رئيس التحرير
عصام كامل

توتر العلاقة بين طهران وواشنطن يبث الرعب في إسرائيل


ليست إسرائيل ببعيدة عما يجري من توتر بين طهران واشنطن، وخاصة أنها كانت المحفز القوى لإدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للانسحاب من الاتفاق النووي كونها القشة التي قصمت ظهر العلاقات بين النظامين الأمريكي والإيراني، ولا تزال تداعياتها تتفاقم حتى اللحظة وخصوصًا مع إلغاء واشنطن الاستثناءات التي منحتها لبعض الدول من العقوبات على إيران.


ورغم وجود الدور الإسرائيلي إلا أن هناك مخاوف لدى تل أبيب من تداعيات هذا التوتر.

خيارات إيرانية
التقارير الإسرائيلية حذرت من أنه في المجال العسكري فإن إيران لديها عدد من الخيارات ردًا على سياسة واشنطن تجاها، مثل إيذاء الجنود الأمريكيين في سوريا والعراق من قبل منظمات تحت رعايتها، وزعزعة الشرق الأوسط بما لا يخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية.

وقال موقع "كل هزمان" العبري، إنه على سبيل المثال يمكن لإيران من خلال منظمات تحت رعايتها استهداف المصالح الأمريكية، عن طريق حزب الله في لبنان أو المنظمات في غزة الخاضعة لإيران وتوجيه الصواريخ نحو إسرائيل.

وأشار إلى أن إيران عملت في الثمانينيات ضد قوات المارينز في بيروت، من خلال حزب الله، وأودت بحياة المئات، واتهمتها الولايات المتحدة بقتل 500 من جنودها في العراق بعد حرب الخليج الثانية.

تصدير النفط
وأضاف أنه في مجال تصدير النفط، هددت إيران بانتهاك حرية الملاحة في مضيق هرمز، كما يمكن لإيران تشغيل الحوثيين في اليمن لتدمير البحر الأحمر والإضرار بإنتاج النفط على الجانب العربي من الخليج من خلال إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار والتخريب، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية.

وجهة النظر الإسرائيلية تركز أنه على المدى القريب، من المحتمل ألا تواجه إسرائيل مشكلة مع تفكيك الاتفاق النووي، وربما ستكون سعيدة، لكن من المهم جدًا لإسرائيل ألا تكون أي حكومة أو إدارة مستقبلية أمريكية شريكًا في الاتفاق النووي الذي يجلب كارثة لإسرائيل حسب قول الإعلاميين الإسرائيليين، الذين أوضحوا أن عودة الولايات المتحدة للاتفاق من شأنها إضفاء الشرعية على النظام الإيراني وبالتالي في محاولة لدفع برنامجها النووي.

وعلى الرغم من أن الوضع المضطرب حول الخليج العربي لا يهم إسرائيل بشكل مباشر، إلا أنه إذا نشبت الحرب، فإن المحللين الإسرائيليين يؤكدون أن إيران لن تتردد في إشراك إسرائيل في هذه الحرب بل وستلحق الأذى بها.

المدى القريب والبعيد
ويوصي مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، إسرائيل بالسياسة التي يجب أن تشمل العناصر التالية: "في المدى القريب، يلزم تنبيه المخابرات والاستعداد التشغيلي لإحباط عمل عسكري إيراني مباشر أو غير مباشر ضد إسرائيل على جميع الجبهات التي بها وجود إيراني، كما يرى المعهد أنه ينبغي على إسرائيل متابعة التمركز الإيراني في سوريا".

ويرى أنه في غضون ذلك، يجب أن تستعد إسرائيل على المدى المتوسط لاحتمال عودة الولايات المتحدة وإيران إلى المفاوضات، والتوصل إلى تفاهمات مع الولايات المتحدة بشأن ما هو مطلوب لتعديل الاتفاقية النووية.

أما على المدى البعيد يرى المركز أنه يجب على إسرائيل أن تفترض أن إيران قد تختار تصعيد أنشطتها النووية وتخزين 20٪ من المواد المخصبة، والتي ستقصر الوقت للوصول إلى المواد الانشطارية وحتى تستعد لاحتمال الانسحاب الإيراني من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.

ترسانة صاروخية
وتمتلك إيران ترسانة صاروخية مرعبة تعد الأضخم في الشرق الأوسط والتي تشكل خطرا على إسرائيل والوجود الأمريكي في المنطقة، ويمتلك الحرس الثوري الإيراني صواريخ باليستية، ومجنحة بعيدة المدى، إضافة إلى صواريخ خارقة للدروع قصيرة المدى يمكن استخدامها ضد أهداف بحرية، وبالتالي فإسرائيل تضع وزنًا لإيران وتخاف منها.
الجريدة الرسمية