رئيس التحرير
عصام كامل

زبيدة ثروت تحكي ذكريات أول لقطة في السينما

فيتو

في مجلة الكواكب عام 1960 وفى سلسلة مقالات كتبها الفنانون والفنانات كتبت زبيدة ثروت (رحلت 2016) بعضا من ذكرياتها فقالت:
وقفت أمام الكاميرا لأول مرة في فيلم "دليلة" بعد أن فزت في مسابقة الكواكب للجمال، ولقنى الأستاذ محمد كريم العبارة التي سأقولها إلا أننى أثناء التصوير تحول نظرى اليه وهذا خطأ، واذا به يصرخ ويقول "ماتبصليش يا بنتى".

كل هذا أمام جمهور كبير تجمع في البلاتوه من فنيين وعمال ومتفرجين جاءوا ليشاهدوا الفتاة التي سبقتها ضجة وأفردت لها الكواكب صفحاتها.
أحسست بالدموع تذرف من عينى وأبكى في نواح ظاهر، ورأتنى شادية بطلة الفيلم فصعبت عليها وراحت تطيب خاطرى وقالت: كلنا في الأول كنا مثلك شخط فينا المخرج، وعندما كنت مثلك شخط في سليمان نجيب شخطة جففت الدم في عروقى، هكذا نتعلم يازبيدة فلا تغضبى، وبذلك كان أول درس من الأستاذ الكبير.

حدث في فيلم "الملاك الصغير" أن كان أحد المشاهد يتطلب أن أتدحرج على السلم وأسقط عند أسفله، وفكر المخرج في إحضار بديلة عنى دوبليرة، ولم أوافق على تعديل المشهد قبل اظهار وجهى بانفعالات من تسقط على السلم.

كان المشهد فيه قوة ويجب أن أؤديه كما هو، وحاول المخرج أن يثنينى عن عزمى فأصررت وتدحرجت على السلم بمقعدى وسقطت على الأرض وتخرشمت وسالت الدماء من فمى وأصيبت برضوض لزمت الفراش بسببها أسبوعين.

وفى فيلم (شمس لا تغيب) اقتضت حوادث الفيلم أن أتعثر في حجر على قمة تل في صحراء الفيوم وإذ أنا عائدة من عند صبى بدوى كان صديقا لى وكنت قد تغيبت عن ابى حسين رياض طويلا..فخرج في قافلة من العربان يبحث عنى وهو ينادى في يأس فأسمع صوته وأجرى إليه لأطمئنه فتتعثر رجلى في حجر وتتدحرج على التل حتى السفح وأصاب بالعمى من صدمة رأسى بحجر آخر.

وكان يمكن أن يتم المشهد كما تتم هذه المشاهد على الشاشة ببديلة عنى بالدحرجة، ولكنى رفضت واستلزم الأمر أن يختاروا لى تلا شديد الانحدار حتى تكون الدحرجة قوية، وعثرت في الحجر وتدحرجت بعنف وأحسست بدوار وأنا أفعل لكنى قاومته بإرادة من حديد.. وكان المشهد من أروع ما قدمت في شمس لا تغيب.
الجريدة الرسمية