رئيس التحرير
عصام كامل

الصامت الرهيب.. حكاية الفريق الماحي صاحب أكبر خطة تمهيد نيراني في التاريخ


المدفعية المصرية ضربت أروع معاني البطولة في حرب أكتوبر المجيدة حيث قام 2000 مدفع في وقت واحد بعمل تمهيد نيراني لم يسبق له مثيل في التاريخ كله.


وراء هذا التخطيط المتميز الفريق محمد سعيد الماحي مدير سلاح المدفعية في أكتوبر والذي تحل ذكرى وفاته هذه الأيام من عام 2007 عن عمر يناهز 85 عاما قضى معظمها في خدمة الوطن وكان من أهم الرجال الذين لهم دور كبير في نصر أكتوبر..

ميلاده ونشأته:

ولد محمد سعيد الماحي ولد في 1 فبراير 1922 بدمياط، وتخرج في الكلية الحربية سنة 1942، ثم في كلية أركان حرب سنة 1951، شارك في حرب 1967، شغل منصب قائد سلاح المدفعية في حرب أكتوبر. رقي إلى رتبة الفريق سنة 1974.

حرب أكتوبر:

تولى منصب قائد سلاح المدفعية أثناء الحرب، وقام بوضع خطة أكبر تمهيد نيرانى في تاريخ الحروب على مستوى العالم عاونه فيها العميد منير شاش قائد مدفعية الجيش الثالث والعميد محمد عبد الحليم أبو غزالة قائد المدفعية في الجيش الثاني.

ونجحت المدفعية قبل عبور القوات البرية من فتح الثغرات وقصف المواقع الحصينة للجيش الإسرائيلي على طول جبهة قناة السويس بالإضافة إلى دورها الرئيسي في دخول اليهود المخابي خوفا من نيران المدفعية الأمر الذي سهل من عملية عبور قوات الصاعقة والمظلات خلف خطوط العدو لتعطيل الإمدادات وعدم التعرض للقوات البرية أثناء عبور الموجات الأولى للمشاة.

شهادة القادة:

وصف الرئيس الراحل محمد أنور السادات في مذكراته، الفريق محمد سعيد الماحي بـ "الرجل الرهيب" كمدفعيته، حيث إنه كان يتميز بالهدوء والدقة الشديدة.

قال عنه المشير الجمسي في مذكراته إنه نجح في إدارة معركة المدفعية بجدارة وقدرة فائقة الدقة، حيث استطاع توجيه أكثر من 2000 مدفع بصورة فائقة، كذلك كتائب صواريخ أرض أرض والتي تتبع سلاح المدفعية والتي استطاعت جميعها إصابة أهدافها المنشودة بدقة فائقة.

وقال العقيد عساف ياجوري عندما وقع في أسر الجيش المصري: “لا يمكن أن تكون نيران المدفعية المصرية التي أصابت دباباتنا بهذه الدقة إلا إذا كان ضابط تصحيح النيران المصري يقف فوق برج دبابتي”.

واستطاع الفريق سعيد الماحي وضع خطة شديدة الدقة لسلاح المدفعية، وحدد لكل قائد كتيبة أهدافه المسبقة التي سيقوم بقصفها عند إعطاء الإشارة من قبل القيادة العامة للقوات المسلحة.

كما استطاع بمساعدة رجال المخابرات الحربية القيام بعمليات الإخفاء والتمويه للوحدات التابعة لسلاح المدفعية حتى لا يجهض العدو هذا السلاح عند بدء العمليات.. وفي اليوم المنتظر للماحي ورجاله في تمام الثانية وخمس دقائق.. يعطي اللواء محمد سعيد الماحي مدير المدفعية الأمر لتشكيلات المدفعية قائلا : “مدافع النيل.. أضرب”.

وكان هذا التمهيد النيراني لعبور قوات المشاة هو الأكبر في تاريخ الحروب في العالم بأسره.. وقد أفادت القيادة العامة بأن نسبة إصابة المدفعية المصرية لأهدافها بلغت 100%.

أهم المناصب:

بعد حرب أكتوبر قام الرئيس السادات بترقيته إلى رتبة فريق عام 1974.

وتقلد عددا من المناصب بعد ذلك منها كبير ياوران الرئيس أنور السادات ومدير المخابرات العامة ومحافظ الإسكندرية.
توفي عام 2007 عن عمر يناهز الـ 85 عاما.
الجريدة الرسمية