على طريقة صلاح.. سارة عصام الحاصلة على الحذاء الذهبي: «لو بطلنا نحلم نموت»
«أنا محبة للرياضة، منذ التحاقي بالمدرسة وأنا أشارك بشكل مستمر في الأنشطة الرياضية، البداية كانت في كرة السلة إلا أن قلبي كان معلقا بكرة القدم، أدركت مبكرًا أنه لا تحظى بالاهتمام الذي تحظى به كرة القدم، كنت أجلس في المنزل أشاهد أسرتي تلتف حول التلفاز لمشاهدة مباريات كرة القدم، عندما أتممت الـ13 عاما كنت اخترت بالفعل طريقي سوف أصبح لاعبة كرة قدم».. سارة عصام أول محترفة مصرية في الدوري الإنجليزي للسيدات.

قبل أيام حصلت سارة عصام المصرية المحترفة بصفوف نادي ستوك سيتي الإنجليزي ونجمة المنتخب الوطني للسيدات، على جائزة هداف ستوك سيتي هذا الموسم، عقب تسجيلها 12 هدفًا خلال 12 مباراة، لتحصد بعدها جائزة الحذاء الذهبي من البوترز، فضلا عن حصدها لقب الهداف في فريق الجامعة أيضا.

بالتحديد قبل عام بدأت سارة عصام رحلة احتراف هي الأولى من نوعها في العالم العربي، البعض ظن أن مجرد احترافها هو الهدف الأسمى لكن هي رأت أنه خطوة على الطريق، تقول سارة: «أشعر بالفخر كوني هدافة الفريقين سواء نادي ستوك سيتي أو الجامعة، سعادتي ليست لكون أول فتاة تحترف فقط ولكن لأني أمثل السبيل الوحيد لتمهيد الطريق أمام الكثير من الفتيات سواء داخل مصر أو خارجها، لدى أحلام أكثر وأقوى سوف أحققها خلال المرحلة المقبلة».
دائما تلعب الأسرة دورا محوريا في دور الأبناء، كانت أسرة سارة متفهمة لأحلام نجلتهم، لم يكونوا مرحبين بالقدر الكافي لكن في الوقت نفسه لم يمنعوه من السير في الطريق الذي اختارته: «منذ اليوم الأول قررت أن أصل إلى القمة في كرة القدم، بدأت الرحلة منذ أن كنت في الـ 13 وكانت البداية في إحدى الأكاديميات المهتمة بتدريب الفتيات وبدأت رحلتي مع كرة القدم في التطور والإزدهار عاما بعد آخر، عائلتي مثلت لي خير دعم وسند في طريقي الذي اخترته، لم تكن يوما تقلل مما أفعل وكانت دائما تساندني في اختياراتي، في بعض الأحيان أرادت أن أرتب أولوياتي وأن اضع كرة القدم في المرتبة الثانية إلا أنني صممت أن أجلعها رقم واحد في حياتي، هم الآن فخورون بما أفعل ويساندوني بكل قوة» تقول سارة عصام.
طريق النجاح بكل تأكيد ليس ممهدا ومفروشا بالورود، أن تكوني فتاة في مجتمع عربي لم تتجاوز العشرين عام وترسمين طريقا خاصا لكي أمر جلل، صعوبات ومخاوف تحاوطك وتقف عائقا أمامك في كل خطوة لكن ثقتك في نفسك ووضوح أهدافك ستسهل عليك الكثير من العمل، تقول سارة: «الأمر ليس فقط كوني أول محترفة، أنا أحمل رسالة كبيرة فوق كتفي، أنا هنا أمثل مصر، أحمل أحلام فتيات خائفات من السعي وراء تحقيق أهدافهن، سبق أن كرمت من جمعية لندن العربية وكنت المرأة الأولى العربية التي تكرم في مجال الرياضة، شعرت بفخر شديد ودفعة لاستكمال ما بدأت، لدى الكثير من الأحلام والأهداف أن أفكر دوما بأنني أصنع فرصة لغيري من الفتيات في المجتمع العربي، أدرك ذلك جيدا وأعرف أنني قادرة على تحقيقه».

الأمر لا يسير دوما كما نريد، بالتأكيد هناك عراقيل ومخاوف، لكن سارة وضعت أهدافا واضحة أمامها لم تفقد بوصلتها يوما واحدا: «في بعض الأحيان كنت أشعر بأن طاقتي نفدت، أنظر إلى كم النزهات التي أضعتها في سبيل حضور تدريب، حفلات أعياد الميلاد التي جاءت في ضغط مباريات أو المعسكرات، لكن الطريق يستحق التضحيات يستحق أن ابتعد عن عائلتي أن اتغرب عن بلدي في سبيل تحقيق حلمي أن أمهد الطريق لغيري من الفتيات اللواتي يعشقن كرة القدم».
