رئيس التحرير
عصام كامل

فصل "توفيق الحكيم" 3 مرات من عمله.. وإنقاذ "عبد الناصر وهيكل"

توفيق الحكيم
توفيق الحكيم

على الرغم من التاريخ الأدبي الشهير الذي يملكه الكاتب الراحل توفيق الحكيم، إلا أن كتاباته كانت مصدرا أساسيا لزعزعة استقراره، وهزاته النفسية.


ويذكر الكاتب المسرحي ألفريد فرج، في كتابه "مؤلفات ألفريد فرج" الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، أن توفيق الحكيم تعرض للفصل ثلاث مرات من عمله على مدار حياته، بسبب كتاباته.. وفيما يلي نسرد وقائع الثلاث مرات:

توفيق الحكيم | الفصل الأول
تعرض توفيق الحكيم للفصل من وظيفته عدة مرات، كان أولها عام 1938 عندما كان مديرًا للتحقيقات بوزارة المعارف، وكان الوزير آنذاك هو الدكتور محمد حسين هيكل "صاحب أول رواية عربية (زينب)"، حيث كتب توفيق الحكيم آنذاك مقالا في مجلة آخر ساعة بعنوان "أنا عدو المرأة والنظام البرلماني لأن طبيعتهما الثرثرة"، ما أثار مجلس الشيوخ وقتها وقرر فصل توفيق الحكيم، وكلف وزير المعارف بتنفيذ القرار.

ولكن هيكل دافع عنه في مجلس الوزراء دفاعا شكليا، وهو ضرورة التحقيق قبل العقاب!، وأسفر التحقيق عن خصم خمسة عشر يومًا من مرتبه.

وعلق توفيق الحكيم على الحادثة بعد 20 عاما، قائلا: "لم يحفل أصدقائي ولا زملائي ولا قرائي بما حدث لي، ولم يدركوا الخطر الذي يهدد الأدب والأدباء إذا هم شعروا يوما بأنهم لا يستطيعون أن يعبروا عما في أنفسهم، على أن الحادث في جملته هز عقيدتي في منزلة الأدب، وفجعني لا في شخصي ولكن في مركز الأديب في الشرق.. فقد أيقنت أن ما يسمونه "المكانة الأدبية" إنما هي وهم من الأوهام، وأن الأدباء أنفسهم هم المسئولون في أكثر الأحوال عن انخفاض شأنهم في المجتمع لخذل بعضهم بعضا".

توفيق الحكيم| الفصل الثاني
يقول ألفريد فرج: إن تلك الواقعة مرت بخسائر مادية، وأورثت الحكيم مرارة كان هو أفضل المعبرين عنها، ولم تمض خمسة عشر عاما إلا وتقدم وزير آخر للمعارف يطالب بفصل توفيق الحكيم، وهو الوزير إسماعيل القباني، حيث أراد عمل ما يسمى بعملية التطهير بعد ثورة يونيو، وتصدر اسم توفيق الحكيم كمدير عام لدار الكتب التابعة آنذاك لوزارة المعارف بحجة أنه "غير منتج".

لكن جمال عبد الناصر كان أول المعلقين، حيث قال: "غريب أن نسمع من وزير المعارف أن توفيق الحكيم غير منتج، أو أن نأخذ بقول الوزير إنه يستغل أوقات العمل الرسمية في تأليف المسرحيات، وتوفيق الحكيم هو أستاذ ومعلم جيلنا كله في الثقافة والحضارة والفنون، فضلا عن أننا تعلمنا الوطنية من قصته "عودة الروح".. إن وزيرا للمعارف لا يعرف قدر توفيق الحكيم لا يصلح ليشغل وظيفته".

توفيق الحكيم | الفصل الثالث
ويتابع ألفريد فرج وقائع الفصل الثالث الذي تم بعد عشرين عاما من الواقعة الثانية، عندما تجاوز توفيق الحكيم السبعين عاما، وكان يعمل ككاتب في الأهرام عام 1973، حيث كانت البلاد في حالة اضطراب في ظل حالة اللاسلم واللاحرب مع إسرائيل قبل حرب أكتوبر، فبادر الحكيم بإصدار بيان يتحدث فيه عن ضرورة حرية الرأي والفكر لاتضاح الرؤية، وعلى الرغم من اعتدال البيان إلا أنه أثار غضب الحكومة آنذاك، فاجتمعت هيئة سميت بلجنة النظام للاتحاد الاشتراكي، وقررت فصل جميع الكتاب الموقعين على البيان من عضوية الاتحاد الاشتراكي وهم 63 كاتبا، على رأسهم توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ولويس عوض وثروت أباظة، وكان ذلك الفصل يعني إسقاط عضوية المفصول في أي تنظيم نقابي أو مجلس إدارة وحرمانه من ممارسة الصحافة، ومنع أي مسرحيات له أو أي مساهمة له أو عنه في التليفزيون والإذاعة والسينما.
الجريدة الرسمية