رئيس التحرير
عصام كامل

الشيخ عبد الفتاح الطاروطي : تأثرت بمصطفى إسماعيل والشحات أنور ومحمد الليثي


عاش في رحاب القرآن الكريم حتى صار أحد عمالقة القرآن الكريم في عالمنا المعاصر، منحته الجامعة الإسلامية البنورية في باكستان الدكتوراه الفخرية تقديرا لدوره في خدمة القرآن الكريم ليكون بذلك ثاني قارئ يحصل عليها بعد الشيخ عبد الباسط عبد الصمد أحد أشهر القراء في العالم الإسلامي حتى لقبه البعض بـ"كروان القراء في العصر الحديث".


إنه الشيخ عبد الفتاح الطاروطى الذي تميز بمدرسة خاصة في قراءة القرآن الكريم وامتاز بقوة صوته العذب التي تخترق القلوب مباشرة فتنزل عليها السكينة وتغسلها من الصدأ، وحصل على الدكتوراه الفخرية من دولة باكستان وعدة أوسمة لأفضل قارئ من دولة إيران ووسام حسن بلقيه سلطان بروناي وأخيرا حصل على شخصية عام 2018 من المركز العربي الثقافي.

حرصت "فيتو" على إجراء حوار مع كروان القراء في مصر وإلى نص الحوار:

* كيف تعلق الشيخ الطاروطى بحفظ القرآن الكريم ونشأته؟

- أنا من مواليد 29 أبريل 1965 في قرية طاروط التابعة لمركز الزقازيق محافظة الشرقية، ونشأت في أسرة قرآنية وكنت أكبر أشقائي، والدي كان حافظا للقران الكريم واصطحبنى للكتاب في عمر 3 سنوات وختمت القرآن في عمر 8 سنوات والتحقت بالتعليم الابتدائي العام حتى الصف الخامس الابتدائي وانتقلت للصف الأول الإعدادى الأزهري، وكانت فرصة كبيرة جدا بالنسبة لي لاستكشاف موهبتى في التلاوة ثم أصبحت ضمن إذاعة المعهد الدينى واجتهدت وأثبت موهبتى أمام مشايخ المعهد وارتديت العمامة والزى الأزهري وخرجت للناس في سن مبكرة حتى تحقق حلمى بقراءة القرآن بجوار كبار القراء والمشايخ أمثال محمد الليثي ومحمد هليل والشحات أنور مما جعلنى أثق أنى صاحب موهبة كبيرة حيث من يقرأ بجوار هؤلاء لا بد أن يكون أداؤه متقنا ومحكما وخاليا من الخلل والعيوب.

* أصحاب الفضل عليك والأصوات التي تواظب على سماعها؟

- تأثرت جدا بكثير من كبار المشايخ والقراء في مصر أمثال الشيخ مصطفى إسماعيل والشحات أنور ومحمد الليثي وأواظب على سماعهم حتى اليوم والشيخ عبد المقصود السيد النجار شيخ كتاب قريتي كان صاحب الفضل عليّ بجانب والدي.

* قصة دخولك الإذاعة المصرية كيف بدأت ومتى تحققت؟

- بعد ازدياد شهرتي في المرحلة الثانوية والجامعية لم أتكاسل وأتراخى في الدراسة بل واصلت اجتهادي وكنت في مقدمة خريجى كلية أصول الدين أول دفعة عام 1987 وحصلت على تقدير جيد جدا والتحقت بالإذاعة المصرية 1993 وكنت وقتها أصغر قارئ (28 سنة) وتقدمت للجنة الاختبار إلا أنهم أعطوني مهلة 6 أشهر بسبب تأثري ببعض القراء وللتخلص من التقليد وتم بعدها قبولي وكان من بين أعضاء اللجنة كل من الشيخ أبو العينين شعيشع ومحمود برانق وإبراهيم عطوة ومحمود طنطاوى.

* ما أول أجر تقاضيته من قراءة القرآن الكريم؟

- أول أجر حصلت عليه كان في السبعينيات وتقريبا عام 1979 في عصر الرئيس الراحل محمد أنور السادات "خمسة جنيهات" وعمري وقتها 14 عاما فقط وكان يعد مبلغا كبيرا في ذلك الوقت ويكفي لشراء احتياجاتى وكانت الأسعار مريحة وكنت مبسوطا به جدا لأنه جاء من تعبي وشقايا.

* حدثنى عن أول سفرياتك خارج مصر؟

- رحلاتى القرآنية بدأت عام 1996 إلى ولاية سان فرانسيسكو الأمريكية ضمن بعثة وزارة الأوقاف وأسلم على يدي في تلك الرحلة 10 أمريكان، تلاها جزر الكنارى بدولة إسبانيا وأسلم على يدي 5 نساء، ثم توالت الدعوات الخاصة في جنوب أفريقيا 2004 وهناك أسلم على يدى مواطنا بالإضافة إلى 15 زيارة لإيران و3 لباكستان و4 لتركيا وزيارة واحدة للهند حيث شاركت في أكبر مؤتمر إسلامي عالمى حضره 2 مليون مستمع ثم سافرت تنزانيا وسلطنة «بروناي» ومحكما في دول ماليزيا وإيران ومسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم وأخيرا مصر مسابقة بورسعيد تحت رعاية رئيس الوزراء ومسابقة الأوقاف الدولية تحت رعاية رئيس الجمهورية.

* أبرز الجوائز والتكريمات التي حازها عبد الفتاح الطاروطي؟

- حصلت على الدكتوراه الفخرية من دولة باكستان وعدة أوسمة لأفضل قارئ من دولة إيران ووسام حسن بلقيه سلطان بروناى وأخيرا حصلت على شخصية عام 2018 من المركز العربي الثقافي.

* ماذا عن علاقتك بزملائك القراء من جيلك؟

- الحمد لله أتمتع بحب كبير بين زملائي سواء كان قارئا أو مبتهلا أو منشدا دينيا، وتربطني بهم علاقات محترمة وأتصل ببعضهم تليفونيا بعد تلاوتى للقرآن الكريم في صلاة الفجر بعد كل قارئ لكى أهنئهم بالأداء الجيد وليس بينى وبينهم إلا الحب والتقدير والروح التي تنبثق عن أخلاق القرآن وآدابه.

* حدثنا عن الدعوات التي تأتيك من خارج مصر لإحياء ليالي رمضان؟

- تأتيني دعوات كل عام في شهر رمضان الكريم ولكن انشغالي في الوقت الحالي بمجمع الطاروطي الإسلامي في مسقط رأسي والذي يتردد عليه نحو 1500 مصل جعلنى حريصا ألا أسافر للخارج إلا لمباشرة عملي كمحكم فقط في المسابقات الدينية المختلفة.

* طقوسك خلال شهر رمضان المبارك؟

- لي بعض الطقوس في الشهر الكريم منها توزيع بعض الكراتين التي تحوي بعض المواد الغذائية على الفقراء والمحتاجين وإقامة حفل إفطار جماعي ضخم بالقرية يحضره المئات من الأهالي، وفي ليلة القدر أدعو الناس للمجمع الإسلامي وتقديم وجبة السحور إلى ما يقرب من نحو 1500 مواطن.

* ما الدور التي تقدمه نقابة القراء في الوقت الحالي للارتقاء بالمهنة؟

- نقابة القراء بها أسيادنا ومشايخنا وأتمنى لهم التوفيق في أداء رسالتهم والارتقاء بأهل القرآن وما زلت أطالبهم دائما بوقفة قوية ضد الانحرافات في الأداء القرآني لبعض الشباب الدخلاء على المهنة وأكثرهم ليس حافظا للقرآن ويحدث منهم تجاوزات كثيرة جدا مما يعرض تاريخ دولة القراء في مصر للخطر ويجب تقديم كل منحرف للنيابة العامة ثم محاكمته بتهمة ازدراء الدين الإسلامي بعد استدعائه من قبل النقابة لأن الافتراء على القرآن جرم كبير.. إذا أهين قرآننا أهين أزهرنا وإسلامنا.. لا يمكن أبدا لدولة القرآن أن تهتز هيبتها بعد ما قدموه للعالم أجمع من خلال عمالقة التلاوة.

* هل ما زالت دولة التلاوة باقية بالرغم من حدوث بعض الانحرافات والتجاوزات؟

- دولة التلاوة باقية وستبقى لأن جميع القراء في أنحاء العالم متأثرين جدا بالمدارس القرآنية في مصر والقدامى باقون والجدد في مدرسة التلاوة يسيرون على نهج القديم والتراث القرآنى مع التجديد والانضباط القائم على الالتزام بأحكام التلاوة والمقامات الصوتية الأصيلة بعيدا عن المقامات الغربية التي تشوبها الخلاعة وعدم الانضباط بما لا يليق بجلال ومهابة القرآن الكريم.
الجريدة الرسمية