رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

رفض توثيق العقد وأنكر نسب ابنته.. قصة معاناة الطفلة "فرحة" من زواج السنة بقنا (فيديو)

فيتو

تقف الطفلة "فرحة" التي لم يتجاوز عمرها في ذلك الوقت الـ 17 عاما مرتدية فستانها الأبيض المزركش بالعديد من الثقوب، وهي تتطلع لما يدور خارج غرفتها، تنظر إلى النساء وهن يتهامسن بالأحاديث ذات الطابع الجنسي، دون إدراك منها أنه بعد دقائق ستكون هي أحد ضحايا تلك الغرفة الوردية مع شخص يكبرها بعدة أعوام.


ويدخل الجميع قائلين "مبروك يافرحة.. يلا على بيتك"..، وماهي إلا لحظات وتغلق الأفواه وتفارقها النساء وتقف بين يدي ذلك الرجل منتظرة المصير المجهول، تمضي الساعات وتتساقط البراءة كحبات الندى، ويسقط معها جسد "فرحة" النحيل، لتفتح عيناها وتنظر إلى أشخاص يرتدون البالطو الأبيض وهم يتهامسون "حرام اللي بيحصل.. طفلة تتجوز بالسنة.. يعني إيه ".

"فيتو" ترصد لكم معاناة أول طفلة تتزوج بالسنة في قنا، وتحصل على دعوى إثبات نسب، لطفلتها بعد أن رفض والدها توثيق عقد الزواج.

عاقبني بالضرب

قالت فرحة نصر برعي، ابنة الــ19 عامًا: "تزوجت بالسنة وهو نظام متبع في قرى صعيد مصر لما هم دون السن القانوني للزواج، وعمري وقتها كان 17 سنة، تقدم لخطبتي قريب لوالدتي وشخص آخر لم تربطنا به صلة قرابة وقررت الزواج من القريب بدعوي أنه سيكون أفضل حالًا من الغريب، وبعد مرور الوقت، اكتشفت المأساة الكبري".

وتابعت: "الشخص اللى اخترته للزواج كان حاد الطباع، ولايعرف مبدأ التفاهم وكانت عائلة مسيطرة عليه، وبعد مرور سنة على الزواج طلبت منه توثيق العقد إلا أنه رفض، وقام بضربي وتعذيبي، وهو ما دفعني إلى ترك المنزل والهروب إلى منزل عائلتي، وهنا طلب مني أن أقدم تنازلات حتى تسير المركب، وكان يريد مني التنازل عن بعض مستحقاتي حتى يوثق العقد، وبعدها بدأ سقف المطالب في الارتفاع، في تلك الآونة بدأت أشعر بآلام شديدة في الجسد، ولم أكن أعرف طبيعتها، وذهبت للوحدة الصحية وتم تشخيص حالتي اني بعاني من أنيميا حادة".


وتابعت:" بعد فترة أصبت بدوار وسقطت على الأرض ونقلت على إثرها إلى أحد العيادات الخاصة، ووقتها ذكر الطبيب لعائلتي أنني حامل وجسدي ضعيف جدًا وغير قادر على التحمل وتم إسعافي ونقلي إلى المنزل، وأرسلت عائلتي لأهل زوجي لأخباره بالحمل إلا أنها كانت المفاجأة منه عندما وافق على توثيق العقد، وكنت مندهشة لما هذا الأمر السريع في الموافقة".

واستكملت:" ذهبت معه إلى المأذون وأنا أكاد أطير من الفرحة وأحضر اوراق الزواج وقمت بالتوقيع على عقدين ولم أكن أن العقد الثاني عقد طلاقي لأني أجهل القراء والكتابة، وطلبت منه يكتب شهادة ميلاد لها رفض وقال بنتنا ومش حنكتبها".

وأوضحت أنها اضطرت لرفع دعوي قضائية، مشيرة إلى أنها تركت القرية التي تقطن بها بصحبة عائلتها بعد وقوع العديد من المشادات مع عائلة زوجها واستأجرت منزلا صغيرا في المساكن بمدينة قنا.

وعن حالتها المادية قالت:" شقيقتي تعمل بأحد دور الحضانات وأحصل على معاش المطلقة ووالدي تم وقف معاش المعاقين له منذ 7 أشهر".

مش بيعرف

وتجولنا داخل منزل أسرة "فرحة" لمعرفة الأسباب التي دفعت أسرتها بزواج ابنتهم وهي في سن صغير، والتقينا والدة "فرحة" داخل المنزل المكون من غرفة وحمام ومطبخ صغير حيث كانت تجلس على أريكة وتحمل حفيدتها وتبدأ حديثها معنا قائلة:" ليلة الدخلة لم يحدث أي شيء بينهما وبعد مرور أيام تم المراد وبعدها بدأت المشادات بين ابنتي وزوجها من ناحية وعائلته من ناحية أخرى".

واستطردت:" لدى 4 أبناء بنتين وولدين أحدهما توفاه الله والآخر يعيش بعيد عنا، وفي تلك الآونة عندما تقدم لخطبة ابنتي قريبي تمنيت أن يكون نصيبها فهو أفضل حالا مننا، كنت أعيش في منزل عائلة مكونة من 5 بيوت تقريبا وكان الحمام مشترك يعني عارفين ايه تستني الدور عشان تدخل تقضي حاجتك".

وتابعت:" زوجي فقد بصره وأصبح بلا عمل وفرحة هي الصغري وجاء النصيب، لكن زوجها وأهله استولوا على كل شيء مقابل عقد الزواج واليوم هما يرفضون كتابة ابنتهم حتى بعد الحصول على حكم قضائي، وتحويل ابنتي وحفيدتي إلى مصلحة الطب لشرعي لتحليل "دي.أن.ايه".

وأوضحت والدة فرحة انها تعلمت الدرس جيدا ورفضت زواج ابنتها الكبري بنفس طريقة "فرحة" خوفا عليها من نفس المصير.


Advertisements
الجريدة الرسمية