعدم اكتشاف المقبرة لعدة مواسم وقرر التوقف، وبعد محاولات كارتر قرر إعطاؤه فرصة لموسم واحد للعمل على كشف تلك المقبرة من عدمه، وبالفعل وبمساعدة أحد عمال الحفائر المصريين "حسين عبد الرسول" في 4 نوفمبر عام 1922 نجح هوارد كارتر في الوصول لسلم يؤدي لمقبرة الملك التاريخي توت عنخ آمون، والتي تعتبر حتى الآن أفضل مقبرة في تاريخ البر الغربى تكتشف بكامل كنوزها، ولم يسرق منها قطعة واحدة من لصوص الآثار قديمًا، وعلى الفور أرسل كارتر برقية للورد كارنار فون للمجىء فورًا، وحضر في 26 نوفمبر 1922 برفقة ابنته وآخرين، وقام كارتر بعمل الكسر الصغير في الزاوية الشمالية لمدخل المقبرة، وأصبحت بادية للعين بواسطة ضوء شمعة، حيث شوهدت الآثار الذهبية الخاصة بالمقبرة، بالإضافة إلى الكنوز الأثرية من خشب الأبنوس التي بقيت في مكانها منذ ذلك الوقت.

واتهم العديد من المؤرخين العالم البريطاني هوارد كارتر، بأنه أساء التعامل مع الاكتشاف الجديد، عبر القيام بكسر في جانب المقبرة، كما وصلت الاتهامات بأنه لم يكن أمينا عند تعامله مع المرقد الملكى، حيث تعامل معه كأنه ملكية خاصة، بالإضافة إلى الهمجية في التعامل مع مومياء الملك، حيث قام بإيقاد نار أسفل التابوت الذهبي الحاوى للمومياء لفصلها عنه، حيث كانت ملتصقة به بواسطة الزيوت والراتنجيات، وقام بفصل الرأس عن الجسد، فأصبحت المومياء سيئة الحفظ ومفككة، ويقال أيضًا إنه توفى في تاريخ 2 مارس 1939م بحسرة لعدم حصوله على الكنوز الذهبية التي تم اختلاسها وعرضها في متحف بلاده، لأن الزعيم سعد زغلول منع خروجها من البلاد.
الجريدة الرسمية