رئيس التحرير
عصام كامل

وزير الآثار يشرح تفاصيل السور الجديد لـ"قصر البارون" (فيديو)

فيتو

تفقد وزير الآثار السور الجديد لقصر البارون إمبان بمصر الجديدة الذي يتم استكماله حاليا بعد إزالة السور الحديدي الحديث.



وشرح الوزير طريقة استكمال السور الأثري للقصر، وأصر على توضيح درجة اللون الأصلية لقصر البارون بيده بعد تنظيف جزء من السور الأثري للقصر.

وأكد وزير الآثار، أن كل ما أثير عن تغيير ألوان وهدم سور قصر البارون إمبان بمصر الجديدة لا أساس له من الصحة، مشيرًا إلى أن السور الحديدي الذي تمت إزالته غير أثري وتم إنشاؤه عام ٢٠٠٦، ولكن الأجزاء الباقية من السور الأثري سيتم ترميمها والإبقاء عليها مع استكمالها بسور حجري يعلوه سور حديدي لا يحجب الرؤية عن القصر وعرض جزء من ترام مصر الجديدة القديم بالقصر عند افتتاحه.

وأوضح أنه على استعداد لإزالة جزء من طبقات الألوان من قبل المرممين لاستبيان اللون الأصلي، لكي يتأكد الجميع أنها نفس الألوان المستخدمة لم يتم تغييرها في أول عملية ترميم للقصر منذ أكثر من ١٠٠ عام.

وأكد العميد هشام سمير مساعد وزير الآثار للشئون الهندسية، المشرف العام على مشروع تطوير القاهرة التاريخية، أن ألوان الواجهات الخاصة بقصر البارون هي نفس الألوان الأصلية، حيث إن القائمين على عمليات الترميم بالقصر اتخذوا كافة الإجراءات اللازمة من اختبارات وتحاليل وتوثيق فوتوغرافي ومعماري لمظاهر التلف لوضع الخطط اللازمة وعمل العينات المطلوبة بأساليب الترميم العلمية المتبعة والتي أظهرت الألوان الأصلية لجميع الواجهات وبناءً عليه تم إجراء عملية الترميم لتلك الواجهات بالمحافظة والتثبيت لما تم الكشف عنه من ألوان أصلية والتي تعرضت للتأثر بالسلب نتيجة العوامل الجوية.



وأوضح العميد هشام سمير، أن الدراسات التي سبق وتمت للوقوف على الألوان الأصلية بالواجهات شملت ذكر اللون في الوثائق التاريخية المتعلقة بقصر البارون، حيث ذكرت Amelie D Arschot في كتابها Le roman D heliopolis أن الواجهات كانت مغطاة بلون أبيض مع لون طوبي محروق مستوحى من معابد القرن الثاني عشر من شمال الهند صفحة 178، كما أوضحت Anne Van Loo في كتابها Helopolis صفحة 135 أن البارون إمبان أراد أن يميز قصره عن باقي عمائر هيليوبوليس التي كانت تتميز بلون الصحراء "اللون الترابي" واختار الطوبي المحروق burnt Sienna.

كما تذكر وثيقة فرنسية تاريخية يرجع تاريخها إلى تاريخ بناء القصر عام 1911، أن القصر تم دهانه باللون burnt Sienna الطوبي المحروق، كما أن التوثيق الفوتوغرافي الذي تم عمله قبل الترميم يظهر اللون الأبيض لباطن القبو الغائر للمدخل وهو من الجبس وكذلك لون الواجهات قبل أعمال الترميم وهو لون طوبي محروق وهو ما ظهر بعد عمليات التنظيف.

وأكد أعمال الترميم تجري على قدم وساق تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، مضيفا أنه حتى الآن تم الانتهاء من أعمال التدعيم الإنشائي لأسقف قصر البارون وترميمها وتشطيب الواجهات وتنظيف وترميم العناصر الزخرفية الموجودة به، واستكمال النواقص من الأبواب والشبابيك ونزع جميع الأسقف والكرانيش الجصية، والانتهاء من ترميم الأعمدة الرخامية والأبواب الخشبية والشبابيك المعدنية وترميم الشبابيك الحديدية المزخرفة على الواجهات الرئيسية واللوحة الجدارية أعلى المدخل الرئيسى، والتماثيل الرخامية بالموقع العام.

وأشار إلى أنه تم البدء في أعمال رفع كفاءة الموقع العام للقصر وتنسيق الحديقة الخاصة به، وتبلغ تكلفة أعمال المشروع 100 مليون جنيه مصرى.



وتابع سمير: إنه حرصًا من وزارة الآثار على الحفاظ على معايير الأصالة خلال أعمال الترميم الخاصة بالقصر، تم إزالة الأسوار الحديدية غير الأثرية والتي تم إنشاؤها حول القصر عام ٢٠٠٦، لسوء حالتها كما أنها لا تتوائم مع القيمة الأثرية والمعمارية للقصر.

وأضاف أنه لن يتم بناء سور حجري بدلا منها وأنه تم الاستعانة بالرسومات الأصلية للقصر والمنفذة من قبل المهندس ألكسندر مارسيل وذلك لإنشاء اسوار بنفس تصميم الأسوار الأثرية القديمة، الذي هو عبارة عن قاعدة طولية خرسانية أسفل منسوب سطح الأرض، يعلوها أعمدة بانوهات حديدية بطول الواجهات مع وجود أعمدة حجرية بقطاع صغير موزعة على مسافات لتثبيت البانوهات الحديدية للأسوار، مؤكدا أنه لن يتم بأي حال إعاقة أو حجب رؤية القصر ليستمتع المارة بمشاهدة القصر وروعة تصميمه.



وأكد الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن ما أثير حول هذا الأمر من معلومات فهي غير دقيقة ولا يوجد أي تغيير بألوان الواجهات الأصلية تنافي أصل الألوان الموجودة بالواجهات، مشيرا إلى أن وزارة الآثار تدرك تمامًا أهمية القيمة الفنية والتراثية بقصر البارون وتفرده المعماري من بين قصور تلك الحقبة التاريخية ونتشرف بأن نكون جزءًا من حفظ هذا التراث المعماري النادر.

وأنهت وزارة الآثار حتى الآن 85% من أعمال ترميم قصر البارون إمبان بحي مصر الجديدة، والذي من المقرر أن يتم افتتاحه خلال العام الجاري.


وتقوم وزارة الآثار حاليا بالتعاون مع السفارة البلجيكية بالقاهرة، وجمعيات المجتمع المدني بمصر، بتنفيذ مشروع إعادة توظيف القصر، حيث سيتم إقامة معرض عن تاريخ حي مصر الجديدة وهليوبوليس.
الجريدة الرسمية