رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

لماذا يفشل "الإعلام" في مواجهة "السوشيال ميديا"؟


لا أعرف لماذا يستغرب الخبراء في مصر بما يحدث على السوشيال ميديا، بل ويطالبون مستخدميها بالتحقق بما يصلهم أخبار كانت أو شائعات. ويتصرف المطالبون بوزير للإعلام والمتذمرون من أن تقود "السوشيال ميديا" الأحداث، وكأنهم لا يعرفون أسباب ما يحدث، بما في ذلك الخبراء حتى صرت أتساءل: أترى الخبراء يجهلون صنعة الإعلام، أم يتعمد بعضهم تجهيل الناس؟


لماذا صارت "السوشيال ميديا" تقود المشهد؟

الإجابة لأن "المدخل النقدي والثقافي لدراسة "الإعلام" يقول لنا إنه: عندما تُسيطر "قوى" –سياسية كانت أو اقتصادية– على الإعلام فإن خطاب وسائل الإعلام يصبح هدفه التجييش والتعبئة لمصلحة هذه القوى السياسية ويكون انعكاسًا لرؤيتها. وعليه فإن الإعلام في مصر –وبعد ثورتين كما نص عليهما الدستور المصري– أصبح إعلامًا حكوميًا بما فيه الإعلام الخاص.

عندما لا يجد الناس "ثقبا" ينفذون منه للتأكد مما يحدث، لأن "حراس البوابة" يسدون جميع الأبواب المنافذ وإن حدث ونفذت من ثقب ما "يصيبك" طنين إنك "غير وطني" لأنك تسمع أو تصدق آراء مختلفة، يلجأ الناس إلى السوشيال ميديا.

في الإعلام الحكومي والخاص الذي أصبح أكثر "حكومية" من الإعلام الحكومي، لا يسمع الجمهور غير صوت واحد، مساحة للاختلاف ضئيلة، وإن وجدت في ظل السيطرة الحكومية والرؤية السياسية الموحدة تكون مصطنعة بهدف التنفيس.

وعليه –للأسف- أصبحت السوشيال ميديا تلعب دور الأحزاب أو مؤسسات المجتمع المدني التي يتم مطاردة بعضها. الفرق أن الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني ستعمل في إطار تشريعي وقانوني ولن تسمح نشر الشائعات.

عندما تسمح الدولة بمساحة حقيقية من الإختلاف السياسي والإعلامي وعندما لا يتهم أي صاحب رأي مختلف بأنه إخواني أو متعاطف مع الإخوان، سيجد الناس مساحات كبيرة للتحقق من الأخبار، ولن تستطيع السوشيال ميديا أن تقود الأحداث في مصر. الغالبية العظمى في مصر لا يتعاطفون مع الإخوان ويكرهون ما كانوا يقودون البلد له من تشدد وتفرقة.
Advertisements
الجريدة الرسمية