رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس "القومي للمسرح": إطلاق مشروع جمع مقتنيات الرموز الفنية قريبا والبداية بتوفيق الدقن


  • 6 كاميرات جديدة للمركز بتكلفة تخطت المليون جنيه لتسجيل العروض والحفلات

  • شكلنا هيكلا لفرقة المركز الموسيقية وتتخصص في إحياء التراث والأغاني الدرامية

  • نعاني من نقص الكوادر المدربة.. ونعوض ما نحتاجه عن طريق الانتداب

  • نعد ركنا خاصا بالمركز في المسارح للقيام بـ 5 وظائف أساسية

  • نقترب من إطلاق قناة المركز على «يوتيوب» وعودة إصدار مجلات المركز في مختلف الفنون

  • نمتلك حصرا لجميع أعمال سيد درويش وسيتم إصدارها في كتاب قريبا

  • انطلاق المؤتمر العلمي للمركز في أكتوبر ونستهدف أبحاثا ورؤى مسرحية جديدة


حالة 
من النشاط الفني والثقافي يعيشها المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، برئاسة الفنان ياسر صادق، منذ مطلع العام الحالي، تمثلت في عودته لإصدار كتب التوثيق في الثلاث مجالات التي يختص بهم، وإطلاق قناة تابعة له على موقع يوتيوب، بالإضافة إلى انطلاق عدد من المشاريع الأخرى.

وأجرت «فيتو» حوارا مع الفنان ياسر صادق رئيس المركز القومي للمسرح، للوقوف على آخر تطورات مشاريع المركز وما الذي سيقدمه خلال الفترة المقبلة، وإلى نص الحوار كاملا:

ما تفاصيل مشروع إنشاء قناة للمركز على موقع «يوتيوب»، وما الذي يعطل إطلاقها؟
نعمل حاليا على جمع «داتا» كبيرة، بعد شرائنا لـ6 كاميرات جديدة عالية الجودة بتكلفة تخطت المليون جنيه؛ لتسجيل العروض والحفلات، حيث لم يكن متاحا بالمركز سوى كاميرا واحدة ذات إمكانيات محدودة.
وبطبيعة الحال فإن التعامل مع تلك المعدات الجديدة يتطلب وجود كوادر مدربة، لذلك أقمنا دورات تدريبية للعاملين بالمركز القومي للمسرح، كما قدمنا طلبا للمركز القومي للسينما برئاسة الدكتور خالد عبد الجليل لندب مجموعة من المصورين والمخرجين ذوي الكفاءة العالية لتلك المهمة.
وحتى تتم الموافقة، نسعى حاليا لاستقدام طلاب وحديثي التخرج من المعهد العالي للسينما للعمل بـ«القطعة» لتكوين داتا كبيرة وبجودة عالية؛ لتحميلها على القناة فور إطلاقها.

- كيف سيتم تسجيل عروض البيت الفني للمسرح، وبأي طريقة سيتم الاتفاق على حقوق الملكية الفكرية قبل طرحها على «يوتيوب» ؟
في الحقيقة نحن تواصلنا مع الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة ومستشار الوزيرة عصام رفعت في هذا الشأن، حيث من المقرر أن يتم التعامل مع كل مسرحية نرغب في تسجيلها على حدة.
كما أننا سنسعى لتسجيل جميع العروض سواء للبيت الفني للمسرح أو البيت الفني للفنون الشعبية، وعروض الجامعات الحكومية، بالإضافة إلى العروض الخاصة.
وسيتم ذلك من خلال التعاقد والاتفاق مع نجوم تلك العروض وجهات إنتاجها على التنازل عن حقوق الملكية لصالح قناة المركز القومي للمسرح على يوتيوب، كما أن عرضها على قناة المركز يعتبر توثيقا وحماية لذلك المحتوى من محاولات السرقة.

- ما أبرز العروض المسرحية أو الحفلات الموسيقية التي تم تصويرها حتى الآن وفي انتظار رفعها على القناة؟
بالفعل سجلنا الكثير من تلك العروض، وكان أبرزها عرض «شباك مكسور» من إنتاج فرقة مسرح الطليعة، وعرض «جار التحميل» لفرقة مسرح الشباب، بالإضافة إلى العديد من الاحتفالات التي أقامها المركز ومنها احتفالية عرض «الطوق والأسورة»، بمناسبة فوزه بأفضل عرض مسرحي عربي، كما سجلنا العديد من الأفلام لمجموعة من نجوم الزمن الجميل، بجودة عالية، وجاهزة للرفع على القناة.

- فرقة موسيقية محترفة بصدد التأسيس بالمركز، ما إجراءات وخطوات ذلك؟
في البداية يجب توضيح أن المركز القومي للمسرح كان يمتلك نخبة من الفنانين المعينين به كباحثين موسيقيين، لكن مع مرور الوقت والنمط السائد في التعامل معهم كـ«موظفين وإداريين»، فضل بعضهم الرحيل فيما حصل آخرون على إجازات بدون مرتب، لأن الفنان لا يحب أن يتعامل بشكل إداري بحت.
أما عن الفرقة، بدأنا بالفعل تكوين شكل وهيكل للفرقة، كما سيتم الاستعانة ببعض الباحثين الموسيقيين كفنانين بالفرقة، نحن نمتلك أرشيف وذاكرة موسيقية لكبار الملحنين كزكريا الحجاوي أحد رواد الفن الشعبي المصري، وأبرز إنجازاته تقديم التراث الشعبي المصري عبر وسائل الإعلام الحديثة كالصحافة والإذاعة وغيره، حيث لايزال ذلك التراث طي النسيان.
كما ستتخصص الفرقة في إحياء التراث والأغاني الدرامية، التي لايوجد فرقة حاليا تختص بذلك اللون الموسيقي، أرسلنا خطابا مسببا للجهاز المركزي للتنظيم والإدارة لإعتماد الهيكل الحكومي للفرقة، متضمنا أسباب الإنشاء ونوع الكادر لها.
أول حفلة أحيتها الفرقة بالفعل كانت يوم 30 أبريل الماضي، في احتفالية بذكرى ميلاد محمد عبد الوهاب، ورحيل العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، في مسرح البالون، كان أول اختبار حقيقي للفرقة، حققت فيها نجاحا ملحوظا، مما جعل وزيرة الثقافة تقرر أن تكون حفلاتها بشكل شهري.

- يستعد المركز حاليا لطرح عدد من الإصدارات الجديدة بعد فترة طويلة من الغياب.. كيف سيتم ذلك وما الموضوعات التي تتناولها؟
بدأنا وضمن خطتنا الحالية في إصدار عدد من المحتويات المسرحية والفنية، ومنها الجزء الثالث والرابع لكتاب «التراث المسرحي لعام 1925»، كما نستقبل خلال أيام 1000 نسخة من كتاب «التوثيق المسرحي لعامي 2007/2008» والذي سيفيد الباحثين كثيرا، خاصة مع عدم وجود أي إصدار يوثق الحركة المسرحية منذ 11 عاما تقريبا.
وفي مجال النقد الموسيقي، نعمل بالفعل على إصدار 3 كتب جديدة توثق وتدرس عالم الموسيقى المصرية في الفترة من عام 1952 وحتى الآن، حيث جار طبع بعضهم، وهم حصيلة رسائل دكتوراه وماجستير لمجموعة من الدكاترة المتخصصين، حيث سيتم توفير كتابين منهما وطرحهما خلال الشهر الجاري.

- متى سيتم إصدار أعمال سيد درويش التي يمتلكها المركز وجمعها في كتاب؟
بالفعل نمتلك حصرا كاملا لكافة الأعمال التي قدمها الراحل سيد درويش في عالم الموسيقى، سيتم جمعهم في كتاب وسيصدر عن المركز القومي للمسرح ضمن خطة الفترة المقبلة.

- هل ستعود مجلة المسرح التي كانت تصدر عن المركز وتوقفت منذ 14 سنة؟
نعم، بل سيتكفل المركز بجميع ما يتعلق بها تحريريا، وستتولي الهيئة العامة للكتاب مسألة الطبع فقط، بالإضافة إلى إصدار مجددا مجلة «ألوان من الفنون» المتخصصة في الموسيقى والفنون الشعبية، حيث جار إصدارها لتكون متوفرة الشهر الجاري.

- ما تفاصيل الركن الخاص بالمركز القومي للمسرح والذي سيتم إقامته في جميع مسارح البيت الفني للمسرح.. وما مهمته؟
حصلنا على موافقة ليكون للمركز ركن خاص في مسارح الدولة، ستتمثل مهمته في 5 وظائف وهي «المتحفية» وتتعلق بعرض مقتنيات أبرز الرموز التي وقفت على خشبة كل مسرح وعدت من اعلامه، أما الوظيفة الثانية فتتمثل في في عرض مجموعة من الصور التراثية عن خشبة ذلك المسرح وعن العروض التي قدمت عليه منذ نشأته لتكون بمثابة تاريخ مصور عن المسرح.
أما الوظيفة الثالثة تعتني بكون الركن منفذ لبيع إصدارات المركز من الكتب، وذلك بعد إصدارها، كما سيكون منفذنا لبيع تذاكر الحفلات الموسيقية التي سيقيمها المركز.
أما الوظيفة الأخيرة فهي «البحثية»، والتي تتمثل في استطلاع رأي لرواد وجمهور المسرح عن ما يقدمه، حيث سيتم إعداد تقرير كل 3 أشهر عن العروض وأسباب النجاح وعلامات الفشل، وتسليم نسخة من ذلك التقرير للمسؤلين في البيت الفني للمسرح للإطلاع عليها.

- تضمن مشروعك لتولي رئاسة المركز 18 مقترحا ماذا تحقق منهم حتى الآن؟
بالفعل تقدمت بـ 18 مقترحا في مشروعي حيث كانت المدة المقررة لتنفيذه عاما واحدا، وحتى الآن لم يمر سوى 4 أشهر نفذت خلالها 95% من المشروع.
وأبرز ما حقق هو البدء في مشروع جمع المأثور القولي والفلكلور الشعبي من المحافظات والقرى المصرية، بالإضافة إلى إنشاء الفرقة الموسيقية الخاصة بالمركز والذي ينقصه إجراءات إدارية فقط، لأن الفرقة بالفعل قدمت حفلات بتذاكر ولها هيكل كامل، بالإضافة إلى عودة المركز إلى لإصدار الكتب والمجلات، حيث سيتم طرح 3 مجلات في الموسيقى والمسرح والفن الشعبي.
كما انطلق برنامج «أعرف أهلك» والذي يحتفل من خلاله المركز برئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، من خلال لقاء وندوة عن كل بلد أفريقي بحضور سفير تلك الدولة لعرض الجانب الفني والثقافي ومقتنياتهم، خاصة دول حوض النيل، وكانت أولى تلك الدول هي إثيوبيا، حيث حضر السفير الأثيوبي الندوة وطلب نسخة مصورة من فعاليات الندوة سنرسلها للسفارة.

- حدثنا عن فكرة وتفاصيل مشروع جمع المأثور الشعبي والقولي.. ما تم إنجازه منه؟
لا يمكن تحديد نسبة محددة لما تم تنفيذه لأن المشروع يستهدف جميع المأثور القولي منذ نشأة تاريخ الإنسان المصري في جميع القري، يدرس مراحل التطور الفكري والثقافي منذ الولادة والنشأة والتراث في الأعياد وفي حالات الوفاة، وانطلق المشروع من محافظة كفر الشيخ تليها الفيوم.
ودعني أصارحك بأن ما تم جمعه لا يتعدى الـ 5%، من إجمال ما يستهدفه المشروع، وما ستنتهي إليه وما سيكمله من بعدنا هو نقطة في بحر كبير، وبذرة للأجيال القادمة للبناء عليها.

- هناك اتهامات توجه للمركز القومي للمسرح بندرة الباحثين به ونقص خبراتهم الفنية.. ما ردك؟
اتهامات صحيحة وفي محلها بالتأكيد، ونحن نحاول مواجهة تلك الأزمة من خلال انتداب فنيين مدربين من القطاعات الأخرى كالبيت الفني للمسرح، للعمل في الأوقات غير الرسمية.
أما باحثو المركز فجاري تطويرهم، في الحقيقة نحن نعاني من قلة الكوادر في عدد من إدارات المركز مثل إدارة التسجيلات «معنديش غير مصور واحد وجايب 6 كاميرات حديثة.. وبرضو معنديش مونتير سوى شاب يحب المونتاج وعنده أساسياته».
نحاول دائما إيجاد حلول للتغلب على تلك الأزمات بكافة الطرق، بجانب تفعيل بعض الطاقات الموهوبة التي يمتلكها المركز ولم تكن مستغلة الاستغلال الأمثل مثل الدكتور محمد أمين عبد الصمد باحث التراث الشعبي والأفريقي الذي انطلق في مشروع جمع التراث وبرنامج أعرف أهلك، ولموهبته الحقيقية كلفته بإدارة النشر في المركز ورئاسة تحرير مجلة «الموسيقى» و«ألوان من الفنون»، فهو بالفعل إحدى الطاقات غير المستغلة، كما أن القائد الناجح يسعى دائما لتعظيم أدواته والاستفادة منها قدر المستطاع لذلك فإن «شكل المركز بدأ في الظهور».

- ما آخر استعدادات المركز للمؤتمر العلمي الذي سينظمه.. وما دوافع إقامته؟
في الحقيقة بعدما كثر اللغط حول بدايات وتأسيس المسرح المصري، قررنا بصفتنا المؤسسة الحكومية المعنية ب«أبو الفنون»، أن تقوم بدورها ومسئوليتها، متمثلا في إقامة مؤتمر علمي بحثي عن المسرح.
كما سيقام المؤتمر في شهر أكتوبر المقبل، حتى يتسنى للباحثين تقديم أبحاث ودراسات جديدة بها إفادات للحركة المسرحية، وليست مجرد تحصيل حاصل أو تكرار لما سبق.

- ما آخر تطورات مشروع جمع مقتنيات الرموز الفنية؟
يسعى المركز منذ توليتي رئاسته، لجمع الكثير من مقتنيات رموزنا الراحلين أو حتى الأحياء منهم وتكريمهم، وذلك بالتعاون مع جمعية أبناء الفنانين، حيث سيكون أول مشروع في عالم سيرة الرواد كتاب عن توفيق الدقن.
وسنقدم قريبا سيرة الرواد أيضا بشكل فني يقدمه ممثل بصورة حكي مسرحي درامي، وسيسجل على «سي دي» ويكون مرفقا مع الكتاب، حتى يتسنى لغير محبي القراءة مشاهدة الوسيط الرقمي، وتلم بسيرة ذلك الرمز بسهولة.
الجريدة الرسمية