رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

سر الهوس بتسلق هرم خوفو.. وأشهر الحالات والعقوبات

الشاب أعلي الهرم
الشاب أعلي الهرم

لم يكن تسلق أحد الشباب لهرم خوفو صباح اليوم الأربعاء، وتعديه على أفراد الأمن وإلقائهم بالحجارة في محيط الهرم لمنعه من الصعود، الأول من نوعه فالكثير من الأجانب والمصريين لديهم هوس شديد بتسلق هرم خوفو على وجه الخصوص لنيل الشهرة وتسليط الأضواء عليهم بالنسبة للمصريين، ومنحهم الطاقة وأحيانا التعبد للأجانب الذين لديهم معتقدات في ذلك.


واليوم حسبما قال أشرف محيي، مدير عام منطقة آثار الهرم، تسلق شاب مصري الهرم الأكبر للملك خوفو، وذلك بعد دخوله منطقة الأهرامات الأثرية من البوابة الرئيسية كزائر مصري بتذكرة دخول، ومن ثم توجه الشاب إلى مدخل هرم خوفو وحاول التسلق والصعود إلى قمة الهرم.

وحاول أفراد الأمن وقوة من شرطة السياحة والآثار منع الشاب من التسلق وتتبعه إلا أنه قاومهم وألقاهم بالحجارة وفر هاربًا إلى أعلى قمة الهرم حيث قام بانتزاع الساري الخشبي الذي تم وضعه فوق قمة الهرم في العصر الحديث لتوضيح الارتفاع الأصلي له.

وتمكنت شرطة السياحة والآثار وأفراد الأمن من الآثار من القبض عليه واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حياله وإحالته إلى النيابة العامة للتحقيق في الواقعة.

وتسلق الأهرامات كان متاحا للجميع قبل إصدار السلطات المصرية في نهاية التسعينيات قرارا بحظر تسلق الأهرامات سواء للمصريين أو الأجانب حفاظا على حجارة الأثر وعدم العبث به والتكسير منه لأخذ قِطَع كذكرى كما كان يحدث في بعض الحالات، وذلك حرصا على الأرواح ولم تحدد عقوبة واضحة لمخالفة القرار.

ومنذ ذلك الحين وقعت العديد من وقائع التسلق للأهرامات سواء لمصريين أو أجانب وإحالتهم شرطة السياحة والآثار بمعاونة إدارة المنطقة الأثرية للنيابة العامة والتي تأمر بإخلاء سبيلهم لعدم وجود عقوبة واضحة لذلك في القانون.

وكشف مصدر مسئول بمنطقة آثار الهرم، أنه لا توجد عقوبة محددة لعملية تسلق الأهرامات على الرغم من وجود لافتة بأضلاع الهرم الأربعة مكتوب عليها "ممنوع التسلق" ولكنها مجرد إجراء تنظيمي للحفاظ على أثرية الأهرامات لذلك النيابة العامة تخلي سبيل العديد من متسلقي الأهرامات بعد تحرير محاضر لهم بعد مصادرة المادة الفيلمية "الصور والفيديوهات" الملتقطة من أعلى الأهرامات.

وبشأن التقاط صور أو مقاطع فيديو مخلة بالآداب داخل المناطق والمواقع الأثرية يقول المستشار عزت السيد، وكيل نادي القضاة الأسبق وأستاذ القانون الجنائي، إن السائح الأجنبي إذا تم القبض عليه على أرض مصر بتهمة ارتكاب أي مخالفة يتم محاكمته وفقا للقانون المصري، موضحًا أن الجناة في حالة القبض عليهم سيتم محاسبتهم بارتكاب فعل فاضح في الأماكن العامة، وتكون عقوبتها الحبس والغرامة.

وأضاف "السيد"، في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن الجناة في حالة عودتهم لبلادهم قبل محاسبتهم يتم وضع أسمائهم على القائمة السوداء، لمنع دخولهم مصر مرة أخرى، لأنهم يسيئون للتاريخ المصري.

يذكر أن عقوبة الفعل الفاضح في الأماكن العامة تطبق بتوافر عنصر العلانية، والصور تحقق هذا العنصر، فيما يعاقب القانون المصري بالحبس لمدة لا تزيد عن سنة وغرامة مالية لا تتجاوز 300 جنيه أي ما يعادل 17 دولارا تقريبا.

وهوس تسلق الأهرامات يحيط بالكثيرين سواء من المصريين أو الأجانب، وهناك العديد من وقائع التسلق للأهرامات منها:

في عام 2016، تسلق شاب ألماني يدعى أندريه سيسيلسكي هرم خوفو وهو من أصحاب رياضة تسلق المرتفعات، ولأن الأهرامات ليست كأي مكان يمكن صعوده وهبوطه بشكل أسهل، فكانت رحلة الهبوط أصعب وأكثر وقتا من التسلق.

وصفارات الإنذار التي أطلقها رجال شرطة الآثار بمنطقة الهرم وبالتحديد الهرم الأكبر لم تمنع الطالب التركى فاتح كورموجو، من تسلق هرم خوفو في يناير 2017 بيديه، حيث صعد حجرا بعد الآخر وكأن شيئا ما يجذبه ليصعد لأعلى قمته، فعندما حضرت الشرطة كان قد وصل إلى منتصف الهرم، ولم يثنه ذلك فاستمر في الصعود والتقط الصور التذكارية، وهبط ليجد السائحين يصفقون له.

ودخل أحد الشباب المصريين في منافسة مع تكرار صعود الأجانب للهرم الأكبر، ليثبت أنه أجدر بالهرم من الأجانب في تسلقه والوصول لقمته، وهذا الشاب يدعى هشام مصطفى طالب بكلية التجارة، الذي قام في يونيو 2016 بتسلق قمة هرم خوفو، ونشر صورا له أعلى قمة الهرم.

كما سادت حالة من السخط الشديد بين النشطاء والأثريين بعد تداول مقطع فيديو إباحي جمع مصورا دنماركيا وصديقته وهما أعلى هرم خوفو، نشره المصور "أندرياس هفيد" عبر موقع الفيديوهات "يوتيوب".

وعلق "أندرياس" على مقطع الفيديو: "أواخر نوفمبر 2018، تسلقت أنا وصديقتي هرم خوفو الأكبر في الجيزة، وخوفًا من رصدنا من قبل الحراس، لم أصور عدة ساعات من رحلة الصعود التي تسللنا خلالها إلى قمة الهرم".

"3 دقائق من رحلة صعود الشاب والفتاة لأعلى قمة هرم خوفو، كانت مدة الفيديو الذي نشره المصور الدنماركي، عبر حسابه على موقع الفيديوهات "يوتيوب"، إضافة لصورة تجمعه بصديقته أعلى الهرم، نشرها عبر حسابه بموقع الصور "إنستجرام".

وشارك مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، الفيديو والصورة، مصحوبة بآلاف التعليقات الساخرة والغاضبة.

"أندرياس هفيد"، مصور الدنماركي، ولد عام 1995 في مدنية آرهوس الدنماركية، عشق التسلق، منذ الـ13 من عمره، بدأ استكشاف أماكن آرهوس الخفية، كان يتسلق أسطح المدينة، ليشعر بالسحب، وفقا لوصفه على موقعه الخاص.

لدى "أندرياس" موقع خاص به ينشر خلاله صوره، إلى جانب حساب بموقع "Flickr" للصور، ينشر فيه صوره من كل بلاد العالم التي يسافر إليها ليتسلق قممها.

في السنوات الأخيرة سافر لدول في أوروبا الشرقية وآسيا مع كاميرته، وتسلق عدة بيوت شاهقة في هونج كونج، وبانكوك وغيرها، وتعطي صوره الأماكن نظرة فريدة، لتطور المدن وتاريخها وجمالها.

وهذه لم تكن الواقعة الأولى لتصوير فيلم إباحي في الأهرامات، حيث ظهر فيلم إباحي مدته 10 دقائق داخل حرم منطقة آثار الهرم منذ 3 سنوات، وحاز وقتها على نسبة مشاهدة عالية، خاصة أن الفيلم مصور باللغة الروسية ومترجم بالإنجليزية.

وفي واقعة مماثلة أصدر المركز الإعلامي لمنطقة آثار الهرم بيانا لتوضيح حقيقة ما أثير حول نشر ممثلة أجنبية تدعى كارمن دى لوز صورًا خادشة للحياء، التقطت بمنطقة آثار الهرم على صفحتها الشخصية على موقع "فيس بوك"، وهو الأمر الذي أحدث ضجة وحالة من الجدل في المجتمع وبين الأوساط الأثرية.

وذكر البيان أن منطقة آثار الهرم منطقة كبيرة جدًا تخضع إلى التأمين والمراقبة من جانب العاملين بها وشرطة السياحة والآثار وبعض الجهات الأمنية الأخرى، لكن هناك أماكن وعرة ومترامية الأطراف كالمنطقة التي التقطت فيها تلك الصور، وهذه المنطقة تخضع مباشرة في التأمين لشرطة السياحة والآثار، مشيرًا إلى أنه تم فتح تحقيق للوقوف على ملابسات هذه الواقعة.

وأكد البيان أنه بعد مشاهدة تلك الصور، تم التعرف على خط سير الممثلة كارمن، التي كانت ترتدي عباءة سوداء وشالا على الرأس ونظارة شمسية، وتبين أنها كانت تمتطي جملا، وحتى يتم دخولها المنطقة وهي تمتطي الجمل يجب أن تأتي من خلال المنفذ الثالث (منفذ الجبل القبلي) المشار إليه سلفا بصحبة أحد الخيالة، وقبل الدخول يتم كما هو معتاد مع أي زائر تفتيش الزائرة من جانب شرطة السياحة والآثار وخبراء المفرقعات، ويتم بعد ذلك الدخول إلى المنطقة بعد التأكد من حصول الزائر على تذكرة دخول المنطقة السارية لهذا اليوم، ويتم السماح له بعد قطع التذكرة الدخول للمنطقة.

وأوضح البيان أن الخدمات هناك تعيّن من قبل شرطة السياحة والآثار بصفة يومية، لأن هذه المنطقة وعرة وفي قلب الصحراء، ولا يمكن الوصول إليها إلا من خلال الجهات المعنية من شرطة السياحة نظرا لأن لديها ما يسهل ذلك، مثل السيارات والجمال الخاصة بالهجانة ومركبتي بيتش باجي، ويسلك هذه المنطق الخيالة في مسار زيارتهم، ووسط الغياب من قبل الخدمات المعنية بتلك المنطقة حدث ما حدث والتقطت هذه الصورة.

ونوه البيان إلى أنه من خلال باقي الصور يتضح أن الممثلة تم التقاط صور لها مع الخيال ومع مجموعة أشخاص آخرين، وهي صوره عادية، ثم من متابعة الصور يتضح أنها مرت بالهرم الثالث ثم مرت بالهرم الثاني، ويظهر ذلك من خلال النص الأثري الذي تشير إليه الممثلة (نص مايا بموقع الهرم الثاني)، وكل هذه الصور صور عادية يمكن لأي زائر التقاطها، نظرا لأن هذه المنطقة تخضع للإشراف من قبل مفتشي آثار المنطقة وأمن آثار المنطقة، إلى جانب أفراد من شرطة السياحة والآثار.

وأضاف البيان أنه من خلال متابعة الصور يتضح أن الممثلة امتطت "كارتة"، ويظهر في الصورة الهرم الثاني من الناحية الجنوبية، ثم تسللت إلى منطقة مقابر الطريق الصاعد بمعاونة صاحب الكارتة، والصور التي التقطتها أمام مداخل المقابر هناك صور عادية يمكن لأي زائر التقاطها، ثم بعد ذلك يتضح أنها أنهت زيارتها للمنطقه الأثرية، وخروجها من منفذ أبو الهول.

وأكد البيان أنه من خلال التدقيق في الصور يتضح عدم وجود أي أفراد أو أتوبيسات في الخلفية، مما يؤكد أنها ظلت في المنطقة لبعد الساعة الخامسة مساء، وكان يجب على شرطة السياحة والآثار إخلاء المنطقة من أي زائر.
Advertisements
الجريدة الرسمية