رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل كلمة السيسي في حفل ليلة القدر 2019


شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم الأحد الاحتفال بليلة القدر الذي نظمته وزارة الأوقاف، حيث كرم الرئيس الفائزين في المسابقة العالمية لحفظ القرآن.


وشهد الحفل تكريم أوائل مسابقة القرآن الكريم العالمية في نسختها السادسة والعشرين، والتي أقيمت لأول مرة بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والوعاظ.

وألقي الرئيس السيسي كلمة نصها:

نحتفل اليوم معًا بليلة القدر التي جعلها الله سبحانه وتعالى خيرًا من ألف شهر، فانزل فيها القرآن الكريم هداية للناس ورحمة للعالمين ومنهاجًا قويما، يحفظ للناس حقوقهم، دماءهم وأعراضهم وأموالهم، ويبين لهم واجباتهم إزاء أنفسهم ومجتمعاتهم وأوطانهم.

وفى هذه المناسبة الكريمة أتوجه إلى الله العلى القدير أن ينعم على وطننا الغالي بالخير والرخاء، وعلى الأمتين العربية والإسلامية، والإنسانية جمعاء بالأمن والأمان والاستقرار والازدهار.

كما يطيب لي أيضًا أن أتوجه إلى شعب مصر العظيم وشعوب الدول العربية والإسلامية بالتهنئة بهذه المناسبة الكريمة، وأدعوهم إلى استلهام روح المناسبة المفعمة بكل معاني الرحمة والخير، والامتثال لأوامر القرآن الكريم والنبي العظيم (صلى الله عليه وسلم) الذي أوصانا بالتراحم والتكاتف، والبر وصلة الأرحام، والوفاء بالحقوق والواجبات، والعمل الدؤوب لعمارة الكون وصناعة الحضارات.

كما أود أن أرحب بضيوف مصر الأعزاء مهنئا أبناءنا حفظة كتاب الله بهذه النعمة التي منّ الله بها عليهم، مؤكدا أن تمامها يتطلب منا جميعا حسن الفهم لمعاني القرآن الكريم ومقاصده السامية والتحلي بأخلاقه الكريمة، ونبذ كل عوامل الفرقة والتعصب الأعمى المقيت، إعلاءً لكلمة الله (عز وجل)، وإنفاذًا لتعاليم دينه السمحة التي نستقيها من كتابه الكريم وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم) الذي ترجم هذه القيم النبيلة إلى سلوك وأفعال، فكان بحق خلقه القرآن، فما أحوجنا اليوم لتطبيق هذه القيم العظيمة وتحويلها إلى واقع وسلوك عملي اقتداء برسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم).

ولايفوتني أن أتوجه بالتحية والتقدير إلى علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف منارات العلم الوسطي القائمين على تصحيح المفاهيم الخاطئة والتصدي للغلو والتطرف الفكري، ونشر سماحة الدين، والتعريف بجوهر الإسلام الحقيقي الذي يدعو إلى التسامح والرحمة وإعمال العقل، في خضم هذه الأمواج العاتية من التشدد والتطرف الفكري بما يحمله من مخاطر حتى على الدين نفسه.

إن هدفنا الأساسي هو الحفاظ على جوهر الدين وتوعية النشء والشباب، لإدراك مخاطر الفكر المتطرف من جهة وحجم التحديات والمخاطر من جهة أخرى، ولا شك أن الخطاب الديني الواعي المستنير أحد أهم عناصر المواجهة مع الفكر المتطرف الهدام، ولذا فإننا نأمل في بذل مزيد من الجهد والعمل المستمر لنشر الفهم والإدراك السليم بقضايا الدين والوطن من أجل تحقيق مستقبل أفضل لنا ولأبنائنا وللأجيال القادمة.

ولنتذكر دائمًا أن أمتنا هي خير أمة أخرجت للناس ما اعتصمت بحبل الله (عز وجل) وتحصنت بالوعي والعمل، كما أؤكد أهمية إعلاء لغة الحوار واحترام الآخر والإيمان بحق التنوع والاختلاف، وترسيخ أسس المواطنة والعيش الإنساني الكريم المشترك لتحقيق الأمان والسلام للجميع.
الجريدة الرسمية