رئيس التحرير
عصام كامل

أين يختفي محمود عزت ؟.. تجدد الصراع حول الرجل الأول في الإخوان.. حرب بين الجبهات المتصارعة داخل التنظيم.. مطالبات بالكشف عن مكان القائم بأعمال المرشد.. وباحث: سيرته ساحة للمزايدة داخل الجماعة


منذ سنوات، وهناك لغز كبير يحيط بعمل جماعة الإخوان الإرهابية، إذ يختفي تماما، القائم بأعمال المرشد، محمود عزت، ولا أحد من داخل التنظيم، يعرف أين هو، وهل يعيش داخل مصر أم خارجها، ما دفع الجبهات المتناحرة داخل الجماعة، لاعتباره ورقة، يمكن التلاعب بها، لإسقاط عرش القيادات التاريخية، بعد زعزعة أركان حكمهم، والتشكيك في ولايتهم، والمسئول الحقيقي عنها.


اختفاء تام

آخر من شكك في وجود القائم بأعمال المرشد على قيد الحياة، كان عصام تليمة، القيادي بجماعة الإخوان الإرهابية، الذي هاجم القيادات الكبرى بصورة غير مسبوقة، مؤكدا أن الرجل مختفي تماما منذ عام 2013، ومنذ وقوع الخلاف الداخلي بين الإخوان، ولا يظهر منه إلا رسائل وبيانات تنسب إليه، وتستخدم لصالح أحد قيادات مكتب لندن، على حساب الجبهة الأخرى المعارضة لها، بحسب وصفه.

"تليمة" أكد أن أولى رسائل محمود عزت، كان قرار تعيين إبراهيم منير نائبا للمرشد، وهو قرار غير لائحي، وغير قانون، كما أنه ليس منطقيا، إذ ليس من صلاحيات قائم بالأعمال على درجة نائب، تعيين نائبا آخر على نفس درجته، مشيرا إلى أن الرجل الأول في الجماعة حاليا، لا يوجد يقين بوجوده على قيد الحياة، موضحا أن القرضاوي عندما دعا طرفي الخلاف في التنظيم، لحل الأزمة بينهما، جاءتهم رسالة من محمود عزت، تلومهم على الذهاب للقرضاوي، وهو ما جعلهم يشكون أنه على قيد الحياة، في ظل علاقته القوية بالزعيم الروحي للجماعة.

قضايا مجهولة

وأشار مدير مكتب القرضاوي السابق، إلى أن عزت، لم يتحدث مطلقا عن فلسطين، ولم يعرف رأيه فيما يعرف بـ«صفقة القرن» وكذلك محاولات تصنيف الإخوان جماعة إرهابية من الإدارة الأمريكية، مع أن القرار حال إصداره، يستأصل الجماعة بشكل كامل وجذري، وليست وحدها، بل والمتعاطفين معها.

المثير أن الحساب الرسمي للإخوان، لم ينتظر أكثر من 24 ساعة، على هجوم تليمة، إلا وأطلق بيان تهنئة بالعيد على لسان محمود عزت، وكأن الطلقة صوبت إلى مكانها الصحيح، ما دفع حلفاء تليمة إلى الهجوم الشرس على جبهة العواجيز، والتأكيد أن الرجل، ليس موجودًا على قيد الحياة، وهناك من يستغل إسمه من خلف الستار.

ساحة للمزايدة

سامح عيد، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يرى أن محمود عزت، القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان الإرهابية، أصبح لغزا كبيرا، خصوصا أن سيرته ما زالت ساحة للمزايدة داخل الإخوان نفسها.

وأوضح عيد في تصريح خاص لـ«فيتو»، أن قطاعات كبيرة داخل الإخوان لديها شك كبير في إمكانية وجوده حيًا في ظل استمرار اختفائه منذ سنوات، موضحا أن جبهة الكماليين تستغل هذا التشكيك، في تدعيم محاولاتها للسيطرة على الجماعة، وتشيع أنه توفى، لضرب مصداقية القيادات الباقية، ونزع السلطة من بين أيديهم.

وكان الإنتربول الدولي، بالتنسيق مع نيابة التعاون الدولي المصرية، طالب أمس بتعميم البحث عن محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان المسلمين، وتم التنسيق مع 192 دولة من الدول الأعضاء بالمنظمة لإفادة مصر بمكانه، كما تم تجديد المذكرة الثنائية الموقعة بين مصر والدول غير الأعضاء بمنظمة الإنتربول للبحث عن المطلوبين، تطبيقًا لمبدأ المعاملة بالمثل.

الجريدة الرسمية