رئيس التحرير
عصام كامل

بلاغ للسيد وزير الداخلية



أعلم مثل غيرى حجم الأعباء التي تتحملها وزارة تعد أحد أهم القوى التي نواجه بها شبحا تسلطه علينا قوى الشر هنا وهناك، وأعلم حجم المعاناة التي يعيشها رجال الشرطة البواسل في مواجهة كل مظاهر الخروج على القانون إرهابا كان أو إهمالا أو ترويعا للآمنين، وأعلم مثل غيري من أبناء الوطن حجم المسئولية الملقاة على عاتق رجل الأمن، وظروف عمله الصعبة ، وما يطلب منه مقابل إمكانيات دولة نامية لاتزال "تعافر" من أجل النهوض.

كل ذلك نعلمه ويعلمه القاصى والدانى، غير أنى أود مشاركة الوزير بعض أنات من ألقى بهم القدر في "سكة البدوى" وأقصد أدوا خدمات جليلة، وقدموا أعمالا عظيمة لمجموعة قنوات الحياة، عندما كان يملكها ويديرها الدكتور "السيد البدوى"، حتى يعلم سيادته حجم المعاناة والخراب الذي طال بيوتهم، بسبب إدارة "البدوى" لممتلكاته وحجم الديون التي عليه لبسطاء ورجال أعمال، وشركات قدم لها شيكات بدون رصيد، ولا يزال ينعم بأموالها، ويعيش آمنا في سربه، معافى في بدنه.

منذ أن بدأت الكتابة في ملف "السيد البدوى"، وانهالت على الاتصالات لشركات أفلست بسبب عدم تسديده ماعليه من ديون لها.. دخل شاب أسمر إلى مكتبي، بعد أن هاتفنى راجيا مقابلتى، روى لى كيف عمل لسنوات في قنوات "البدوى" حتى أصبح جملة أمواله لدى القنوات قرابة الملايين الثلاثة، حاول التفاوض مع الرجل دون جدوى، باع كل ما يملك لتسديد ديونه لدى الغير، ولايزال حتى تاريخه مهددا بالسجن، لأن الدكتور "السيد البدوى" ضرب بكل الأعراف عرض الحائط.

اتصال هاتفى من أحد صغار رجال الأعمال قدم خدماته لرئيس حزب الوفد السابق، حتى أصبح له ملايين من الجنيهات، واكتشف أن الشيكات بدون رصيد، حاول التواصل مع "البدوى" دون جدوى، رفض اللجوء إلى القضاء متمنيا أن يقدر "البدوى" هذا الكرم، غير أن "البدوى" لا يزال يشارك في البرامج الحوارية بالفضائيات، باعتباره رجل أعمال مرموقا وسياسيا اعتلى قامة الوفد في غفلة من الزمن دون أن يجد من يقبض عليه.

صاحب إحدى شركات الإنتاج الفنى قدم "للبدوى" أعمالا درامية عميقة، حقق من ورائها "البدوى" أرباحا طائلة، حصلت الشركة على أحكام قضائية نهائية بالحبس له ولابنته المقيمة خارج البلاد تنعم بما لذ وطاب من أموال الناس.. الشركة مهددة بالإفلاس وتوقف إنتاجها، بعد أن بلغت ديونها لدى "البدوى" قرابة الملايين الخمسة عشر، طرق صاحب الشركة كل الأبواب الرسمية، وشكا "لطوب الأرض" وقدم أحكامه للجهات الأمنية المختصة دون جدوى.

سيادة الوزير.. القصص والملاحم كثيرة.. والبيوت التي خربت، والشركات التي أفلست كثيرة ، وآلام أصحاب الحقوق لاتزال تشكل خوفا ورهبة من القادم، ومن المستقبل، و"السيد البدوى" يتحرك بكل حرية دون أن تقبض عليه إدارة تنفيذ الأحكام، وكأنه يقول للعامة والخاصة: إن من له ظهر لا يضرب على بطنه..

إننى على يقين أن سيادتكم ستتخذون من الاجراءات ما يعيد الحقوق لأصحابها، حتى يعلم الجميع أن دولة القانون لا تعرف "السيد البدوى"!!

الجريدة الرسمية