رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

"جحش الإذاعة" يعلن عن قدوم رمضان

محمد عبد المطلب وبليغ
محمد عبد المطلب وبليغ حمدي

صوت جميل ارتبطنا به، ولسنوات طويلة، مع قدوم شهر رمضان المعظم، عبر الإذاعة، ومن بعدها التليفزيون.

وصفه الموسيقي الراحل بليغ حمدي بأنه صوت مثل سلاح التلميذ، لا بد أن يقرأه كل المطربون في مصر، والعالم ليتعلموا منه.

قدم المطرب الشعبي محمد عبد المطلب أغنيته الشهيرة "رمضان جانا" مع افتتاح الإذاعة المصرية الرسمية عام 1934، وحققت نجاحًا في جميع الدول العربية، فهي الأغنية الأكثر انتشارًا، حتى إنها تعتبر بمثابة الإعلان الرسمي عن قدوم الشهر الفضيل.

وفي حوار نشرته مجلة "الفنون" المصرية في رمضان عام 1981، مع عبد المطلب، قال: بدأتُ العمل في الغناء بفرقة الملحن محمد عبد الوهاب حيث اشتركتُ معه في بعض أسطواناته، ومنها أغنيتي "أحب أشوفك كل يوم" و"بلبل حيران".

بعد ذلك عملت بصالة بديعة مصابني، وكازينو فتحية محمود بالإسكندرية بتقديم فن الموال، وتتلمذت على يد الملحن داود حسني الذي قدم لي الكثير من الألحان.

ورغم أني قدمتُ الغناء الديني والعاطفي، إلا أن أهم أغنية في حياتي هي أغنية "رمضان جانا" التي كتبها الشاعر حسين طنطاوي، ولحنها محمود الشريف، وقدمتُها بدلا من صديقي أحمد عبد القادر، وأتذكر أني كنت وقتها في ضائقة مالية، وكان من قواعد الإذاعة ألا يقدم كلُّ مطربٍ أكثر من أغنيتين، وكان لأحمد عبد القادر أغنيتان تقدمهما الإذاعة، فقدم الأغنية الثالثة لي لأغنيها في رمضان، وحصلت على 6 جنيهات مقابل غنائها في الإذاعة.

وصارت أغنية "رمضان جانا" عنوانا لمجيء الشهر الكريم، حتى وُصِفت بأنها أشهر من بيان المفتي في الإعلان عن قدوم رمضان لدرجة أنه من شدة نجاحها وترديدها على الألسنة، وفي الإذاعة قالوا لي لو أنني أخذت جنيهًا واحدًا عن كل مرة تُذاع فيها الأغنية لأصبحتُ مليونيرًا.

وأضاف عبد المطلب أن حسن الشجاعي، مسئول الإذاعة، هو الذي اختارها لتكون أغنية رمضان لهذا العام، واستمرت بعد ذلك أعوامًا.. وتقول الأغنية:
"رمضان جانا وفرحنا به.. بعد غيابه أهلًا رمضان
بتغيب علينا وتهجرنا.. وقلوبنا معاك
وفى السنة مرة تزورنا.. وبنستناك
غنوا وقولوا شهر بطوله.. غنوا وقولوا.. أهلًا رمضان
يوم رؤيتك لما تجينا.. زي العرسان
نفرح وننصب لك زينة.. أشكال وألوان
في الدخلة نبقى نطبلك.. ونهللك آه
ونقولك يا مسحراتي دق لنا تحت الشباك..
سمعنا وافضل علينا.. للفجر معاك".
بعد نجاح "رمضان جانا"، قدمتُ بصوتي في الخمسينيات أغنية "المسحراتي"، حتى لُقِّبتُ بـ "مسحراتي الفن"، ثم أطلق عليَّ المطرب صالح عبد الحي لقب "جحش الإذاعة" من غلظة صوتي.
Advertisements
الجريدة الرسمية