رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد صالح يحدد إجراءات منع بيع الآثار المصرية في المزاد العلني بالخارج

تمثال رأس توت عنخ
تمثال رأس توت عنخ آمون

عبر الدكتور أحمد صالح، باحث المصريات - مدير عام النشر العلمي بمنطقة آثار أسوان، عن حزنه البالغ لبيع تمثال رأس توت عنخ آمون في بريطانيا مقابل 4 مليون دولار مشيرا إلى أنه كان لديه آمل لآخر لحظة في إيقاف المزاد ومنع بيع جزء من الحضارة التاريخ المصري.


وأضاف صالح لـ" فيتو"، أن هناك اتجاهين لعدم تكرار بيع الآثار المصرية في المزاد العلني بالخارج أولهما على المستوى الداخلي لا بد أن يكون لدينا مشروع قومي لإحصاء وتسجيل الآثار التي تسبق عام 1970 ويتم حصر الآثار التي خرجت بطريقة غير مشروعة والآثار التي خرجت بطريقة القسمة والآثار التي تم إهداؤها وعلى المستوى الخارجي لابد من عمل تحالفات مع الدول التي وقعت على اتفاقية 1970 لإجبار اليونسكو بوضع فقرة تلزم الاتفاقية بتضمين الآثار التي تسبق توقيع الاتفاقية بالإضافة إلى عمل اتفاقية ثنائية مع بريطانيا بالتعاون في المجال الأثري ومن ضمنها مكافحة تهريب الآثار.

وأوضح أن التمثال خرج من حفائر غير شرعية بمنطقة الكرنك بعد عام 1970 مشيرا إلى أن القصة التي تدعيها صالة كريستيز غير مقنعة.

اجتماع طارئ للجنة القومية ‏للآثار المستردة لمناقشة بيع رأس توت عنخ آمون

واستعرضت دار كريستيز للمزادات في بريطانيا، التسلسل التاريخي لعملية شراء رأس تمثال الملك توت عنخ آمون، بالإضافة إلى تابوت فرعوني خشبي وتمثال لقطة مصرية، من تاجر الآثار الألماني هاينز هيرزر عام 1985.

وقالت الدار إن هذه القطع الأثرية كانت مملوكة في السابق لتاجر الآثار النمساوي جوزيف ميسينا، الذي حصل عليها بدوره من الأمير فيلهلم فون ثور أوند تاكسي، بين عامي 1973 و1974، منوهة إلى أنه يعتقد أن الأمير فيلهلم حصل عليها في ستينيات القرن الماضي، بحسب ما ذكرت صحيفة "جارديان" البريطانية.

وقالت دار كريستيز للمزادات إن هذه هي المرة الأولى التي يعرض فيها رأس الملك توت عنخ آمون، المنحوت من حجر كوارتزيت، ويعود تاريخه إلى أكثر من 3000 عام، في السوق منذ عام 1985.

وتوقعت دار كريستيز أن تتمكن من بيع رأس تمثال توت عنخ آمون بمبلغ لا يقل عن 4 ملايين جنيه إسترليني أو ما يعادل 5 ملايين دولار.

وعلى الرغم من الخلفية التاريخية المعاصرة للتمثال، والتي ذكرتها دار كريستيز، فإنه لم يعرف متى عثر على التمثال ولا أين، لكن الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار المصري الأسبق، يعتقد أن التمثال، الذي يجسد الإله آمون أو إله الشمس عند المصريين القدماء، أُخذ من معبد الكرنك.

وتحركت وزارتا الآثار والخارجية عبر السفارة المصرية في لندن، فور رصد الإعلان عن بيع رأس تمثال منسوب إلى الملك توت عنخ آمون بصالة مزادات كريستيز بلندن يوم ٤ يوليو 2019 والتي تداولتها بعض وسائل الإعلام.

وقامت وزارة الآثار بمخاطبة صالة المزادات ومنظمة اليونسكو، لوقف إجراءات بيع القطعة الأثرية، وطلب الحصول على المستندات الخاصة بملكية القطعة الأثرية، فضلًا عن المطالبة بأحقية مصر في القطعة في ظل القوانين المصرية الحالية والسابقة.

ومن جهتها، قامت السفارة المصرية في لندن بمخاطبة وزارة الخارجية البريطانية وصالة المزادات لوقف عملية البيع والتحفظ على رأس التمثال وطلب إعادته إلى مصر، فضلًا عن مطالبة الجانب البريطاني بوقف بيع باقي القطع المصرية المزمع بيعها بصالة كريستيز يومي ٣-٤ يوليو 2019، والتأكيد على أهمية الحصول على كافة مستندات الملكية الخاصة بها.

وذكرت شبكة "سي إن إن " الأمريكية، اليوم الخميس، بأنه تم بيع رأس تمثال توت عنخ أمن بـ 4 ملايين جنيه إسترليني في دار "كريستيز" للمزادات ببريطانيا.

وأضافت الشبكة الأمريكية، أن الدار رفضت الكشف عن هوية مشتري رأس التمثال، لكنها أكدت أنه تم بيعه بـ4 ملايين جنيه إسترليني، متحدية رغبة السلطات المصرية بإلغاء المزاد.

وأثار بيع القطعة الأثرية الجدل بعد أن طالبت السلطات المصرية بريطانيا بإلغاء المزاد وإعادته إلى الأراضي المصرية، لكن السلطات البريطانية رفضت طلب مصر بعودة تمثال رأس توت عنخ آمون، مؤكدة أن التمثال خرج بطريقة غير شرعية في الستينيات، ولم يطالب أحد باستردادها.

وكانت وزارة الآثار المصرية ناشدت دار "كريستيز" واليونسكو وطالبتهم بوقف عملية البيع، وطلبت رؤية الوثائق التي تثبت مصدر القطعة، وفقًا لبيان صادر عن الوزارة في يونيو الماضي، مؤكدة أنها تسمح لأي شخص ببيع أي قطعة أثرية مصرية على الإطلاق".

ومن جانبها أكدت "كريستيز" إن التمثال تم الحصول عليه من تاجر يدعى هاينز هيرزر، ومقره ميونيخ في عام 1985، مضيفة أنه لا توجد أي قضايا بشأن التمثال، وأن المخاوف كانت تتمثل في الحصول على التمثال بشكل غير شرعى، وذلك غير حقيقي.
الجريدة الرسمية