رئيس التحرير
عصام كامل

أولياء الأمور «الجندي المجهول أمام لجان الثانوية العامة».. يفترشون الطرق للدعاء وقراءة القرآن.. دموع القلق تسيطر عليهم.. يتسلقون الأسوار للاطمئنان على أبنائهم.. وتربوي يكشف تأثيرهم على التلا


أولياء الأمور بمثابة الجندي المجهول في ماراثون الثانوية العامة، لهم تأثير كبير على حالتهم النفسية أمام اللجان، ودور منوط به في هذا التوقيت الفاصل يجهله الكثير، قد يكونون حافزا للطلاب لمساعدتهم على التركيز وأداء الامتحان جيدا، وربما يكونوا سببا في زيادة توترهم وخوفهم بما يؤثر بدوره على أدائهم للامتحان، فيما يلي استعراض لأبرز مواقف أولياء الأمور أمام اللجان وتأثيرها على الطلاب.


التزاحم وقراءة القرآن
وكما هو معتاد كل عام، يتزاحم أولياء الأمور أمام اللجان في الصباح الباكر من ليلة الامتحان لتوصيل أولادهم، ثم يفترشون المقاهي والأرصفة القريبة من لجان الامتحانات، وسط حالة ترقب والتأكد من دخول أبنائهم اللجان، فيما حرصت بعض المحال التجارية على توفير كراسي لهم أمام اللجان.

يبدأ أولياء الأمور بعد ذلك وبالأخص الأمهات في قراءة القرآن، حاملين بين أيديهن المصاحف والسبح، يرددون الآيات والأذكار والأدعية لمساندة أبنائهن خلال الامتحان.

بكاء
انهارت ولية أمر وولي أمر طالبتين أمام مدرسة الشيماء الثانوية بنات ببنها بعد سهو أبنائهما عن اصطحاب رقم الجلوس والبطاقة الشخصية خلال دخولهما لجنة الامتحان، ودخلت ولية الأمر في نوبة من البكاء وحاول باقي أولياء الأمور التخفيف عنها.

المعالجة النفسية
من أبرز مواقف أولياء الأمور أيضا اليوم أمام لجان الثانوية العامة، انهيار والدة طالبة أمام لجنة نجلتها بمدرسة الشهيد زياد بكير بالمهندسين، قائلة : «بعالج بنتي بقالي سنتين نفسيا بسبب الظلم اللي وقع عليها في تصحيح امتحاناتها في العام قبل الماضي ورسوبها في مادتين رغم أن كل مدرسيها شهدوا لها بالتفوق».

وأضافت السيدة أن ابنتها كان ضمن الخمس الأوائل في الصف الأول الثانوي، وقالت :«عندما رسبت في مادتين في الصف الثالث قدمنا التماسا ووجدنا أحقيتها في 17 درجة إضافية لم تحصل عليها"، متابعة:" بسبب ما وقع على بنتي من ظلم في التصحيح رفضت دخول الامتحانات السنة الماضية بعدما أوصلتها أمام اللجنة وأخذتها إلى طبيب نفسي ليعالجها من إحساسها بالظلم والاضطهاد».

وطالبت السيدة مسئولي وزارة التربية والتعليم بإخراج ورق امتحانات نجلتها والتحقيق في الظلم الذي وقع عليها مما أدى إلى اهتزاز ثقتها في نفسها.

تسلق الأسوار
وبعد الانتهاء من أداء الامتحان وفي فترة الراحة قبل دخول امتحان المادة اللاحقة، يدفع التوتر أولياء الأمور للتسارع في تسلق أبواب المدارس وأسوار اللجان والتكدس أمامها والحديث مع الطلاب من خلال البوابات للاطمئنان عليهم.

التأثير على الطلاب
وعن الدور الذي يلعبه أولياء الأمور في امتحانات الثانوية العامة، يقول محمد عبد العزيز الخبير التربوي إن أولياء الأمور جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية، وأن الثانوية العامة بالنسبة للبيوت المصرية هي عنق الزجاجة، وخاصة أن الثانوية العامة لا قيمة لها إذا لم يدخل الطالب الجامعة فلا يوجد بديل لها، مؤكدا على أن خوف الآباء على أبنائهم سلوك طبيعي.

وتابع «عبد العزيز» السلوكيات التي يمارسها أولياء الأمور أمام اللجان لها دور كبير في التأثير على نفسية الطلاب وبالتالي آدائهم في الأمتحان، لذلك يجب أن يحتفظ أولياء الأمور بهدوئهم أن يحاولوا التخفيف من توتر أبنائهم، لأن تصرفاتهم لها تأثير كبير.

وأكد أن للدولة دورا كبيرا في تغيير ثقافة الأهالي تجاه التعليم، بتوفير فرص بديلة للثانوية العامة، وهو ما لا يحدث حتى الآن ومازالت المشكلة موجودة، كما يجب على أولياء الأمور أن يتفاهموا أن دخول الجامعة ليست نهاية المطاف، وكم من طالب التحق بالكليات القمة ثم اكتشف أنها ليست طموحه أو هدفه، وكم من طالب التحق بكليات المرحلة الثالثة وحظهم في الحياة أفضل بكثير من الذين التحقوا بكليات القمة.
الجريدة الرسمية