رئيس التحرير
عصام كامل

حوار ملتهب عن تشجيع الجزائر!


ككل مرة.. ينفعل صديقي في القضايا العامة، وهذه المرة قال: عامل إزعاج إنت.. كل ده علشان الجزائر؟
قلت ولا أريد أن أنفعل: المزعج الحقيقي من أعطى انطباعا عن المصريين أنهم يكرهون الجميع.. يكرهون حتى أنفسهم.. هي ذات الوجوه ذات الصفحات التي تصدر الكراهية في كل شيء.. يريدون ذبح شيرين.. ويرفضون اعتذار مريام فارس ويشتمون الفلسطينيين كلهم وليس الإخوان وحماس، وبعدهم السوريين وبعدهم التوانسة وبعدهم الجزائريين.. فيه إيه؟ فين المصري الحقيقي؟ الطيب النقي المتسامح الودود البشوش الذي يخترع أنواعا من التحيات غير موجودة في أي مكان في العالم.. صباح الحليب.. مساء القشطة.. وهكذا؟!!


قال: أنا سأشجع السنغال!
قلت: أنت حر.. السنغال أقرب لمصر من الجزائر!!

قال منفعلا : بلاش سخرية بقي.. وهي الجزائر كانت عملت إيه لمصر يعني؟!
قلت: كونك تجهل ذلك لا يعني أنه لم يحدث.. إعلام الخراب دمر وعي الناس في ٤٠ سنة مضت.. في حرب الاستنزاف قال الرئيس الجزائري "هواري بومدين" للسوفيت: هذا شيك على بياض وأرسلوا لمصر أي سلاح تريده.. ثم قال "بومدين": كل صفقات الشاي القادمة للجزائر تذهب لمصر لأنهم يحبون الشاي أكثر منا.. وفي حرب أكتوبر كانت أكبر قوة عربية بأسلحتها بطائراتها وصلت إلى مصر من الجزائر!

قال: أولا احنا اللي سبقنا بالدعم.. ثانيا العراق قدمت أكثر!
قلت: وهم لا ينكرون دعم مصر لهم.. لكن هم ضيوفك وليس العكس.. وهم يلعبون في البطولة على أرضك وليس العكس.. أما عن العراق فكان صاحب الدعم الأكبر فعلا.. لكن في إجمالي الدعم.. وقد ذهب كله للجبهة السورية لأنها الأقرب له.. ولكن أكبر ما وصل إلى مصر كان من الجزائر!

قال ببرود: لكن لا أستطيع أن أنسى مباراة أم درمان بالسودان!
قلت بانفعال شديد: أحدثك عن دماء مشتركة وطاهرة وزكية دافعت عن هذه الأرض وتقولي مباراة أم درمان؟ هل بلغت بك التفاهة إلى هذا الحد؟ هل انحدر وعي الناس من هذه القمة إلى تلك الهاوية؟ ألا تخجل من نفسك أنت وشوبير ومحمد فؤاد بتوعك وكل رموز فتنة السودان؟ إيه القرف ده!!!

قال : بلاش غلط بس.. ده ماضي وخلص والشعب مش هو الشعب؟!
قلت: أنت تستحق بمنطقك السحق.. ماضي إيه وزفت إيه.. مش سألتني عملولنا إيه؟ جاوبتك.. ولما جاوبتك حولته إلى ماضي!

قال: يا بيه روح شوف بيشتموا بلدك ورئيسك ازاي والنهاردة رحلوا عشرين مشجع!
قلت: وهتخسر بلد عربي علشان عشرين متظاهرا؟ ألم أقل لك إنها تفاهة؟ ثم ترحيل عشرين يعني أن الباقين بخير ومحترمين وملتزمين.. لكن تعالي بقي أقول لك الأهم.. فيديو الهتاف ضد مصر الصوت مركب على الصورة.. وفيديو الهتاف لأبوتريكة بالمرة بقي فكل الصحف يومها قالت إن من هتفوا لا يتعدوا الـ 60 فردا ومن الجمهور المصري. 

لكن عايز تفهمني أن مدرج بالكامل من الجزائريين أي 5 آلاف متفرج موجودين في مصر؟ لا.. هم أقل من ذلك.. فكيف إذن يحضرون أصلا مباراة لا تخص فريقهم ؟! مافيش مخ أصلا عندك؟ وبعدين لو إخوان الجزائر هتفوا ضدنا.. طيب ما ده متوقع.. وده أولى إنك تقف مع باقي الجزائريين ضدهم مش العكس!

قال: جاءوا لأهداف سياسية!
قلت : نعم وهتفوا ضد جيشهم وترحل 3 منهم أحدهم حصل أمس على حكم بالسجن لمدة عام من القضاء الجزائري!

قال: وانت واخد الموضوع على قلبك ليه كده.. ما تسيب الناس تعمل اللي هي عايزاه ؟!
قلت : واخده على قلبي لأن الأيدي الخبيثة الشريرة موجودة على الخط.. كل القوميات واعية ومثقفة.. الأكراد.. الأمازيغ.. الصرب.. البوسنيين.. الأرمن.. وغيرهم وغيرهم إلا العرب.. بسبب اللي زيك.. اللي يشوفوا صفحة مصنوعة في الموساد باسم جزائري يصدقوا.. ويشوفوها باسم سوري ويصدقوا.. وبقيت إنت واللي زيك ألعوبة في يد اللجان الإلكترونية بصفحاتها الكاذبة وفيديوهاتها المفبركة!

قال : طيب اشمعني لا نهاجم السودانيين؟
قلت : لأن وجودهم لا يقلق إسرائيل.. ولا يقلق الإخوان.. ولا يقلق بعض رجال الأعمال.. السؤال ده تسأله لنفسك!

ثم أضفت : الجزائر أول بلد زارها الرئيس السيسي بعد توليه.. هل كان ذلك ماضيا ؟ أم حاضرا ومستقبلا يصنعه الرئيس ويحرص عليه؟ أنا شخصيا ابن جيل مباراة أم درمان.. لكنني أعرف بلد المليون شهيد.. وأعرف جميلة بوحريد التي أنتجت لها مصر فيلما زلزل العالم.

وأقرأ لأحلام مستغانمي ومحمد أركون، وأعرف قادة جبهة التحرير، وأعرف رموز المعارضة، وأعرف مدن الجزائر وهران وتلمسان وسطيف وعنابة فضلا عن العاصمة الجزائر وإقليم القبائل للأشقاء الأمازيغ، وأستمع للشاب خالد ورشيد وغيرهم.. وأغلب المصريين مثلي.. بل أقول لك ما هو أكثر.. الأغلبية العظمى على المقاهي والتجمعات كانت مع الجزائر في كل مبارياتها، أغلبية سليمة لم يصبها تلوث فيس بوك وألاعيبه.. ولجانه الإلكترونية..

هذه الأمة لن ينجدها إلا من يؤمنون بأن المستقبل في الوحدة.. تقاتلت أوروبا ومات الملايين لكنها قلبت الصفحة وتتوحد الآن.. لكن ده موضوع أكبر من عقلك.. خليك إنت مع ماتش أم درمان!!! يا فرحة إسرائيل بيك !!!
سأشجع الجزائر.
الجريدة الرسمية