رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

وداعًا "الجولان وحلم الدولة الفلسطينية"


لا أدري، هل سيستمر الصمت العربي تجاه الاستفزازات والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للأراضي العربية المحتلة، وهل ستظل الحكومات العربية تكتفي ببيانات "الشجب والإدانة" وترك سلطات الاحتلال تمارس سياساتها التوسعية يوما بعد يوم، أم سنرى تحركا عربيا حقيقيا وجادا يحدّ من الأطماع الإسرائيلية في القريب العاجل؟.


فخلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية منذ أيام، أعلن "بنيامين نتنياهو" عن البدء في بناء مستوطنة جديدة على "هضبة الجولان" السورية المحتلة، تحمل اسم "دونالد ترامب" وفاء بالوعد الذي قطعه رئيس الوزراء الإسرائيلى على نفسه، عقب اعتراف الرئيس الأمريكي بسيادة إسرائيل على المرتفعات السورية في 25 مارس الماضي.

ومثلما مر الاعتراف الأمريكي بسيادة إسرائيل على "القدس" ومن بعدها "الجولان" مر الإعلان الإسرائيلي عن البدء في بناء المستوطنات الجديدة في الهضبة السورية المحتلة، دون أدنى تعليق أو تحرك عربي، حتى من الحكومة السورية ذاتها، على الرغم مما تمثله "الجولان" من موقع الاستراتيجي خطير، يمكن إسرائيل من توجية ضربات مباشرة لكل من "سوريا والأردن ولبنان وكامل الأراضي الفلسطينية المحتلة" من خلال مساحة تبلغ 1200 كم مربع، وارتفاع يصل إلى 2.814م، وطول يصل إلى 74 كم.

للأسف، إن "ترامب" كان يعي مسبقا ما سيسفر عنه الموقف العربي فيما يتعلق باعترافه بسيادة إسرائيل على "القدس" ولذا لم يجد حرجا في الإعلان بـ "بجاحة" عن تغيير الموقف الأمريكي من "الجولان" والذي كان يتماشى مع الموقف الدولي منذ احتلالها في عام 1967، والذي كان يعترف بالهضبة السورية "أراضٍ محتلة".

وهو ما جعل الأمريكان يستمرون في الإعلان عن مواقف أكثر "بجاحة" لم تعلق عليها أي من الدول العربية أيضا، منها نشر "جيسون جرينبالت" مساعد الرئيس الأمريكي، خارطة جديدة ل"إسرائيل" على صفحته الشخصية على موقع "تويتر" تظهر فيها مرتفعات الجولان كـــ "أراض إسرائيلية" قائلا بفخر: "أهلا بأحدث نسخة بنظام خرائطنا الدولية" على الرغم من علم المسؤول الأمريكي "يقينا" أن اعتراف بلاده والخريطة الجديدة لإسرائيل يضربان بالقرارات الدولية عرض الحائط.

للأسف، إن التهاون العربي في قضية "الجولان السورية" على مدار الــ 50 عاما الماضية، جعل حكومات الاحتلال المتعاقبة تشيد عليها 30 مستوطنة، يقطنها في الوقت الحالي ما يزيد عن 20 ألف إسرائيلي، بخلاف المستوطنة التي سيشيدها "نتنياهو" باسم "ترامب".

ولأن الموقف العربي معروف مسبقا للجميع، فلم تكتف إسرائيل بما ستفعله في "الجولان" بل أعلنت هذا الأسبوع عن مشروع لشق "شارعين جديدين" لربط المستوطنات المعزولة بجنوب وشمال الضفة الغربية، بالمستوطنات الكبرى في الشمال والجنوب، لتشكل طوقا يعزل القرى والمدن الفلسطينية، ويمكن إسرائيل من التسريع بمخطط ضم أراضٍ جديدة بالضفة الغربية، ونسف حل الدولتين، والقضاء على حلم قيام الدولة الفلسطينية.

ولعل السؤال الذي يطرح نفسة الآن، هل سيستسلم العرب للبلطجة "الأمريكية - الإسرائيلية" ويتركون "الجولان والضفة الغربية" لسياسة الأمر الواقع التي يفرضها "ترامب ونتنياهو" أم سيكون هناك واقعا آخر؟.

أعتقد أن الواقع العربي الحالي يقول: "إن إرادة "الأمريكان والاسرائيليين" سوف تنتصر"، وخلال شهور قليلة سوف يفتتح الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي مستوطنة "ترامب" الجديدة على أرض "الجولان السورية" ومعها الشارعين الجديدين في الضفة الغربية، وفرض أمر واقع جديد لن نمتلك معه سوى التسليم بواقع القضاء بشكل كامل على حلم الدولة الفلسطينية، أو الرضوخ لشروط "صفقة القرن" التي سيطرحها الأمريكان في وقت لاحق.
ولا عزاء للعرب.
Advertisements
الجريدة الرسمية