رئيس التحرير
عصام كامل

وفاة محمد مرسي | الجماعة الإرهابية تهذي بعد وفاة الرئيس المعزول

الجماعة الإرهابية
الجماعة الإرهابية تهذي بعد وفاة محمد مرسي

منذ إعلان خبر وفاة محمد مرسي ، داخل قفص الاتهام خلال محاكمته، والجماعة وعناصرها يرددون نفس الأكاذيب القديمة والتي ليس بجديدة على المصريين، وسبق لـ"فيتو" خوض مغامرة صحفية وصدها في كتاب «الأكاذيب»، ضمن سلسلة «الكتاب الأسود.. أكاذيب جماعة الإخوان والمعزول محمد مرسي أثناء فترة حكمه"، حتى تبين للقارئ أن الكذب عقيدة إخوانية وأسلوب حياة.


كذب الإخوان ولو صدقوا!
الكذب كان أحد جرائم الإخوان كما رصدها الكتاب بداية من وعودهم بعدم النزول في 25 يناير 2011، وتم الاتفاق على ذلك مع الراحل عمر سليمان وحتى نزولهم الثورة وتوليهم الرئاسة التي أعلنوا أنهم لن يترشحوا لها.

ويقول الكتاب في إحدى فقراته «أكاذيب، وعود زائفة خداع للمواطنين البسطاء، هكذا كان زمن الجماعة ورئيسها العياط القابع في سجنه الآن غير مأسوف عليه ولنبدأ من ثورة يناير حين وعد الإخوان اللواء عمر سليمان نائب الرئيس المخلوع بعدم النزول إلى ميدان التحرير مقابل إعطائهم جزءًا من «كعكة» الحزب الوطني لكنهم نزلوا إلى الميدان في الوقت المحتسب بدل الضائع للثورة وسرقوا نضال شبابها، بعدها أعلنوا أنهم لن ينافسوا على كل مقاعد مجلس الشعب ومع هذا نافسوا على 100% من المقاعد.

لم يكتف عناصر الجماعة بالكذب الإخواني الذي مارسوه على مدار عام كامل يسمعون الشعب المصري الوعود بداية من عدم الترشح للرئاسة وحتى مشروع النهضة الكاذب، بل زرعوا الفتنة في الشعب المصري، ما ظهر جليًا في الأحداث التي مرت بها مصر خلال عام ويدلل الكتاب على ذلك في قوله «وفي عهد مرسي حدثت فتنة كنيسة الخصوص ولأول مرة يتم الهجوم على الكاتدرائية راح ضحيتها عدد من الأقباط أثناء تشييع ذويهم ولم يقتصر الأمر على المسيحيين فقط وإنما امتد للمسلمين أنفسهم كما أوضح الكتاب.

وعود في الهواء
يستعرض الكتاب في فصله الأول جميع وعود الجماعة الكاذبة التي وعدت بها ورئيسها المعزول وأخلفوها ويستشهد الكتاب بالكثير من الوقائع لعل أشهرها موكب الرئيس ويذكر في تلك الفقرة «بعد أن وقف مرسي في ميدان التحرير معلنا أنه لن يخشى أحدا ولن يسير بموكب ولا يأبه لحرس جمهوري إذا به يسير محصنا وسط موكب يضم ما يزيد على عشرين سيارة وآلاف الجنود لحمايته». بالإضافة إلى شائعات تحقيق مصر فائض في محصول القمح وهو ما ثبت كذبه بعد ذلك.

في فصله الثاني وتحت عنوان شهادات حرة ينشر الكتاب الأسود عددًا من شهادات كتاب الرأي على وعود الإخوان الكاذبة ومنها ما قاله الدكتور عمرو الشوبكي في حواره لجريدة الوطن حسبما ذكر الكتاب كالتالي: «إن عدم تنفيذ الوعود يعود إلى فكرهم كأحد أطراف المعارضة التي نمت وانتعشت في مناخ غير صحي في عهد النظام السابق وقتها كانوا يقدمون وعودًا مستحيلة التنفيذ على سبيل التقرب للشعب وتربوا على رؤية سياسية تتسم بعدم الواقعية ولم يكن لديهم مشكلة في ذلك لأنهم لم يتصوروا أنهم قادرون على الوصول إلى الحكم».


وتابع الشوبكي «الإخوان استمروا في نهجهم وطرحوا برنامجا خياليا اسمه النهضة وكأنهم تيار معارض لن يكون مطالبا بتحقيق بنود مشروعه الخيالي وعندما وصلوا فعليا إلى السلطة اكتشفنا جميعا أنه لا أساس لهذا البرنامج».

وفيما يقول الدكتور عمرو هاشم ربيع في شهادته التي عرضها الكتاب «أن الإخوان خلفوا وعودهم خلال المائة يوم كما قال محمد مرسي واتضح أن كافة المشكلات ما زالت متواجدة».

التعذيب في عهد الإرهابية
تحت عنوان «جرائم التعذيب» يعرض الكتاب الأسود الملف الشائك في عهد جماعة الإخوان الإرهابية في فصله الثالث مبرهنا على ذلك بالأدلة والأرقام فنرى أن عدد حالات التعذيب بلغ 359 فضلا عن 2017 حالة قتل بمعدل 77 حالة تعذيب و55 حالة قتل في الفترة من يونيو 2012 إلى ديسمبر 2013 وتعذيب 161 حالة.

ويحوي الكتاب بين أوراقه العديد من التقارير الحقوقية من المراكز على رأسها مركز النديم بتفاصيل الاعتداء على الكثير من المتظاهرين.

ويعرض الكتاب تفاصيل التعذيب خاصة الأماكن التي كان يتم فيها التعذيب على رأسها دار القضاء العالي الذي شهد الكثير من حالات التعذيب حسبما أفاد عدد من المعتقلين بعد ذلك هذا بالإضافة إلى معسكرات الأمن المركزي وأقسام الشرطة.

ورغم أن قصر الرئاسة هو مكان له خصوصية كبيرة للشعب المصري حيث أنه مقر الحكم إلا أنه لم يسلم من أن يصبح مركزًا للتعذيب في عهد المعزول محمد مرسي الذي حول القصر إلى ملكية خاصة فنجد أن الكثير من حالات التعذيب وقعت أمام البوابة الرئيسية للاتحادية وخاصة في أحداث 8 ديسمبر التي شهدت تعذيب عشرات الموطنين.

أما مكتب الإرشاد ذلك المبنى الشاهق في المقطم فتحول هو الآخر لوكر للتعذيب.

سلخانة الإخوان
في نحو أربعين صفحة عرض الكتاب أخطر ملف لجماعة الإخوان الإرهابية، وهو "سلخانة الإخوان"، وفي مقدمة تلك السلخانة ما حدث في ميدان رابعة العدوية ذلك المكان الذي ارتبط اسمه لعقود طويلة بالورع والتقوى ليتحول بعد ذلك إلى مركز لتعذيب معارضي الإرهابية أثناء اعتصامهم من أجل إسقاط الدولة المصرية.

في هذا الفصل بالتحديد لم يعتمد الكتاب على أقوال المعزول محمد مرسي وإنما اعتمد على وقائع تعذيب محددة من خلال اعترافات المعذبين أنفسهم في ميادين النهضة ورابعة والاتحادية لنجد أمامنا كارثة إنسانية لم يتسن للكثير من الشعب المصري أن يطلع عليها.

وتحت عنوان سلخانة النهضة يرصد الكتاب في إحدى فقراته بعضًا من حالات التعذيب ويقول «في يوم 24- 7-2013 تم العثور على جثتين وثلاثة مصابين بالقرب من معتصمي ميدان النهضة عليهم آثار تعذيب وتبين من التحريات أن الضحيتين الجديدتين تعرضا للاعتداء داخل حديقة الأورمان من قبل المعتصمين ثم تم إلقاء مصابين آخرين بالقرب من سيارات الإسعاف مع المتواجدة في محيط ميدان نهضة مصر».

وفي يوم 1- 8 - 2013 قام أنصار المعزول محمد مرسي، المعتصمون بميدان النهضة بالإمساك بشاب في العشرين من عمره وقادوه إلى المستشفى الميداني لمدة ربع ساعة بعدها خرج الشاب معصوب العينين ومقيد الأيدي بصحبة عدد من أنصار المعزول المرتدين الخوذ وحاملي الشوم إلى حديقة الأورمان وقيدوه في إحدى الأشجار مانعين أي شخص من الاقتراب من محيط المنطقة المحتجز بها».

أما عن سلخانة الاتحادية فيرصد الكتاب شرحًا مفصلًا لبعض شهادات التعذيب عبر تحقيق نشرته المصري اليوم جاء فيه: «تبدأ عمليات التعذيب بالقبض على أحد المتظاهرين المعارضين للرئيس المعزول محمد مرسي خلال الاشتباكات أو عند الاشتباه في أحد الأشخاص في المكان الذي لا يشهد أي اشتباكات بعد فصل قوات الأمن المركزي بين المؤيدين والمعارضين بعدها يتناوب أعضاء الجماعة ضربه باليد ثم يذهبون به إلى أقرب غرفة تعذيب فرعية لا يتواجد فيها أفراد أمن مركزي أو أفراد من وزارة الداخلية أو المباحث ويصعب تحديد هذه الغرف حيث إنه بمجرد القبض على الشخص تنشأ الغرفة في أقرب مكان بجانب أحد المباني أو الأسوار ثم يتم بعد ذلك تفتيش المقبوض عليه ذاتيا والاستيلاء على ما معه من أموال أو هواتف أو بطاقات هوية قبل البدء في استجوابه الذي تتخلله لكمات وصفعات على الوجه من حين لآخر لإجباره على الاعتراف بأنه بلطجي مأجور..ويسألونه عن سبب نزوله وعما إذا كان يتقاضى أجرا أم لا أو يتبع الدكتور محمد البرادعي أو حمدين صباحي وكلما نفى تلك التهم زادوه ضربا وسبا بالأب والأم.

وتابع «بعد فترة من الاستجواب ينقل المقبوض عليهم بلطجية تم إلقاء القبض عليهم بشتى أنواع الشتائم وتمزيق الملابس وبعد حفلة جماعية من الضرب يقومون بتسلميه إلى رجال المباحث».

تحت عنوان «شهادات المعذبين» يرصد الكتاب مئات الشهادات لحالة المعذبين التي لا يطول المقام لذكرها وإن كنا سنكتفي لعرض شهادات معنونة في الكتاب «شهادات مؤلمة» وإلى نص تلك الشهادات.

يقول أحد الضحايا الذي فضل مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب عدم ذكر اسمه لأسباب معتبرة: «أنا دكتور امتياز هابدأ الشهادة من وقت إصابتي بطوبة في دماغي كانت الاشتباكات أمام محل اربياتا وبنزينة التعاون، الأمن المركزي كان واقف 3 صفوف وشهم لينا وضهرهم ليهم وبيضربونا من بينهم ومن جنبهم بخرطوش قدام الأمن ده غير أن في عساكر في آخر الصف كان بيحدفوا طوب معاهم ودول شايفهم بعيني وفي واحد مننا طلع قدام اوي لوحده بيحدف طوب وضربوه وفي وسط الاشتباكات أخدت طوبة في دماغي واتفتحت فرجعت المستشفى الميني لقيت واحدة معمولة في مدخل عمارة في أول شارع جانبي بعد اربياتا مكانش معانا غير قطن ولما لقيت مفيش غير دكتور واحد بس واقف مصابين كتير وقفت معاه وبعد فترة جيت اخرج لقيت الإخوان اتقدموا وبقينا في ضهرهم ومن الناحية التانية لقيت الإخوان برضه وبدأ الضرب فعلا وكان في حالات كتير تم تعذيبها واللي كانوا بيمسكوه مكنش بيطلع سليم».

اعتداء جنسي داخل السجون
لم يقتصر تعذيب جماعة الإخوان الإرهابية على التعذيب الجسدي فقط بل ذهب إلى أبعد من ذلك في واقعة تبدو فيها الإنسانية معدومة والدين غائبا وهي واقعة التعذيب الجنسي لأحد الضحايا والتي سطرها الكتاب في إحدى صفحاته.

تبدأ القضية كالتالي يقول خالد: خرجت من بيتي للتضامن مع أحمد الجيزاوي المحامي المعتقل لدى السعودية لأننى أرى أنها قضية كرامة، وقفت أمام السفارة السعودية متضامنا ومرددا هتافات «ارفع راسك فوق أنت مصري» و«يا جيزاوي وراك رجالة» وتم القبض عليّ أثناء التظاهر.

جلس خالد مقداد في سجن وادي النطرون نحو 6 أشهر، خمسة منها في عهد مرسي وإخوانه، قضى خلالها ليالي في التعذيب بالضرب والكهرباء والسباب وتطورت إلى التعرية بالإجبار والسحل لأيام متواصلة بينما كان رجال الشرطة يعتدون عليه جنسيا».

ويروي خالد التفاصيل فيقول «رغم أنه تم الحكم عليّ بالسجن في وادي النطرون إلا أنهم رحلوني لسجن على طريق وادي النطرون ثم إلى سجن برج العرب ثم إلى سجن الفيوم لاستقبالي داخل كل سجن مضيفًا أن الاستقبال يبدأ بإجباري بخلع ملابسي بالكامل رغم أن جميع المساجين كانوا عرايا لكنهم يرتدون ملابسهم الداخلية إلا أنني أجبرت على خلع حتى ملابسي الداخلية والزحف 25 مرة على أرض مليئة بالطوب والبراز وتعرضت للضرب والصعق بالكهرباء.

فهمي هويدي: «مرسي فاشل»
في فصل بعنوان «شهادات عن دولة الإخوان» يرصد الكتاب شهادات الكثير من قادة الفكر والرأي على هذا العهد، ومن اللافت للنظر أن جميع النخب السياسية من اليمين إلى اليسار وحتى هؤلاء المحسوبين على تيار الإخوان هاجموهم لفشلهم أمام المجتمع المصري ونستشهد هنا بشهادة الكاتب فهمي هويدي المحسوب على التيار الإسلامي والذي يقول في أحد مقالاته تحت عنوان الرئيس الفاشل «احذر من خطرين يهددان مصر في الوقت الراهن أجواء الكراهية التي تشيع في المجتمع المصري والرغبة في الهدم التي «تضعضع» بنيان الدولة وتلك إشارات استجدت على الساحة السياسية بعد الثورة وإذا صحت فهي في حاجة لدراسة وتحليل.
الجريدة الرسمية